هل تنجح مساعي وقف التصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية؟
واصلت إسرائيل الأحد، شنَّ غارات على قطاع غزة، تسبَّبت في تدمير مقري وزارتي العمل والتنمية الاجتماعية، بينما قال الجيش الإسرائيلي، إن أكثر من ألفي صاروخ، انطلقت من قطاع غزة صوب إسرائيل

السياق
تخوض الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، منذ أيام، إحدى أعنف المواجهات بينهما، خلال السنوات الأخيرة، ما أسفر عن عشرات القتلى ومئات الجرحى، وسط تصاعد الدعوات والجهود الدبلوماسية، للتهدئة بين الطرفين، رغم فشلها حتى الآن، في التوصُّل إلى اتفاق، على وقف إطلاق النار.
وواصلت إسرائيل اليوم الأحد، شنَّ غارات على قطاع غزة، تسبَّبت في تدمير مقري وزارتي العمل والتنمية الاجتماعية، بينما قال الجيش الإسرائيلي، إن أكثر من ألفي صاروخ، انطلقت من قطاع غزة صوب إسرائيل، منذ بدء التصعيد الأخير.
وبلغ عدد القتلى في قطاع غزة، منذ بدء التصعيد العسكري، 174 شخصاً، بينهم 47 طفلاً و29 امرأة و1200 مصاب بجراح مختلفة، بحسب مصادر طبيبة فلسطينية.
بايدن يهاتف نتنياهو وعباس
في خضم التصعيد الكبير، أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن اتصالين، برئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، ورئيس فلسطين محمود عباس، تناول خلالهما تطورات الأوضاع.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، أن بايدن حثَّ على الهدوء بين إسرائيل وغزة، معلناً دعمه لحل الدولتين، وذلك في أول مكالمة هاتفية، منذ توليه منصبه، مع عباس.
وأكد بايدن لعباس، أن واشنطن تبذل جهوداً مع الأطراف المعنية، لتحقيق التهدئة، مشدِّداً على ضرورة الوصول إلى وقف إطلاق النار قريباً، وخفض العنف في المنطقة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية.
من جانبه، دعا الرئيس الفلسطيني، جو بايدن، إلى تدخُّل الإدارة الأميركية، لوضع حد للاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين.
إلى ذلك، أعرب بايدن، خلال محادثة هاتفية مع نتنياهو، عن قلقه البالغ من تصاعُد العنف، في إسرائيل وقطاع غزة.
وأكد بايدن دعمه القوي، لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، بوجه الهجمات التي تشنُّها حركة حماس، وغيرها من الفصائل في غزة.
وأعلن الرئيس الأمريكي، التزامه القوي بحل الدولتين، عبر التفاوض، باعتباره أفضل طريق للتوصُّل إلى تسوية عادلة ودائمة للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.
لوموند الفرنسية: الجيش الإسرائيلي مُـتَّـهم بخداع وسائل الإعلام لإعلانه هجوماً برياً مزيفاً على غزة
جهود مصرية
عربياً، تقود مصر جهوداً للتوصُّل إلى وقف لإطلاق النار، بين إسرائيل والجماعات المسلحة في غزة.
وقال مسؤول في المخابرات المصرية، إن مصر ووسطاء آخرين يأملون أن تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل، لإنهاء القتال، وأضاف أن" الوضع بدأ يخرج عن السيطرة، في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، في إشارة إلى الاحتجاجات في الضفة الغربية والقدس ومناطق أخرى، بحسب وكالة أسوشيتد برس.
وأوضح المسؤول، أن مصر تسعى الآن، إلى فترة تهدئة لساعات عدة، لإجلاء المصابين بجروح خطرة من غزة، مشيراً إلى أن بلاده تدفع باتجاه هدنة إنسانية خلال الليل، حيث تنتظر سيارات الإسعاف على الجانب المصري من الحدود.
وقال المسؤول، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، لأنه غير مخوَّل بالحديث إلى وسائل الإعلام، إن الدبلوماسي الأميركي هادي عمرو، نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، في المنطقة الآن، في محاولة لخفض التصعيد.
وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أعلن أن الولايات المتحدة أوفدت مبعوثاً إلى الشرق الأوسط لحض الإسرائيليين والفلسطينيين، على وقف التصعيد العسكري، لاسيما على جانبي الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل.
وعُقد الأحد، اجتماع بين وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس والمبعوث الأميركي هادي عمرو، لبحث وقف التصعيد.
مصر والسعودية
في السياق، دعا وزيرا خارجية مصر والسعودية، إلى وقف فوري لإطلاق النار، بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
ووفقاً لبيان، نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، فإن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، تحدَّث إلى وزير الخارجية المصري سامح شكري، وأوضح أن الوزيرين، اتفقا على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار.
وقال البيان السعودي، إن الوزيرين حثَّـا المجتمع الدولي، على مواجهة الممارسات الإسرائيلية العدوانية، ضد الشعب الفلسطيني الشقيق.
اجتماع طارئ لمنظمة التعاون
عقدت منظمة التعاون الإسلامي، اجتماعاً طارئاً افتراضياً اليوم الأحد، بطلب من السعودية، لبحث التصعيد في فلسطين.
وقال زير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان: "نرفض بشدة جميع الأعمال العسكرية الإسرائيلية، وكل الممارسات، التي تؤدي إلى تقويض السلام والأمن في المنطقة".
وشدد على رفض السعودية "التام تجاه ما صدر من إجراءات إسرائيلية استفزازية تستهدف إخلاء الفلسطينيين بالقوة وجميع الأعمال العسكرية التي أوقعت ضحايا".
وطالب في كلمته خلال الاجتماع، المجتمع الدولي "بالتحرك العاجل لوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري".
مجلس الأمن يناقش الأوضاع
إلى ذلك، يعقد مجلس الأمن، جلسة علنية افتراضية، لمناقشة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، إذ من المتوقَّع أن يحضر الجلسة مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط النرويجي تور وينيسلاند، إضافة إلى ممثلين عن إسرائيل والفلسطينيين.
ويأتي انعقاد مجلس الأمن الدولي، بطلب من تونس والنرويج والصين، حيث كانت الدول الثلاث، اقترحت عقد الجلسة في 14 مايو، لكن الولايات المتحدة عارضت ذلك.
وكانت السعودية عقدت اجتماعات عربية، في مجلس الأمن، تسلِّط الضوء على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، وتناقش واجبات المجتمع الدولي في حماية المدنيين.
الاتحاد الأوربي يبحث الأزمة
في السياق، أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إجراء محادثات طارئة عبر الفيديو، لوزراء خارجية دول التكتل، الثلاثاء، بشأن تصاعُد العنف بين إسرائيل وفلسطين.
وقال بوريل في تغريدة على "تويتر": "سننسِّق ونناقش الطريقة الأمثل، التي يمكن للاتحاد الأوروبي، أن يسهم من خلالها، في وضع حد للعنف الحالي".
نتنياهو يتوعَّد
لكن وسط كل هذه المناشدات الدولية للتهدئة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مواصلة العمليات الإسرائيلية بكل قوتها في غزة، حتى تحقِّق أهدافها، ووفق الضرورة.
وتوعد في كلمة له، بالرد على الهجمات الصاروخية، التي تطلقها حماس، مشيراً إلى أن الحركة تعيد النظر في المواجهة مع إسرائيل.
وأضاف أنه واثق بقدرة القوات الإسرائيلية، على مواجهة التهديدات الخارجية والداخلية، واصفاً الوضع في الداخل الإسرائيلي بالخطير، وأن أمام تل أبيب أياماً صعبة.