ساعات من الرعب في طرابلس... مليشيات تتقاتل وداخلية باشاغا تحذر

سيطرت أصوات تبادل إطلاق الرصاص والقذائف والأسلحة الثقيلة والخفيفة على أجواء الليلة الرمضانية، ما أثار حالة من الرعب والهلع بين المدنيين، بينما كشفت مصادر ليبية، أن المليشيات أغلقت عددًا من الطرق.

ساعات من الرعب في طرابلس... مليشيات تتقاتل وداخلية باشاغا تحذر

السياق

ساعات من «الرعب» عاشتها العاصمة الليبية طرابلس، بعد اشتباكات بين أكبر ميليشيات الغرب الليبي، استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة، ما أدى إلى قتلى وجرحى.

فعلى أصوات المساجد التي كانت تصدح بالقرآن في صلاة التراويح، كانت مليشيات «النواصي» وجهاز «دعم الاستقرار» الذي يقوده عبدالغني الككلي، الملقب بـ«غنيوة»، تتقاتلان في شارع صريم وسط العاصمة طرابلس، بالقرب من مقار تابعة لحكومة عبدالحميد الدبيبة.

ووثق مغردون ليبيون، على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في طرابلس، الاشتباكات المسلحة بين الفريقين المتقاتلين، ما أدى لاحتراق أحد المنازل، ومقتل اثنين من مليشيات النواصي.

وسيطرت أصوات تبادل إطلاق الرصاص والقذائف والأسلحة الثقيلة والخفيفة على أجواء الليلة الرمضانية، ما أثار حالة من الرعب والهلع بين المدنيين، بينما كشفت مصادر ليبية، أن المليشيات أغلقت عددًا من الطرق.

وبحسب المصادر، فإن 8 أشخاص على الأقل قُتلوا ليلة أمس الاثنين، في الاشتباكات التي استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة من «جهاز دعم الاستقرار» التابع لحكومة عبدالحميد الدبيبة السابقة، ومليشيات النواصي.

وأكدت المصادر أن اشتباكات طرابلس، قد تكون محاولة للسيطرة على المنطقة، مشيرة إلى أنها لا ترتبط بالتوترات بين الحكومتين المتنافستين على السلطة.

 

تدخل العقلاء

من جانبه زعم «جهاز دعم الاستقرار» وهو تشكيل مسلح ينضوي تحت مظلة الحكومة، في بيان عبر «فيسبوك»، أن ما حدث في العاصمة طرابلس «لا يعدو عن خلاف بسيط بين الأشقاء»، مؤكدًا السيطرة عليه وحلحلته بتدخل العقلاء والحكماء.

بدورها، نشرت وزارة الداخلية الليبية بيانًا بشأن الأوضاع الأمنية في العاصمة طرابلس، وما يحدث من مواجهات مسلحة تهدد المواطنين وتعرض ممتلكاتهم للخطر، قائلة إنها تابعت ما يحدث في طرابلس.

وأدانت وزارة الداخلية «مثل هذه الأفعال في هذه الأيام المباركة، ونؤكد أن زمن العنف والفوضى انتهى، وأن الأمن والأمان لا ثالت لهما».

وأشارت إلى أن المواجهات المسلحة وسط الآمنين، غير مقبولة تحت أي ظرف، داعية كل الأطراف داخل طرابلس لإيقاف المواجهات المسلحة والتهدئة الفورية، وتغليب مصلحة المواطن والوطن .

وأكدت أنها «حريصة» على إحلال السلام برفع المعاناة عن الليبيين، وتحقيق الأمن والاستقرار، متعهدة بأنها ستفعل ما بوسعها حتى تكون ليبيا والعاصمة طرابلس آمنة.

ليست الأولى

تتنافس على العاصمة الليبية طرابلس مليشيات مسلحة، في محاولة كل منها للسيطرة على أكبر عدد من المناطق، إلا أن الفترة الأخيرة أخذت تلك الاشتباكات منحى سياسيًا، بعد رفض عبدالحميد الدبيبة رئيس الحكومة السابقة تسليم السلطة لفتحي باشاغا.

كانت آخر اشتباكات بين عدد من المليشيات المتناحرة، غربي ليبيا، في نوفمبر، قُتل فيها 7 أشخاص، بينهم طالبة.

وتمثل الميليشيات المسلحة، التي تسيطر على العاصمة طرابلس، أحد أبرز العقبات التي تواجه حكومة الاستقرار الجديدة برئاسة فتحي باشاغا، فرغم المطالبات المحلية والدولية، بضرروة تنفيذ اتفاق جنيف الموقع في 23 أكتوبر الماضي، فإن شيئًا منها لم ير النور.

ونص اتفاق جنيف، على البدء الفوري لعملية حصر وتصنيف المجموعات والكيانات المسلحة، بجميع مسمياتها على التراب الليبي، سواء التي تضمها الدولة أم التي لم يتم ضمها، ومن ثم إعداد موقف عنها، من حيث قادتها وعدد أفرادها وتسليحها وأماكنها، وتفكيكها، ووضع آلية وشروط إعادة دمج أفرادها بشكل فردي إلى مؤسسات الدولة، ممن تنطبق عليه الشروط والمواصفات المطلوبة لكل مؤسسة، أو إيجاد فرص وحلول لمن لا تنطبق عليه.

لكن ماذا نعرف عن مليشيات طرابلس؟

تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس 4 مليشيات، أبرزها ميليشيات الردع الخاصة، وهي من أكبر المجموعات المسلحة في العاصمة، المتورطة في تهريب السلاح والإرهابيين.

فالمليشيات التي يقودها عبدالرؤوف كارة، تتكون من نحو 1500 شخص، وتتخذ من مجمع معيتيقة مقراً لها.

ثاني تلك المليشيات، ميليشيا النواصي التي تضم مقاتلين أغلبيتهم من الجماعة الليبية المقاتلة، ويبلغ عدد مقاتليها نحو 2000 شخص، بينما كانت «كتيبة ثوار طرابلس» ثالث تلك المليشيات وأكبرها، ويقودها أيوب بوراس.

تضم «كتيبة ثوار طرابلس»، 9 مجموعات مسلحة موزعة في أغلبية مناطق طرابلس، متخذة من مناطق الفرناج وعين زارة وبئر الأسطا ميلاد مقراً لها، وأوكلت لها مهام عدة، بينها حماية المجلس الرئاسي والمواقع الاستراتيجية، وعدد من السفارات الغربية في ليبيا.

رابع تلك الميليشيات، ميليشيا قوة الردع المشتركة، التي يقودها عبدالغني الككلي الملقب بـ«غنيوة»، وتسيطر على حي أبو سليم، الذي يعد مركزاً للإجرام والمخدرات في المنطقة الغربية.