الاختيار 3... عمل درامي مصري يخترق غرف الإخوان المغلقة
فضحت الحلقة تفاصيل مؤامرة خطط لها قادة تنظيم الإخوان -على رأسهم القيادي الإخواني خيرت الشاطر- للانتقام من وزارة الداخلية، ومساعيه الهادفة لإقصاء قادة بأعينهم من ضباط قطاع الأمن الوطني.

السياق
تحت عنوان «القرار»، اخترقت الحلقات الأولى من الجزء الثالث لمسلسل «الاختيار 3»، الغرف المغلقة لتنظيم الإخوان «الإرهابي» وكشفت مؤامرات كانت تحيكها وتنسج خيوطها الجماعات الإرهابية ضد مصر والوطن العربي.
فالحلقتان الأوليان من مسلسل «الاختيار 3»، وثقت لأحداث عصيبة مرت بها مصر خلال السنوات الماضية، وأنعشت ذاكرة المصريين تجاه الجرائم الإرهابية التي مارسها تنظيم الإخوان، بحق أبنائهم وبلادهم.
دقائق الحلقة الأولى من مسلسل «الاختيار 3» مهدت لما وصفت بأنها كواليس أخطر 96 ساعة في تاريخ مصر، التي انتهت باتخاذ قرار حاسم بعزل الرئيس الراحل محمد مرسي من منصبه.
كما استعرضت الحلقة الأولى من مسلسل «الاختيار 3» -في لمحات سريعة- شريطًا للأحداث التي شهدتها مصر، التي انتهت بظهور حركة تمرد، ثم لقاء القيادات الدينية والسياسية والشعبية في الاجتماع المصيري، الذي ظهر بعده وزير الدفاع اللواء عبدالفتاح السياسي، مؤكدًا لهم أنهم على وشك اتخاذ قرار مهم في تاريخ مصر.
مؤامرة إخوانية
وفضحت الحلقة تفاصيل مؤامرة خطط لها قادة تنظيم الإخوان -على رأسهم القيادي الإخواني خيرت الشاطر- للانتقام من وزارة الداخلية، ومساعيه الهادفة لإقصاء قادة بأعينهم من ضباط قطاع الأمن الوطني.
تلك المساعي التي كان يقودها خيرت الشاطر، محاولًا إرهاب قيادات الداخلية المصرية بالانصياع لأوامره، إلا أنهم حينما رفضوا، أكد أن تلك التعليمات التي ذكرها، ستصل إليهم من القصر الرئاسي الذي كان يسكنه الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي.
ذلك التسريب، الذي ظهر فيه القيادي خيرت الشاطر ملوحاً بتكرار سيناريو 2011 الذي أحرقت فيه مقار الأمن الوطني، وبعض مقار الحزب الوطني الحاكم، لقي انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، فور انتهاء الحلقة التي بثت تفاصيل «خطيرة» تكشف لأول مرة من داخل الأروقة المغلقة.
الشاطر الذي كان يعرف بـ«العقل المدبر» للإخوان، قال مهددًا قيادات في وزارة الداخلية المصرية: «الأرض اللي كلنا ماشيين عليها فيها شوك كتير داخلي وخارجي، وبنحاول نتلمس طريق لن نسمح فيه بأي درجة من الدرجات لحدوث صدام، لأنني لما اصدم بجهاز أمن الدولة معنديش مشكلة أنا ممكن أطلع مليون واحد ويحرقوا المقرات ويمسكوا الناس ويحبسوهم هما ويعملوا محاكمة شعبية».
تسريبات للإخوان
الحلقة الثانية من المسلسل «الاختيار 3»، بثت تسريبًا جديدًا للقاء جمع وزير الدفاع -آنذاك- الفريق عبدالفتاح السيسي، والقيادي في جماعة الإخوان خيرت الشاطر، الذي طالب بشراكة بين الجيش والإخوان.
وأكد الشاطر أن جماعة الإخوان لديها أموال ضخمة وإمكانات كبيرة كالجيش(..) "لدينا عقيدة كفاحية، فلسنا كيانًا قليلًا، لدينا ثروة بشرية متنوعة وخبراء في كل المجالات".
وتابع: كل الكوادر الإخوانية ترى أن من مصلحة مصر، تحقيق التعاون المشترك بين الإخوان والجيش(..) رجال القوات المسلحة ستكون لديهم وظائف بعد الإحالة للتقاعد، ليرد السيسي متجاهلًا عرض الشاطر، قائلًا: «أين الغداء؟!».
وتطرقت الحلقة الثانية من المسلسل إلى لقاء ثان بين خيرت الشاطر والرئيس المعزول محمد المرسي، شكا فيه الأول من تصرف وزير الدفاع -آنذاك- عبدالفتاح السيسي، كما ناقشا كيفية إدماج السلفيين والتعاون معهم.
الحلقة الثانية كانت حُبلى بالأحداث، التي كان من بينها الاحتفال الذي عقده الرئيس المعزول محمد مرسي في ستاد القاهرة الدولي بمناسبة انتصارات أكتوبر، وكيف أثار غضب المصريين، الذين بدوا يائسين من الأوضاع التي تمر بها بلادهم.
انقلاب الإخوان على السلفيين
كما تطرقت إلى لقاء جمع مرشد الإخوان محمد بديع ونائب المرشد خيرت الشاطر، ومحمد مرسي، بشأن غضب التنظيم الإخواني من إعلان السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل ترشيحه رئيساً للجمهورية، وآلية تعامل الجماعة مع السلفيين بعد تلك الخطوة.
خيرت الشاطر قال إنه دفع بالسلفيين العقلاء -عن طريق الأصدقاء المشتركين- لإقناع حازم صلاح أبو إسماعيل بالتزام الهدوء وإفهامه أنه طبقاً للقانون لا يجوز ترشحه لأن والدته تتمتع أو يحتمل أنها تتمتع بجنسية أجنبية.
ليرد مرشد الإخوان محمد بديع قائلاً:«أنا عارف السلفيين كويس أكتر من أي حد(..) عاشرناهم قبل السجن وأثناء السجن وبعد السجن، فهم ليسوا يداً واحدة أو اتجاهاً واحداً(..) إنهم شراذم وقيادتهم لا تملك الأمر إلا على المجموعة اللي معاهم فقط».
ووسط صمت تام من محمد مرسي، الذي كان يتابع الحديث بين الرجلين القويين في الجماعة الإخوانية، استكمل خيرت الشاطر حديثه خلال اللقاء، قائلاً: «أنا مش بتاع مخابرات، لكن بزرع ناس وسطهم وبتابع كل تفاصيلهم ولما بلاقي معلومة بكلم أمن الدولة، لأن الموضوع أنا عارف خطورته».
ردود الأفعال
لقي مسلسل الاختيار ردود أفعال كثيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر والوطن العربي، فبين كثيرين أشادوا بحسن تصرف الجيش المصري وهدوئه في التعامل مع تنظيم الإخوان، مرورًا بآخرين أبدوا غضبهم من ممارسات الجماعة الإرهابية، إلى فريق ثالث أشاد بدور الفنانين المصريين في تجسيد حقبة من تاريخ مصر، فضحت التنظيم الإرهابي وممارساته.
وتحدث الجمهور عبر شبكات التواصل الاجتماعي، عن قدرة الفنان المصري ياسر جلال على تقديم نبرة صوت مشابهة لصوت الرئيس عبدالفتاح السيسي، إضافة إلى ملامحه وطريقة تعامله مع الأمور.
مسلسل «الاختيار 3» الذي يعرض في شهر رمضان الحالي، امتداد لجزءين، يتناول فيهما الاحتجاجات الشعبية التي بدأت عام 2011، مرورًا بالفترات الانتقالية التي عايشتها مصر حتى حكم الإخوان، والظروف التي صاحبته وأدت في النهاية إلى تدخل الجيش وعزل الرئيس السابق محمد مرسي وتولي عبد الفتاح السيسي الرئاسة.
ويجسد الفنان المصري صبري فواز دور الرئيس الأسبق محمد مرسي، بينما يجسد الفنان عبدالعزيز مخيون دور مرشد الإخوان المسلمين في ذلك الوقت محمد بديع، أما الفنان خالد الصاوي فيجسد شخصية خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان.