هدنة الشهرين... 44 خرقًا حوثيًا وسط التزام صارم من التحالف والجيش اليمني

الجيش اليمني، وثق سلسلة من الخروق للهدنة المعلنة في يومها الأول، في مختلف جبهات القتال بمحافظات الحديدة وحجة وتعز والجوف ومارب

هدنة الشهرين... 44 خرقًا حوثيًا وسط التزام صارم من التحالف والجيش اليمني

السياق

رغم دخول الهدنة الإنسانية، التي أعلنتها الأمم المتحدة في اليمن حيز التنفيذ قبل 3 أيام، فإن المليشيات الحوثية مارست هوايتها المفضلة بخرق ونقض الاتفاقيات، من دون تورع أو مراعاة لشهر رمضان.

فلأول مرة منذ 6 سنوات، اتفقت الأطراف اليمنية، على هدنة على مستوى البلاد، في خطوة أولى نحو إنهاء الأزمة اليمنية التي دخلت عامها الثامن، بعد تمرد مليشيات الحوثي على أية تسوية سلمية للأزمة.

إلا أن الجيش اليمني، وثق سلسلة من الخروق للهدنة المعلنة في يومها الأول، في مختلف جبهات القتال بمحافظات الحديدة وحجة وتعز والجوف ومارب.

وقال الجيش اليمني، في بيان، إنه رصد أكثر من 44 خرقاً ارتكبتها المليشيا الإيرانية، تنوعت بين هجمات على مواقع قوات الجيش واستهداف مواقع عسكرية ومدنية بسلاح المدفعية والعيارات المختلفة، إضافة إلى الدفع بتعزيزات بشرية وعتاد ضخم إلى مختلف الجبهات، كاشفًا عن خروق وتحركات أخرى تأتي في إطار استعدادها لشن هجمات واسعة.

استهداف أعيان مدنية

وفصَّل الجيش اليمني تلك الخروق، قائلً، إن المليشيا الإيرانية أقدمت في محور حيس بالحديدة، على خرق الهدنة منذ لحظاتها الأولى، باستهداف مواقع عسكرية في المحور بالأسلحة الرشاشة عيار 12.7، مشيرًا إلى أنها عاودت استهداف أعيان مدنية شرق حيس بالأسلحة الرشاشة عيار 14.5 في الواحدة فجرًا.

«وفي الساعة 02:25 فجراً واصلت إطلاق النار من أسلحة رشاشة عيار 14.5 صوب مواقع عسكرية في المحور»، بحسب الجيش اليمني، الذي قال إن المليشيات الحوثية استمرت في إطلاق النار من أسلحة رشاشة عيار 14.5 صوب مواقع عسكرية للقوات المشتركة في محور حيس منذ الساعة 03:50 فجر اليوم الأول للهدنة.

لم يكن محور حيس وحده الذي شهد خرق الهدنة، بل إن جبهات القتال بمحافظة تعز شهدت 24 خرقاً ارتكبتها مليشيا الحوثي تركزت في جبهات شرق وشمال وغرب المدينة، إضافة إلی جبهات مقبنة والأحطوب والكدحة في الريف الغربي للمحافظة، استخدمت فيها المليشيا الحوثية مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة وطائرات الاستطلاع المسير، لخرق الهدنة المعلنة في تلك الجبهات.

وقال الجيش اليمني، إن مليشيا الحوثي دفعت بتعزيزات بشرية وآليات وأسلحة وذخائر إلى شارع الأربعين شمال شرق المدينة، وإلى جبهة الأحكوم وجبهة مقبنة وشارع الخمسين ومصنع السمن والصابون.

محافظة حجة كانت شاهد عيان على العبث الحوثي، بحسب الجيش اليمني، الذي أكد أن المليشيا ارتكبت خروقًا في جبهات القتال بالمحافظة، منها قصف مدفعي على مواقع قوات الجيش جنوب حيران.

 

قصف مدفعي

وأوضح الجيش اليمني، أن المليشيات الحوثية شنت قصفاً مدفعياً على مواقع قوات الجيش جنوبي حرض، وأطلقت نيرانًا كثيفة من عيار ١٢.٧ و14.5 و23 م ط على مواقع قوات الجيش جنوب المقاطعة، وشنت قصفاً مكثّفاً بالعيارات 14.5 مم و12.7 على مواقع قوات الجيش في جبهة بني حسن عبس.

ورصد التقرير العسكري، تحليقًا مستمرًا للطائرات المسيرة في مختلف جبهات الجوف وقطاعات المنطقة العسكرية السادسة، مشيرًا إلى أن المليشيات دفعت بتعزيزات لمختلف قطاعات المنطقة، وشنت قصفاً كثيفاً بمدفعية الهاون على مواقع قوات الجيش جنوب شرق مدينة الحزم.

جبهات القتال المحيطة بمحافظة مارب كانت شاهدة -هي الأخرى- على الخروق الحوثية، فالجيش اليمني رصد تحركات كثيفة للمليشيا شملت الجبهة الشمالية الغربية والجبهات الغربية والجنوبية، مشيرًا إلى أن المليشيات دفعت بمجاميع لمهاجمة مواقع عسكرية ضاعفت عمليات حشد التعزيزات واستحداث خنادق ومتارس وتحصينات.

وأكد التقرير أن المليشيات الحوثية دفعت عند الساعة 6.00 مساء بأكثر من 20 آلية عسكرية باتجاه الأعيرف بمديرية الجوبة جنوب مارب، وشنت قصفاً مدفعياً على مواقع قوات الجيش بتلك الجبهة، مشيرًا إلى أن قوات الجيش كسرت عند الساعة 8.55 مساء، هجومًا معادياً في جبهة المخدرة غرب مارب.

تلك الخروق التي أعلنها الجيش اليمني، قال عنها المتحدث باسم الجيش اليمني العميد عبده مجلي، إن الميليشيا الحوثية لم تلتزم بالهدنة الأممية المعلنة، مؤكدًا أن الجيش أفشل عمليات عدة لها في مأرب.

 

التزام التحالف

وقارن متحدث الجيش اليمني بين الحوثيين والتحالف في الالتزام بالهدنة الأممية، قائلًا إن الميليشيات الحوثية استخدمت في هجماتها المسيرات المفخخة والقذائف، بينما التزم الجيش ومقاتلات التحالف بالهدنة حتى الآن.

وهو ما أكده يحيى الحاتمي رئيس قطاع الإعلام العسكري بالجيش اليمني، الذي قال إن ميليشيات الحوثي لا تلتزم بأي تعهدات وتتخذ من أي هدنة ثغرة لتحقيق مصالحها.

 

موقف مشاورات الرياض

يأتي ذلك، فيما تستمر المشاورات اليمنية في العاصمة السعودية الرياض لليوم السادس، برعاية مجلس التعاون الخليجي.

وأكدت وسائل إعلام محلية، أن جلسة مناقشات ستعقد اليوم الاثنين مع رئيس وأعضاء الحكومة، يشارك فيها أعضاء مجموعات العمل المصغرة في الشأن السياسي والاقتصادي والتنموي والإغاثي.

وعن تأثر المشاورات اليمنية باختراق الحوثيين للهدنة، قال سياسيون، إن المشاورات أحرزت تقدمًا كبيرًا في مناقشات القضايا السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، مشيرين إلى أن مجموعات العمل المصغرة ناقشت التحديات التي تواجه اليمن سياسيًا، وتحديدًا ما يتعلق بتعنت ميليشيات الحوثي وإعاقتِها للجهود السلمية.

وأكد السياسيون أن المشاورات تمكنت -حتى الآن- من تقريب وجهات النظر وتجاوزِ الخلافات بين المكونات المشاركة في المشاورات تجاه قضايا مختلفة، مشيرين إلى أن الجلسات التي عُقدت في الأيام الماضية، بحثت تشخيص الوضع الأمني والعسكري والاقتصادي، إضافة إلى القضايا التي تتطلب المعالجة بشكل فوري.