غارات مكثفة على مليشيا الحوثي في مأرب وألوية العمالقة تتقدم في شبوة
وبدأت قوات العمالقة خلال الأيام الماضية، هجوما خاطفا على مواقع مليشيات الحوثي في مديرية عسيلان وبيحان وعين ضمن عملية عسكرية تستهدف تحريرها بالكامل وفك الحصار عن مأرب.

السياق
غارات مكثفة شنها تحالف دعم الشرعية في اليمن، على أوكار المليشيات الحوثية في مأرب، كبَّدت الانقلابيين خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، فيما أحرزت قوات ألوية العمالقة تقدماً كبيراً في منطقة شبوة بعد سيطرتها على أجزاء من مديرية عسيلان إلى جانب تقدمها في مديريتي بيحان وعين.
وبدأت قوات العمالقة خلال الأيام الماضية، هجوما خاطفا على مواقع مليشيات الحوثي في مديرية عسيلان وبيحان وعين ضمن عملية عسكرية تستهدف تحريرها بالكامل وفك الحصار عن مأرب.
وقال تحالف دعم الشرعية، إنه شن السبت، غارات مكثفة على مواقع وتمركزات لميليشيا الحوثي، في جبهة شرق البلق والجبهات الجنوبية لمأرب، مؤكدًا أن قوات الجيش اليمني والمقاومة دكت مواقع لميليشيا الحوثي، في الجبهات الجنوبية والغربية لمأرب، ما أسفر عن مقتل عدد من الميليشيا الانقلابية، وتدمير آليات وأطقم عسكرية تابعة لها.
وقال موقع «سبتمبر.نت» التابع للجيش اليمني، إن قوات الجيش والمقاومة -مسنودة بمقاتلات تحالف دعم الشرعية- تمكنت من تحرير مواقع جديدة، جنوب محافظة مأرب، مشيرًا إلى أن القوات خاضت معارك «عنيفة»، تمكنت خلالها من دحر المليشيا وتكبيدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
غارات جوية
وأشار إلى أنه بالتزامن مع المعارك على الأرض، نفَّذت مقاتلات تحالف دعم الشرعية غارات جوية، على مواقع متفرقة لتجمعات تتمركز فيها المليشيا الحوثية، ما كبَّد «الانقلابيين» خسائر كبيرة في الأرواح، وأدى إلى تدمير عدد من المعدات القتالية.
وبينما تتكبَّد مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، خسائر بشرية كبيرة ومعدات قتالية، بشكل يومي، بنيران قوات الجيش والمقاومة وغارات التحالف، تحاول ميليشيا الحوثي الدفع بتعزيزات إلى جبهات مأرب.
الجبهة الغربية لمحافظة شبوة لم تكن بعيدة عن أحداث مأرب، فشهدت هي الأخرى تبادل قصف مدفعي، واشتباكات متقطعة بين قوات الجيش اليمني والمليشيا الحوثية، بحسب «سبتمبر.نت»، الذي أكد أن مليشيات الحوثي تقصف -بطريقة عشوائية- مناطق سكنية بقذائف الهاون.
يأتي ذلك بينما أعلن تحالف دعم الشرعية، مساء الجمعة، تنفيذ 19 عملية استهداف للميليشيات في مأرب خلال آخر 24 ساعة، مؤكدًا تدمير 11 آلية عسكرية للحوثيين ومقتل 100 «إرهابي».
أدلة جديدة
كان تحالف دعم الشرعية، عرض الأسبوع الماضي أدلة تثبت تحويل مليشيا الحوثي، مطار صنعاء الدولي وبعض المنشآت المدنية إلى ثكنات عسكرية، تستخدمها في تخزين الأسلحة وإطلاق صواريخها البالسيتة وطائراتها المسيرة الإيرانية الصنع، لاستهداف المدنيين في مأرب، والأراضي السعودية.
وعرض المتحدث باسم التحالف، العميد الركن تركي المالكي مقطعي فيديو، أحدهما لمسلح من مليشيا حزب الله يجهز إحدى الطائرات المسيرة المفخخة، ويدرب مليشيا الحوثي على إطلاق المسيرات، بينما الثاني كان لآخر يوجِّه القيادي في المليشيا الحوثية المدعو أبو علي الحاكم، بالاستمرار في السيطرة على محافظة الحديدة ومينائها.
تلك الأدلة، التي أثبتت تورط إيران وأداتها مليشيا حزب الله، في دعمها المليشيا الحوثية في حربها على اليمنيين، وزعزعة أمن المنطقة، قال عنها المحلل العسكري الدكتور علي الذهب، إنها عززت حقيقة تدخل مليشيا حزب الله في اليمن، وكشفت دور إيران التخريبي فيه.
وقال الذهب، في تصريحات صحفية، إن التحالف قدم الأدلة القطعية، التي تؤكد تدخلات إيران ومليشيا حزب الله، بعد أن كان البعض يشكك في الأمر، مشيرًا إلى انشقاقات كبيرة في صفوف المليشيا الحوثية، سهلت العمليات الاستخباراتية للشرعية والتحالف، التي نجحت في اختراق صفوف «الانقلابيين».
الخبير العسكري العقيد الدكتور يحيى أبو حاتم، قال إن التحالف وجَّه رسائل عدة، لأطراف مختلفة، الأولى للمجتمع الدولي الذي يتغاضى عن إرهاب المليشيا، بينما أكدت الثانية التزام المملكة بدعم الجيش اليمني، إلا أن الرسالة الثالثة حملت تحذيرًا إلى المليشيا الحوثية من مغبة استهداف الأراضي السعودية، كون المقاطع التي عرضت، كانت مسرَّبة من عقر دار المليشيا الحوثية.
حسم الملف... عسكريًا
وتحدث المحلل العسكري عن مساعي تحالف دعم الشرعية، لحسم الملف اليمني عسكريًا، مدللًا على تصريحاته، بالتحركات الأخيرة للجيش اليمني، إضافة إلى توسيع عمليات القصف الجوي، وتركيز الضربات الجوية في الجبهات.
وعلى صعيد السياسة، عُقدت جلسة مباحثات ثنائية يمنية إماراتية بقصر البحر في العاصمة أبوظبي، برئاسة ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك.
وبحسب وكالة الأنباء اليمنية، فإن الجانبين ناقشا تطورات الساحة اليمنية، وتطابق وجهات النظر إزاء مواجهة وردع التصعيد الحوثي، واستكمال تنفيذ اتفاق الرياض، والتسريع باستكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، وآليات تعزيز العلاقات الثنائية التاريخية والمتميزة بين البلدين في مختلف المجالات، ودور الإمارات لإسناد جهود الحكومة اليمنية، لتحقيق الاستقرار الاقتصادي في هذه الظروف الاستثنائية.
وأكد ولي عهد أبوظبي حرص بلاده على مواصلة دعمها ومساندتها لكل ما يحقق مصلحة الشعب اليمني، ويسهم في ترسيخ أمن اليمن واستقراره، مجددًا التزام الدولة بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني، ودعم طموحاته في التنمية والأمن والسلام.
بدوره، أكد رئيس الوزراء عزم الحكومة على مواجهة التحديات وتنفيذ خطط الإصلاحات، مشيرًا إلى «واحدية» المعركة ضد مشروع إيران الدموي في اليمن، وجهود الحكومة لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض، مشيدًا بالبيان السعودي الإماراتي المشترك، الذي صدر مؤخرًا وما تضمنه من رسائل واضحة لمواصلة جهود إيجاد حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، وفقاً للمرجعيات الثلاث.