إثيوبيا.. آبي أحمد يدعو قوات تيغراي للاستسلام والجبهة ترد

دعا رئيس الوزراء آبي أحمد مقاتلي جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيغري، إلى الاستسلام بسلام وإنقاذ أنفسهم.

إثيوبيا.. آبي أحمد يدعو قوات تيغراي للاستسلام والجبهة ترد

السياق

دعوة للاستسلام، صاحبتها خطة لـ«إبادة العدو» أطلقها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، مطالبًا جبهة تحرير تيغراي بـ«إنقاذ أنفسهم» والاستسلام بسلام، بينما ردت الأخيرة باتهام الجيش الإثيوبي بـ«إبادة» المدنيين باستخدام الطائرات المسيرة.

تطوران مهمان، كشفتهما الساعات القليلة الماضية، قد يغيران مسار المعارك في البلد الإفريقي، بعد تقدم رئيس الوزراء الإثيوبي بجنوده في جبهة القتال ضد جبهة تحرير تيغراي.

وفي خطاب بثه التليفزيون الإثيوبي، دعا رئيس الوزراء آبي أحمد مقاتلي جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيغري، إلى الاستسلام بسلام وإنقاذ أنفسهم.

وقال رئيس الوزراء في بث تلفزيوني: «انتهينا من وضع خطة لإبادة العدو... لقد هُزم العدو»، مطالبًا شباب تيغراي «الذين تم إقناعهم بهذا القتال الذي لا هدف له والموت بأعداد كبيرة، بأن يفهموا أن الحرب انتهت»، على حد قوله.

 

الخطة الأخيرة

وكشف رئيس الوزراء أنه بحث مع الجيش «الخطة الأخيرة» لإحدى الجبهات التي يقودها حاليًا، مؤكدًا أن الجيش سينتقل إلى الهجوم، فـ«نحن جاهزون والجيش وقيادته مستعدون».

وتعهد رئيس الوزراء بإكمال الحرب في وقت قصير وبأقل قدر من التضحيات، مؤكدًا استعداد العسكريين الذين قال إنهم «في حالة معنوية عالية»، مضيفًا: «ما نريده هو الوحدة الوطنية والسلام والتنمية، لقد اضطررنا إلى هذه الحرب، لكن النصر لا مفر منه».

وذكر آبي أحمد، المواطنين بالتضحية التي يدفعها الجيش في جبهات القتال، وحثهم على رد الجميل بمواصلة دعمهم، مشيرًا إلى أن «الجهود الدبلوماسية لمنع الضغوط الأجنبية تحقق نجاحًا».

وتابع رئيس حكومة إثيوبيا: «تمارس بعض الدول الغربية التي لا تفهم الوضع الحالي، ضغوطًا دبلوماسية غير مرغوب فيها على إثيوبيا»، مشيرًا إلى أن اجتماعًا دار بين إثيوبيين ودبلوماسيين سابقين من أمريكا ودول غربية، هو جزء من مؤامرة لإطاحة الحكومة الشرعية».

 

ضحايا كثر

تصريحات رئيس وزراء إثيوبيا، ردت عليها القيادة المركزية لجبهة تحرير تيغراي، متهمة الجيش الإثيوبي باستخدام الطائرات المسيرة بكثافة في المنطقة، ما أدى إلى ضحايا كثر من المدنيين، بسبب قصف تلك الطائرات.

وأوضحت جبهة تحرير تيغراي، في بيان بثته القناة المحلية التابعة للإقليم، أن قواتها اضطرت إلى تنفيذ انسحاب تكتيكي من مناطق تشفرا وكاساقيتا، التي تقع في إقليم عفار، وتبعد نحو 500 كيلومتر شمال شرقي العاصمة أديس أبابا.

وعزت الجبهة انسحابها، إلى أن المنطقة مكشوفة أمام القصف الجوي، ما اضطرها للانسحاب تفادياً لوقوع خسائر بشرية في صفوفها، إلا أنها قالت إنها تحاصر مدينة دبرا برهان الاستراتيجية في إقليم أمهرا، التي تبعد نحو 130 كيلومتراً من العاصمة أديس أبابا.

يأتي ذلك، بينما قالت هيئة الإذاعة الإثيوبية، في بيان، إن الجيش سيطر على مدينة تشيفرا في إقليم عفر، التي استولت عليها جبهة تحرير تيغراي الشهر الماضي، بعد قتل ضار بين القوات الإثيوبية وقوات موالية للجبهة.

وقالت قناة «تي آر تي وورلد»، إن هذا أول انتصار كبير للجيش الإثيوبي على قوات تيغراي، منذ أن صعد رئيس الوزراء آبي أحمد على جبهة القتال قبل يومين.

وبحسب تغريدة لشبكة فانا برودكاستينغ المملوكة للدولة، فإن العلم الوطني الإثيوبي وكذلك علم ولاية عفار، حلقا فوق المدينة، مشيرة إلى أن قوات عفار الخاصة ساعدت في استعادة السيطرة عليها.

 

تحرير شيفرة

بعد تصاعد المعركة بين الجيش الإثيوبي وقوات جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيغراي، سيطرت الأخيرة على بلدة شيفرة الواقعة على الحدود بين إقليمي عفار وأمهرة في الشمال.

وكشفت صور على وسائل التواصل الاجتماعي آثار المعركة، التي شملت تدمير العديد من دبابات T-62 السوفييتية وأسلحة Zu-23 المضادة للطائرات التابعة لقوات تيغراي.

 

المعركة جارية

وهو ما أكده رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لشبكة أوروميا الإذاعية، قائلًا: «ما تراه خلفي هو منطقة جبلية كانت معقلًا للعدو حتى أمس (..) المعركة جارية بإنجاز عظيم».

في هذه الأثناء، وعقب الانتصار الأخير، أُجبرت جبهة تحرير تيغراي على الخروج من الأراضي المنخفضة، بينهما بات طريق الجبهة باتجاه الشرق نحو مايل مغلقًا، ويقع على الطريق السريع A1 المؤدي إلى جيبوتي، الذي تحاول تحريره منذ أسابيع.

واندلعت الحرب منذ ما يقرب من عام بين القوات الفدرالية والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، قُتل فيها آلاف وأجبر أكثر من مليوني شخص على الفرار.

وتعرضت قوات تيغراي للهزيمة في البداية، لكنها استعادت السيطرة على معظم المنطقة في يوليو الماضي، ودفعت قواتها إلى منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين.

وفي منتصف أكتوبر، قالت قوات تيغراي إن الجيش شن هجومًا بريًا لإخراجها من أمهرة، بينما قال الجيش إن معارك عنيفة تدور هناك لكنه اتهم قوات تيغراي ببدء القتال.

ودعا رئيس الوزراء آبي أحمد، المواطنين إلى التعبئة، بينما أصدرت حكومة إقليم الأمهرة نداءً مماثلًا، حثت فيه المواطنين على الانضمام إلى القتال.