بعد نجاته من حجب الثقة... المحكمة العليا تبت في مصير رئيس وزراء باكستان
خسر خان نجم الكريكيت السابق، أغلبيته في البرلمان الأسبوع الماضي، وكان يواجه اقتراحاً بحجب الثقة تقدمت به المعارضة، الأحد.

السياق
يبدو أن قرار البرلمان الباكستاني، برفض حجب الثقة عن رئيس الوزراء عمران خان، ليس نهاية المطاف، إذ من المقرر أن تجتمع المحكمة العليا اليوم الاثنين، للبت في مصير "لاعب الكريكيت" السابق، بعد أن عرقل حزبه التصويت على حجب الثقة وحل البرلمان، في خطوة مفاجئة لمنع إطاحته.
خسر خان نجم الكريكيت السابق، أغلبيته في البرلمان الأسبوع الماضي، وكان يواجه اقتراحاً بحجب الثقة تقدمت به المعارضة، الأحد.
لكن نائب رئيس البرلمان، وهو عضو في حزب خان، رفض التحرك الذي كان من المتوقع على نطاق واسع، أن يخسره خان، وقال إنه جزء من مؤامرة أجنبية وغير دستوري.
وتلقي هذه الخطوة بالدولة المسلحة نووياً، التي حكمها الجيش ما يقرب من نصف تاريخها، في خضم أزمة دستورية، ووصف زعيم المعارضة شهباز شريف منع التصويت بأنه «لا يقل عن الخيانة العظمى»، بحسب وكالة رويترز.
وقالت صحيفة «دون» التي تصدر باللغة الإنجليزية: «الأمة مذهولة».
وأضافت في افتتاحيتها: «حتى في الوقت الذي توقع فيه الخبراء السياسيون ووسائل الإعلام هزيمة عمران خان في التصويت بحجب الثقة، بدا أنه غير منزعج».
ولم يكن بإمكان أحد توقع أن تتضمن حيلته الأخيرة إحراق النظام الديمقراطي.
وقال الرئيس الباكستاني عارف علوي، وهو منصب شرفي إلى حد كبير، عبر «تويتر»، إن خان سيبقى رئيساً للوزراء بصورة مؤقتة.
حل البرلمان
وبعد دقائق من قرار البرلمان، طالب عمران خان، الذي يواجه أصعب تحد في مسيرته السياسية، رئيس البلاد بحل البرلمان، ودعا الأمة إلى الاستعداد لانتخابات جديدة، وسرعان ما أعلن الرئيس موافقته على حل البرلمان، تمهيداً لإجراء انتخابات مبكرة.
وقال وزير الإعلام الباكستاني، إن عمران خان سيواصل تأدية مهامه بعد قرار حل الحكومة، مؤكداً إجراء انتخابات نيابية مبكرة خلال 90 يومًا.
كان خان قد خسر اقتراح حجب الثقة، مع حصول المعارضة على عدد كافٍ من الأصوات، لكن في تأجيل دراماتيكي للزعيم المحاصر، أوقف نائب رئيس البرلمان التصويت لأنه "غير دستوري"، مستشهداً بالمادتين 5 و 6 من البرلمان الباكستاني.
تعليق الدستور
وتنص المادة 6 على أن "أي محاولات لتعليق الدستور أو إلغائه باستخدام القوة، أو إظهار القوة أو بأي وسيلة أخرى غير دستورية، تكون مذنبة بالخيانة العظمى".
وفقًا للمادة 58، "يحل الرئيس مجلس الأمة إذا نصح بذلك رئيس الوزراء، ويظل البرلمان قائمًا، ما لم يحل على وجه الاستعجال".
وقال رئيس الوزراء الباكستاني إن "مليارات الروبيات" التي أنفقت على "شراء" أصوات النواب سوف تضيع، ونصح أولئك الذين أخذوا الأموال بالتبرع بها لدور الأيتام والفقراء.
وأضاف: "استعدوا للانتخابات. لن تقرر أي قوى فاسدة مستقبل البلاد. وعندما يحل البرلمان ستبدأ إجراءات الانتخابات المقبلة، وتبدأ الحكومة تصريف الأعمال".
قضية خيانة
بدوره، خرج زعيم المعارضة الباكستانية، شهباز شريف غاضبًا من مبنى البرلمان، الذي رفض التصويت على حجب الثقة عن رئيس الحكومة عمران خان.
وهدد زعيم المعارضة الغاضب، بتسجيل قضية خيانة ضد رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب بموجب المادة 6 من الدستور الباكستاني، بعد أن فاجأه قرار السلطة التشريعية غير المتوقع.
الجيش يعلق
إلى ذلك، قال الجيش الباكستاني، إنه ليس مشتركًا في السياسة، بعد أن سادت حالة من عدم اليقين البلاد، عندما نجا رئيس الوزراء عمران خان من محاولة لإطاحته، وسعى إلى انتخابات جديدة.
وقال الميجر جنرال بابار افتخار، رئيس قسم العلاقات العامة بالجيش الباكستاني، لوكالة رويترز، رداً على سؤال عن مشاركة المؤسسة في تطورات اليوم: "الجيش لا علاقة له بالعملية السياسية".
ومنذ الاستقلال عام 1947 عرفت باكستان أربعة انقلابات عسكرية ناجحة، وعدداً مماثلاً من المحاولات الفاشلة، وحكم الجيش البلاد ثلاثة عقود.
وفي هذا السياق، قال الجنرال الذي بات محللاً سياسياً طلعت مسعود: "الخيار الأفضل في هذا الوضع إجراء انتخابات جديدة، لتمكين الحكومة الجديدة من التعامل مع المشكلات الاقتصادية والسياسية والخارجية التي تواجهها البلاد".
التظاهر في الشوارع
خسر حزب خان "حركة إنصاف"، أغلبيته البرلمانية الأسبوع الماضي، عندما أعلن حزب حليف له أن نوابه السبعة سيصوتون إلى جانب المعارضة.
وانشق أكثر من 12 نائبًا من حركة إنصاف، بينما تحاول قيادة الحزب منعهم من التصويت بإجراءات قضائية.
ودعا عمران خان أنصاره للنزول إلى الشوارع، قبيل تصويت البرلمان على حجب الثقة عنه، للاحتجاج السلمي على ما وصفها بـ"مؤامرة" دُبرت خارج باكستان لإطاحته، ملمحاً إلى إمكانية رفض نتيجة التصويت.
وقال في تصريح لوسائل الإعلام الرسمية: "أريدكم أن تحتجوا جميعًا من أجل باكستان حرة ومستقلة".
ووصف معارضيه بأنهم "لصوص وجبناء" وألمح إلى أنه لا يزال يملك ورقة في يده. ووعد قائلًا: "لدي خطة لغد. لا تقلقوا. سأثبت لهم أنني ساهزمهم أمام البرلمان".
اتهام أمريكا
كان خان قد اتهم الولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون الباكستانية، وذكرت وسائل إعلام محلية أن خان تلقى تقريرًا من سفير باكستان في واشنطن، سجل لقاءً مع موظف أمريكي رفيع المستوى، قال له إن علاقات البلدين ستكون أفضل في حال مغادرة رئيس الوزراء منصبه، لكن واشنطن نفت أن تكون قالت ذلك.
ويتهم خان (69 عامًا) الولايات المتحدة بمحاولة إطاحته، لأنه يرفض الاصطفاف مع مواقف واشنطن حيال روسيا والصين.