اليوم الـ21 للحرب.. قصف روسي على كييف وبايدن يعلن مساعدات أمنية لأوكرانيا

التقى ثلاثة زعماء من أوروبا الشرقية، الرئيس الأوكراني زيلينسكي الثلاثاء، خلال زيارتهم العاصمة المحاصَرة كييف، لإظهار التضامن مع أوكرانيا.

اليوم الـ21 للحرب.. قصف روسي على كييف وبايدن يعلن مساعدات أمنية لأوكرانيا

السياق

مع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا اليوم الـ21، تعرضت العاصمة الأوكرانية صباح الأربعاء، لقصف كثيف رغم استئناف المحادثات الرامية إلى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، وتقديم تنازلات كبيرة من الرئيس الأوكراني، الذي قال إنه مستعد للتخلي عن مطلبه بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

وأشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى أن محادثات السلام مع موسكو تبدو أكثر واقعية، مستدركـًا أن ثمة حاجة إلى مزيد من الوقت.

 

مساعدة أمريكية لأوكرانيا

توقع مسؤول بالبيت الأبيض، أن يعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم الأربعاء، مساعدات أمنية إضافية بـ 800 مليون دولار لأوكرانيا.

وذكرت وكالة فرانس برس، أن إعلان المساعدة الإضافية سيكون في اليوم نفسه، الذي يخاطب فيه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الكونغرس الأميركي في كلمة عبر الفيديو.

وقال المسؤول الأميركي، الذي طلب عدم كشف هويته، إن هذا الإعلان يرفع  المساعدات التي تم أعلِن عنها -الأسبوع الماضي فقط- إلى مليار دولار".

 

مزيد من القصف

إلى ذلك، قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية، إن القوات الروسية على مسافة 15 إلى 20 كلم من وسط العاصمة كييف ناحية الشمال الغربي.

وأكد أن روسيا أطلقت حتى الآن 950 صاروخًا على أوكرانيا، مضيفاً أن القافلة الروسية قرب كييف ما زالت عالقة ولا تتقدم، رغم تعرض العاصمة الأوكرانية لمزيد من القصف.

وصباح الثلاثاء، أسفرت ضربة لمبنى سكني غربي العاصمة الأوكرانية، عن قتل أربعة أشخاص على الأقل، بينما أنقذ أربعون شخصًا، وفق حصيلة للسلطات المحلية.

كذلك، أصيب مبنى آخر في منطقة بوديل القريبة من وسط المدينة، ما أدى إلى إصابة شخص.

 

استئناف المفاوضات

استأنف الوفدان الروسي والأوكراني محادثاتهما الثلاثاء، بينما تتزايد الضربات الروسية على كييف، ويتوسّع الهجوم الروسي في أنحاء البلاد، ما دفع بأكثر من ثلاثة ملايين أوكراني إلى الفرار.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: يجب أن نعترف بأن أوكرانيا لن تتمكّن من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) في حين أن هذا الملف، أحد الأسباب التي قدمتها روسيا لتبرير غزوها لبلاده.

واشتعلت النيران، في المبنى المكون من 15 طابقًا الثلاثاء بعد القصف الروسي، وفقًا لجهاز الطوارئ الأوكراني.

 

وصول 3 زعماء

والتقى ثلاثة زعماء من أوروبا الشرقية، الرئيس الأوكراني زيلينسكي الثلاثاء، خلال زيارتهم العاصمة المحاصَرة كييف، لإظهار التضامن مع أوكرانيا.

زيارة رئيس وزراء بولندا ماتيوش مورافيتسكي ونظيريه التشيكي بيتر فيالا والسلوفيني يانيز يانسا إلى كييف، هي الأولى لقادة أجانب منذ بدء الغزو الروسي.

وكان مورافيتسكي قد قال عبر "فيسبوك": "علينا أن نوقف هذه المأساة التي تتمدد في الشرق بأسرع وقت ممكن".

وطلبت بولندا تشكيل "بعثة سلام" أطلسية تحظى بـ"حماية قوات مسلّحة" لمساعدة أوكرانيا، وفق ما أعلن -مساء الثلاثاء- نائب رئيس الوزراء البولندي ياروسلاف كاتشينسكي، الذي شارك في الاجتماع الذي عُقد مساءً في كييف مع زيلنسكي.

وقررت روسيا مباشرة إجراءات "الخروج من مجلس أوروبا" متّهمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي، بجعله أداة في خدمة "توسعهما العسكري والسياسي والاقتصادي في الشرق".

وقالت وزارة الخارجية الروسية -في بيان- إن "الإخطار بانسحاب جمهورية روسيا الاتحادية من المنظمة" سُلِّم الثلاثاء إلى الأمينة العامة لمجلس أوروبا ماريا بيتشيفونيتش بوريتش.

ورد بيان من الأمينة العامة لمجلس أوروبا: "ستعقد اللجنة الوزارية اجتماعًا غير عادي صباح غد، في ضوء إخطار وزير خارجية روسيا الاتحادية اليوم، بقرار القيادة الروسية الانسحاب من مجلس أوروبا".

وقال "الناتو" إن الرئيس الأمريكي جو بايدن وزعماء أعضاء التحالف الـ29 سيجتمعون الأسبوع المقبل، بقمة استثنائية في بروكسل.

 وقال ينس ستولتنبرج، الأمين العام للحلف: "سوف نتناول عواقب الغزو الروسي لأوكرانيا، ودعمنا القوي لأوكرانيا، وتعزيز ردع (الناتو) ودفاعه بشكل أكبر، ردًا على واقع جديد لأمننا".

 

ثلاثة ملايين لاجئ

في انتظار حدوث اختراق محتمل في المناقشات، توسع روسيا هجومها ليشمل كل أنحاء البلاد، بعدما ذكرت "إمكان السيطرة على المدن الكبيرة المحاصَرة".

ويستهدف الهجوم غربي البلاد. وبعد الضربات التي استهدفت قاعدة عسكرية قرب بولندا الأحد، خلفت ضربة الاثنين، التي استهدفت برجًا تلفزيونيًا قرب ريفني، 19 قتيلًا وفقًا لأحدث حصيلة للسلطات المحلية الثلاثاء.

ويقترب القتال أيضًا من مدينة دنيبرو الاستراتيجية. وقال رئيس بلديتها إن مطارها تعرض للقصف وتضرر بشكل كبير ليل الاثنين الثلاثاء.

جنوبي البلاد، ما زال الروس يحاولون الاستيلاء على ماريوبول، وهي مدينة ساحلية استراتيجية على بحر أزوف، محاصرة منذ أيام وفقًا لهيئة الأركان الأوكرانية.

وأجلِـي نحو 20 ألف شخص من المدينة، بحسب مساعد رئاسي، بينما تمكّنت قرابة ألفي مركبة من الخروج عبر ممر إنساني من ماريوبول، كما أعلنت بلدية المدينة الثلاثاء.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة، إن أكثر من ثلاثة ملايين شخص فروا من أوكرانيا -معظمهم إلى بولندا- منذ اندلاع الصراع قبل ثلاثة أسابيع، بينهم 1.4 مليون طفل، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).

وأعرب أكثر من 100 ألف شخص ومنظمة في المملكة المتحدة، عن رغبتهم في استقبال لاجئين أوكرانيين. وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون عبر "تويتر": "إنه لأمر رائع أن يتقدم أكثر من 100.000 شخص ومنظمة لدعم الأوكرانيين الفارين من الحرب من خلال برنامج منازل لأوكرانيا"، وشكرهم على المساعدة.

 

عقوبات جديدة

وأعلنت روسيا -الثلاثاء- فرض عقوبات على الرئيس الأميركي جو بايدن ومسؤولين أميركيين كبار، بينهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ردًا على العقوبات التي فرضتها واشنطن على موسكو، في إطار النزاع بأوكرانيا.

وأوضحت وزارة الخارجية الروسية -في بيان- أن هذا الإجراء "النتيجة الحتمية للتوجه المتطرف المناهض لروسيا، الذي تعتمده الإدارة الأميركية الحالية". وتستهدف هذه العقوبات -التي لم تعرف طبيعتها- 13 شخصية أميركية.

من جانبها، فرضت بريطانيا –الثلاثاء- تعرفة جمركية إضافية بنسبة 35 في المئة على مجموعة كبيرة من الواردات الروسية، من الفودكا إلى الصلب، وحظّرت صادرات السلع الفاخرة من البلاد، على خلفية غزو موسكو لأوكرانيا.

وقالت وزارة التجارة الدولية: "نريد أن نلحق أقصى قدر من الضرر بآلة حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع تقليل التأثير في الشركات البريطانية".

وفرضت الولايات المتحدة –الثلاثاء- عقوبات جديدة على الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، بينما تسعى واشنطن إلى معاقبة الدول التي أيدت الغزو الروسي لأوكرانيا.

ووصفت وزارة الخزانة الأميركية لوكاشنكو بأنه "رئيس حكومة فاسدة في بيلاروسيا، التي تفيد شبكة محسوبياتها دائرته الداخلية ونظامه". كما فرضت واشنطن عقوبات على زوجته.

وفي السياق، حظر الاتحاد الأوروبي –الثلاثاء- تصدير الشمبانيا والسيارات الفارهة والأزياء الراقية والإلكترونيات الباهظة والمعدات الرياضية إلى روسيا، في إطار حزمة جديدة من العقوبات على موسكو بسبب غزوها أوكرانيا.

وتشمل هذه الحزمة الجديدة من العقوبات الأوروبية، 15 فردًا جديدًا، بينهم مالك نادي تشيلسي الإنجليزي لكرة القدم رومان أبراموفيتش، إضافة إلى أشخاص يعدون "مروّجي دعاية" لروسيا وتسع شركات رئيسة في القطاعات العسكرية والطيران وبناء السفن وصناعة المعدات في روسيا.

كذلك، اقترحت روسيا على شركائها الـ14 في مجلس الأمن الدولي، التصويت الأربعاء على مشروع قرار "إنساني" مرتبط بـ"العملية العسكرية الخاصة" الروسية في أوكرانيا، حسب ما أعلن دبلوماسيون روس الثلاثاء.

 

لا تصدّقوا الدعاية السياسية

فرضت محكمة في موسكو –الثلاثاء- غرامة بحق محررة في التلفزيون الروسي، احتجت على الحرب في أوكرانيا.

وأمر قاضي محكمة منطقة أوستانكينسكي، بفرض غرامة قدرها 30 ألف روبل (247 يورو) بحق مارينا أوفسيانكوفا، بعدما قاطعت نشرة الأخبار التي تحظى بأكبر نسبة مشاهدة، حاملة لافتة كُتب عليها "أوقفوا الحرب... لا تصدّقوا الدعاية السياسية".

إلى ذلك، قُتل بيار زاكرزوسكي، المصور الذي يعمل لحساب قناة فوكس نيوز الأميركية في أوكرانيا، حسبما أعلنت المحطة الأميركية الثلاثاء.

وأكدت المديرة التنفيذية لـ "فوكس نيوز" سوزان سكوت، في بيان قتل زاكرزوسكي وجرح زميله بينجامين هول، عندما أصيبت العربة التي كانا داخلها بإطلاق نار في هورنيكا، قرب كييف الاثنين.