عقبة إخوانية .. ومساعٍ أمريكية لحلحلة أزمة الحكومتين في ليبيا
رئيس الحكومة الليبية الحالية فتحي باشاغا كان له رأي آخر، فأكد أن بقاء الدبيبة في مكتب رئيس الوزراء بالعاصمة، لن يمنع حكومته من ممارسة مهامها من مكان آخر في العاصمة طرابلس

السياق
عقبة جديدة وضعها تنظيم الإخوان الليبي، على طريق البلد الإفريقي الحافل بالأشواك، في محاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، واختلاق دور له على طاولة الأزمة الحالية، التي زادت وتيرتها في الأيام الأخيرة.
فما يعرف بـ«المجلس الأعلى للدولة» الذي يسيطر عليه تنظيم الإخوان الليبي، عقد مساء الاثنين جلسة بحضور خافت من أعضائه، صوَّت خلالها على رفض حكومة الاستقرار الجديدة، التي منحها البرلمان الثقة قبل أيام، معلنًا رفضه التعديل الذي سبق أن أرسل تزكية عليه ممهورة بـ90 من أعضائه إلى البرلمان.
وزعم عضو «الأعلى للدولة» عبدالقادر حويلي، في تصريحات صحفية، أن تكليف الحكومة الجديدة أصبح باطلًا، متجاهلًا دور المجلس الاستشاري الذي هو عضو فيه، وأن البرلمان صاحب الاختصاص التشريعي الوحيد.
إلا أن الخطوة التي اتخذها إخوان ليبيا، عدَّها مراقبون محاولة «فاشلة» من التنظيم لإثبات وجوده على الساحة الليبية، وأن له رأيًا، حتى وإن كان معرقلًا للخطوات السياسية، التي تقود إلى انفراجة محتملة.
وأكد مراقبون، أن تلك الخطوة عديمة الأثر في أزمة تسليم وتسلم السلطة، بين رئيسي الحكومتين السابقة عبدالحميد الدبيبة والحالية فتحي باشاغا، مشيرين إلى أن هناك مساعي أمريكية بدأت تتلمس خطواتها نحو حل الأزمة.
تلك المساعي، تمثلت في انطلاق السفير الأمريكي إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، بعد مفاوضات قادها الأيام الماضية، إلى العاصمة المصرية القاهرة، للقاء كبار المسؤولين المصريين ومناقشة كيفية المضي قدمًا في ليبيا.
مصر على خط الأزمة
وبحسب تغريدة للدبلوماسي الأمريكي، نشرتها سفارة بلاده عبر حسابها بـ«تويتر»، أكد نورلاند أنه سيناقش كيف يمكن لمصر والولايات المتحدة، العمل مع جميع الأطراف لدعم تطلعات الليبيين، لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، في أقرب وقت ممكن.
وبعد ساعات من انطلاقته إلى القاهرة، وصف السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، مصر بـ«الشريك المهم»، مشيرًا إلى أن آراء مسؤوليها تدل على دراية واسعة بالشأن الليبي.
وفي تصريحات صحفية، قال نورلاند إن الشركاء الدوليين يعملون على التوصل لحل سياسي وإجراء الانتخابات، وفتح المجال الدولي، نافيًا علمه بموعد للمحادثات بين رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا ورئيس حكومة الوحدة المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة.
وتابع الدبلوماسي الأمريكي، أنه علم قبل أيام بوجود فكرة لعقد المحادثات، إلا أنه لم يحدد المقر، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة والمستشارة الأممية ستيفاني وليامز يعملان على تسهيلها.
وبينما نفى وجود أي مبادرة أمريكية للمحادثات بين رئيسي الحكومتين الليبيتين، أبدى تخوفه من «المخاطر» جراء وقوع بعض الحوادث المحتملة، ما يدفع الأمر للتوتر وسوء الحسابات.
خطط أمريكية
ورفض الدبلوماسي الأمريكي، ما أثير بشأن خطط أمريكية لتوسيع مدة ولاية الدبيبة، مؤكدًا أن الوضع لا يزال متوترًا وهناك ميل إلى السيطرة على الأمور، منها إعلان رئيسي الحكومتين السابقة والحالية عدم لجوئهما للعنف.
وبينما أشار إلى أن باشاغا أخبره بأنه دُعي إلى المحادثات في تركيا، كان الدبيبة يصرح لوسائل إعلام تركية -أثناء مشاركته في مؤتمر أنطاليا- مجددًا رفضه تسليم السلطة إلى الحكومة الليبية الجديدة.
وقال الدبيبة، إن الأزمة ليست في شخص فتحي باشاغا، «بل في البرلمان الذي يريد التمديد لنفسه»، على حد قوله، مدعيًا أن مجلس النواب الليبي يبحث عن أي وسيلة للتمديد.
وأكد أن حكومته -التي ما زال يعدها شرعية- تضغط وتدفع الجميع لاستكمال القاعدة الدستورية للانتخابات البرلمانية في يونيو المقبل، ليكون إجراء الانتخابات الرئاسية بعد ذلك ممكنًا، زاعمًا أن حكومته حققت أكبر نمو اقتصادي في ليبيا منذ 15 سنة.
حكومة موازية
إلا أن رئيس الحكومة الليبية الحالية فتحي باشاغا كان له رأي آخر، فأكد أن بقاء الدبيبة في مكتب رئيس الوزراء بالعاصمة، لن يمنع حكومته من ممارسة مهامها من مكان آخر في العاصمة طرابلس.
وكشف باشاغا -في تصريحات صحفية- أنه يسعى للانتقال إلى العاصمة بأكثر الطرق الممكنة سلميًا، قائلًا: حكومتي ستصل طرابلس الأيام المقبلة، ولن تكون هناك حكومة موازية».
وشدد على أن حكومته لن تتورط في أي عنف أو صراع، مشيرًا إلى أن «سبب عدم دخولنا العاصمة -حتى الآن- تجنب خطر الصراع».