100 ألف دولار للطن.. بورصة لندن توقف تداول النيكل بعد ارتفاع سعره 250%

السياق

علَّقت بورصة لندن للمعادن، اليوم الثلاثاء، التداول على النيكل لالتقاط الأنفاس، بعد ارتفاع سعره إلى مستوى قياسي فوق المئة ألف دولار للطن، جراء الحرب الأوكرانية.

وأحدث الغزو الروسي لأوكرانيا، والعقوبات الغربية التي فُرضت على موسكو اضطرابات في الأسواق، أدت إلى ارتفاع الأسعار من النفط إلى الغاز وصولاً إلى الألمنيوم والقمح، بينما تراجعت الأسهم.

وقالت البورصة -البالغة من العمر 145 عامًا- إنه من الواضح أن "الوضع المتطور في روسيا وأوكرانيا" قد أثر في سوق النيكل، ونظرًا لتحركات الأسعار الشديدة في ساعات التداول، اتُخذ قرار بوقف التداول على "أسس السوق المنظمة".

وأضافت في بيان: "ستخطط بورصة لندن للمعادن بنشاط لإعادة فتح سوق النيكل، وستعلن آليات ذلك في السوق بأقرب وقت ممكن".

وتسبب الصراع في أوكرانيا في تقلبات هائلة بأسواق السلع الأساسية، بسبب مكانة روسيا كمورد كبير للطاقة والمعادن والمواد الغذائية، ولكن حتى الآن استمر التداول في جميع العقود الرئيسة.

وارتفع النيكل، المستخدم في الفولاذ المقاوم للصدأ وبطاريات السيارات الكهربائية، بنسبة تصل إلى 250% في غضون يومين، ليتُداول فترة وجيزة فوق مئة ألف دولار للطن في وقت مبكر من الثلاثاء.

جاءت الزيادة الأخيرة بعد أن مُنح بنك التعمير الصيني، وهو مملوك للدولة، وقتًا إضافيًا لدفع طلبات تغطية الهامش. وتراجع السعر في وقت لاحق وكان عند 80 ألف دولار للطن عند تعليق التداول.

ويستخدم النيكل في صناعة الفولاذ المقاوم للصدأ، ولكن السوق الأسرع نموًا للمعدن في البطاريات التي تشغل السيارات الكهربائية.

وأكبر منتج للنيكل عالي الجودة لصناعة السيارات هي روسيا، والمخاوف من أن تتعطل الإمدادات نتيجة الحرب، تسببت في ارتفاع الأسعار الأسبوع الماضي.

ومن المقرر أن يتجاوز الطلب على النيكل عالي الجودة العرض هذا العام، بسبب الشعبية المتزايدة للسيارات الكهربائية.

وتوقع بنك جولدمان ساكس عجزًا قدره 100 ألف طن، وهو تقريبًا مستوى المخزونات العالمية. 

أدى الصراع في أوكرانيا إلى اضطراب أسواق المعادن العالمية، مع ارتفاع الأسعار بشكل حاد، حيث حاول المستهلكون الصناعيون تأمين الإمدادات تحسبًا لاضطرابها، بينما أجبرت طلبات الهامش على إغلاق المراكز القصيرة.

ويُخلط النيكل بالكروم لصُنع الفولاذ المقاوم للصدأ، الذي يُستخدم بدوره في صناعة الأجهزة والآلات وأدوات المائدة.

وتمثل روسيا نحو 9% من إمدادات النيكل العالمي، وتمتلك ما يقرب من ثلث خام كبريتيد النيكل في العالم، وذلك يمنح صادراتها تأثيرًا كبيرًا في سعر معدن الفئة 1 المُتداول به في بورصة لندن للمعادن.

كما أن الفئة المنتجة من روسيا هي الأنسب لإنتاج كبريتات النيكل، وهي مادة كيميائية ستزداد أهمية في السنوات المقبلة، لاستخدامها في السيارات الكهربائية.

وتعد شركة نورنيكل الروسية، أكبر منتج للنيكل المكرر في العالم.

ووفقًا لـ "رويترز" فإن الشركة أنتجت 193 ألف طن عام 2021 أو نحو 7% من إنتاج المناجم العالمي المقدر بـ 2.7 مليون طن.

وتبيع الشركة للمستهلكين الصناعيين العالميين، بموجب عقود طويلة الأجل.