أمريكا لحلفائها: الصين أبدت انفتاحها على تقديم مساعدات عسكرية لروسيا

واشنطن أبلغت الحلفاء بأن روسيا طلبت من الصين خمسة أنواع من المعدات العسكرية، بما في ذلك صواريخ أرض جو، إلى جانب طائرات من دون طيار، ومعدات متعلقة بالاستخبارات، وعربات مصفحة، ومركبات تستخدم في الخدمات اللوجستية والدعم,

أمريكا لحلفائها: الصين أبدت انفتاحها على تقديم مساعدات عسكرية لروسيا

ترجمات - السياق

أبلغت الولايات المتحدة حلفاءها، بأن الصين أبدت استعدادها لتقديم مساعدات عسكرية لروسيا، بعد أن طلبت الأخيرة معدات مختلفة، بما في ذلك صواريخ أرض جو لدعم غزوها لأوكرانيا، وفقًا لمسؤولين مطلعين على البرقيات الدبلوماسية الأمريكية.

 وقال مسؤولان مطلعان على محتوى البرقيات، إن واشنطن أبلغت الحلفاء بأن روسيا طلبت من الصين خمسة أنواع من المعدات العسكرية، بما في ذلك صواريخ أرض جو، إلى جانب طائرات من دون طيار، ومعدات متعلقة بالاستخبارات، وعربات مصفحة، ومركبات تستخدم في الخدمات اللوجستية والدعم، بحسب "فايننشال تايمز".

لكن البرقيات، التي أرسلتها وزارة الخارجية الأمريكية إلى الحلفاء في أوروبا وآسيا، لم تكن محددة بشأن مستوى أو توقيت أي مساعدة، قد تقدِّمها بكين إلى موسكو. 

وقال أحد المسؤولين، إن الولايات المتحدة لم تزود الحلفاء بالمعلومات الاستخباراتية التي تدعم تقييماتها.

 

أجراس الإنذار

وكشف مسؤولون أمريكيون، أن موسكو طلبت مساعدة اقتصادية وعسكرية من الصين، لشن الحرب في أوكرانيا والالتفاف على العقوبات الغربية

 وبذلك قرع الطلب الروسي والرد الصيني، أجراس الإنذار في البيت الأبيض، حيث يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن الصين تحاول مساعدة روسيا، بينما يدعو كبار مسؤوليها علنًا إلى حل دبلوماسي للحرب.

 وقالت السفارة الصينية في الولايات المتحدة، إنها ليس لديها علم بأي طلب روسي أو رد صيني إيجابي على موسكو، كما نفت روسيا تقديم أي طلب للصين.

 ورفض مسؤول دفاعي أمريكي كبير، القول ما إذا كانت الصين قدمت دعمًا عسكريًا بعد طلب روسيا، لكنه قال إن البنتاغون يراقب الوضع "من كثب".

وقال المسؤول الدفاعي: "إذا اختارت الصين دعم روسيا ماديًا في هذه الحرب، فمن المحتمل أن تكون هناك عواقب على الصين".

وأضاف المسؤول: "لقد رأينا الصين تمنح موافقة ضمنية على ما تفعله روسيا، برفضها الانضمام إلى العقوبات، من خلال إلقاء اللوم على الغرب والولايات المتحدة، للمساعدة التي نقدمها لأوكرانيا، ومن خلال الادعاء بأنهم يريدون رؤية نتيجة سلمية، مع عدم فعل أي شيء لتحقيقها ".

 

 خطورة اللحظة

التقى أمس جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي -في روما- يانغ جيتشي، كبير مسؤولي السياسة الخارجية الصيني، في جلسة دامت سبع ساعات، وصفها مسؤول أمريكي "بأنها  تعكس خطورة اللحظة".

وقال المسؤول الأمريكي، إن الاجتماع تضمن "محادثة مكثفة" بشأن روسيا وأوكرانيا، مضيفًا أن المسؤولين عقدا أيضًا اجتماعًا فرديًا من دون مساعديهما.

ورفض المسؤول التعليق على ما نقلته "فاينانشيال تايمز" عن أن الصين ردت بشكل إيجابي على طلب روسيا للمساعدة العسكرية، لكنه قال إن لدى واشنطن "مخاوف عميقة من انحياز الصين لروسيا".

وبسؤالها عن التقرير، قالت جين بساكي، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض: "لست في وضع يسمح لي بتأكيد أو تفصيل أي معلومات استخباراتية في هذا الوقت".

ولم يرد البيت الأبيض -على الفور- على طلب للتعليق على أنواع المعدات المفصلة في البرقيات.

 وقبل مغادرته واشنطن الأحد، قال سوليفان إنه سيحذر الصين من محاولة "إنقاذ" روسيا، بما في ذلك مساعدتها في النجاة من العقوبات المفروضة من الغرب.

 

مراقبة من كثب

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، نيد برايس، الاثنين: "إننا نراقب من كثب إلى أي مدى تقدم الصين أو أي دولة، الدعم المادي والاقتصادي والمالي والخطابي أو غير ذلك لروسيا  .

وأضاف: "لقد كنا واضحين، بشكل خاص أم علنًا مع بكين، أنه ستكون هناك عواقب لأي دعم من هذا القبيل."

وقبل الاجتماع بين سوليفان ويانغ، طلبت إدارة بايدن -الأسبوع الماضي- من الحلفاء الأوروبيين، الإصرار في رسائلهم  إلى الصين، على أن بكين ينبغي ألا تساعد روسيا في التحايل على العقوبات، وفقًا لمسؤول أوروبي.

 وصورت الصين نفسها على أنها جهة فاعلة محايدة، رغم علاقاتها الوثيقة بشكل متزايد مع موسكو. 

لكن وسائل الإعلام والدبلوماسيين الصينيين، عرضوا دعمهم لتبريرات روسيا للغزو، وألقوا باللوم على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في الصراع.

 كما كررت وسائل الإعلام الصينية، المزاعم الروسية -التي لا أساس لها من الصحة- بأن الولايات المتحدة ساعدت أوكرانيا في بناء معامل أسلحة بيولوجية.

 

شراكة وثيقة

وازداد التقارب بين بكين وموسكو في السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى ازدرائهما المشترك للولايات المتحدة، والتحالفات العسكرية الغربية مثل "الناتو".

الشهر الماضي، وقَّع شي جين بينغ، الرئيس الصيني، وبوتين بيانًا في بكين، وصف شراكتهما الوثيقة المتزايدة بأنها "لا حدود لها".

 وقال إيفان ميديروس، الخبير في الشؤون الصينية بجامعة جورج تاون، المستشار السابق للبيت الأبيض في آسيا، إنه سيكون "مقلقًا للغاية" إذا نقلت الصين أسلحة إلى روسيا.

 وأضاف ميديروس: "سيغير قواعد اللعبة في الجغرافيا السياسية العالمية".  إننا نجازف بالعودة إلى أيام التحالف الصيني السوفييتي في الخمسينيات. قد تصبح أوكرانيا أول نزاع بالوكالة في حرب باردة جديدة".