هل يمنح بايدن تأشيرة إلى رئيسي لحضور اجتماعات الأمم المتحدة؟
فور الإعلان عن فوز رئيسي، دعت منظمة العفو الدولية، إلى إجراء تحقيق دولي عن دوره في الإعدامات الجماعية للسجناء السياسيين، في ثمانينيات القرن الماضي، وهي الواقعة التي عاقبته الولايات المتحدة بسببها، خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب

ترجمات - السياق
تساءلت مجلة واشنطن إكزامنر الأمريكية، عن سماح الرئيس الأمريكي جو بايدن، لنظيره الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، بحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة، ففي أغسطس المقبل سيستلَّم "رئيسي" مقاليد السلطة رسميًا لجمهورية إيران الإسلامية، بعد فوزه في انتخابات الرئاسة قبل أيام.
وقالت المجلة في تقريرها: إنه فور الإعلان عن فوز رئيسي، دعت منظمة العفو الدولية، إلى إجراء تحقيق دولي عن دوره في الإعدامات الجماعية للسجناء السياسيين، في ثمانينيات القرن الماضي، وهي الواقعة التي عاقبته الولايات المتحدة بسببها، خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وتابعت المجلة: لقد كان صعود رئيسي إلى سدة الحكم في إيران مرتباً له منذ وقت طويل، رغم اتهامه دوليًا في قضية الإعدامات، لكن يبدو أن إدارة بايدن تركز فقط، على ما يمكن أن تعنيه رئاسته للمفاوضات النووية. كما يبدو أن البيت الأبيض مصمِّم على محاولة إبرام صفقة، قبل أن يترك الرئيس حسن روحاني منصبه، لكن بعد كل شيء، قد لا يعيد رئيسي تعيين وزير الخارجية محمد جواد ظريف، الذي طالما بالغ الليبراليون الأمريكيون في صدقه وبراغماتيته.
وتتابع المجلة: سواء كان المفاوضون الغربيون، قادرين على التوصل إلى اتفاق أم لا، فبعد اقتراب رحيل روحاني، فإن اختبارًا جديدًا لبايدن، يلوح في الأفق، وهو منح رئيسي تأشيرة لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك، والمقرَّرة في سبتمبر المقبل.
خُطب الأمم المتحدة الرنانة
المعروف أن الجمعية العامة للأمم المتحدة، تُعَدُّ منبراً للرموز السياسية، من مختلف أنحاء العالم، فهل تمنح شرف صعود هذا المنبر لشخصية أبرز ما يميِّـزها حبها للمشانق وتعطُّشها للدم؟ وما نوع الخُطب والأفكار التي سيطربنا بها رئيسي، على هذا المنبر؟!
شهد منبر الأمم المتحدة، عبر تاريخه، العديد من الخطب الرنانة، التي تكشف طريقة تفكيرهم، فسبق أن لوَّح رئيس الوزراء السوفييتي نيكيتا خروتشوف بحذائه، احتجاجًا على مناقشة الاستقلال الحقيقي لأقمار الاتحاد السوفييتي في أوروبا الشرقية.
وبعد ثلاثة عقود، استخدم ميخائيل جورباتشوف، منصة الأمم المتحدة لإعلان تخفيضات كبيرة للقوات السوفييتية في أوروبا الشرقية.
وفي عام 1974، وقف رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، أمام الجمعية العامة، وعرض الاختيار بين غصن زيتون وبندقية.
بينما حذَّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من برنامج إيران النووي. كما واصل الزعيم الفنزويلي هوغو شافيز معاداته لأمريكا، عندما قال بعد يوم من حديث الرئيس جورج دبليو بوش: "جاء الشيطان إلى هنا أمس... لا تزال تفوح منه رائحة الكبريت".
اللقاءات الجانبية، على هامش الجمعية العمومية، لا تقل أهمية عن الخُطب، لكن أحد أكبر الأسئلة التي تطرحها وزارة الخارجية هو: مَنْ يحصل على التأشيرة؟
على وجه الخصوص، عندما يتعلَّق الأمر بالدول الراعية للإرهاب، وغيرها ممن تعتبرهم الولايات المتحدة أعداءً للديمقراطية، فإن الأمور تكون شائكة.
ففي عام 2019، على سبيل المثال، انتقد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الولايات المتحدة، بعد أن رفضت وزارة الخارجية منح 10 دبلوماسيين روس تأشيرات دخول.
وشكا المسؤولون الإيرانيون، من أن وزارة الخارجية لم تمنحهم تأشيرات دخول، حتى اللحظة الأخيرة.
ورفضت إدارة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان، منح ياسر عرفات تأشيرة لحضور الجمعية العامة، عام 1988.
وتضيف المجلة، أن الأمر لا يتوقَّف أمام رمزية التأشيرة فقط، وإنما مخاوف أمنية مشروعة، إذ يمكن للدبلوماسيين جلب الأسلحة والمال وأدوات التجسس، من دون رادع، والقاعدة تقول: "عندما يعمل الدبلوماسيون لصالح رعاة الإرهاب، فإن القلق يزداد بشكل كبير".
وعود بايدن
بايدن وعد بأنه سيعيد حقوق الإنسان إلى أجندة السياسة الأمريكية، بينما يتفاخر البيت الأبيض، بأنه كان يعمل على تعزيز حقوق المثليين والمتحوِّلين جنسياً في الداخل والخارج.
وفي اليوم الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، أعلن بايدن أن "المحرقة لم تكن مصادفة، لقد حدثت لأن العديد من الحكومات -بدم بارد- تبنَّت ونفَّذت قوانين وسياسات وممارسات تغذي الكراهية، لتشويه سُمعة مجموعات من الناس وتجريدهم من إنسانيتهم، وكذلك وقف كثيرون مكتوفي الأيدي"، ثم أضاف بايدن: "الصمت تواطؤ".
هذا العام، ستتزامن الجمعية العامة مع يوم الغفران 15 و16 سبتمبر وهو أقدس يوم في التقويم اليهودي.
أهمية اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام، تأتي من أنها في ظِل رئيس جديد يحكم إيران، جاء بخلفية اتهامه بأنه حكم على الآلاف بالإعدام، فضلاً عن أنه يقود دولة تدعو بانتظام، إلى محرقة جديدة لليهود.
السؤال المطروح على بايدن هو، ما إذا كان من خلال صمته وتقاعسه، سيكون متواطئًا في أجندة رئيسي، قد يدين أعداء أمريكا بايدن لرفضه منحه تأشيرة دخول، وقد تعبِّر الأمم المتحدة على النحو الواجب عن مخاوفها. ومع ذلك، في بعض الأحيان، قد تكون المعادلة الدبلوماسية لقرار منع حضور رئيسي، تستحق كل هذا العناء، حتى لو كان ذلك فقط لتأكيد أن حقوق الإنسان والمبادئ، لا تزال مهمة.