نيوزويك: رئيس إيران الجديد.. من معاداة السامية إلى الإعدامات

شارك في العديد من الجرائم ضد الإنسانية، بل إنه موثّق ضده أنه كان واحدًا من أربعة قضاة أشرفوا في أواخر الثمانينيات على إعدام الآلاف من أعضاء جماعات المعارضة الإيرانية، بما في ذلك النساء والأطفال

نيوزويك: رئيس إيران الجديد.. من معاداة السامية إلى الإعدامات

ترجمات - السياق

كشفت مجلة نيوزويك الأمريكية، عن تورط الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، في إعدام عشرات الآلاف في ثمانينات القرن الماضي، بينهم أطفال ونساء، مشيرة إلى سجله الحافل من معاداة السامية.

وقال كاتب المقالة، الرئيس الحالي لمنظمة "مكافحة التشهير" الناشط في مجال العدالة الاجتماعية، جوناثان جرينبلات، إن "بروتوكولات حكماء صهيون" المزعومة صمّمتها أجهزة المخابرات الروسية خلال القرن التاسع عشر، لتبرير القبض على اليهود، ما أدّى إلى تغذية الكراهية ضد اليهود منذ ذلك الحين ولأكثر من قرن، فضلا عن أنها حفّزت المضايقات والاعتداءات والمذابح المعادية للسامية، وساعدت على إرساء الأساس للمحرقة. 

وأشار الكاتب -الذي عمل سابقًا مستشارًا للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما- إلى أن الرئيس الإيراني الجديد لعب دورًا عمليًا في الترويج لهذه البروتوكولات المزعومة كجزء من حملة متواصلة لتشويه صورة الشعب اليهودي ونزع الشرعية عنه.

وتُظهر هذه المعلومات سجل رئيسي المليء بالكراهية المهووسة لليهود، وأن كرهه هذا ليس فكرة مجردة بل سمة رئيسة في حياته المهنية.

وأكد الكاتب أن ما يقوله مبني على تاريخ رئيسي الدموي، إذ شارك في العديد من الجرائم ضد الإنسانية، بل إنه موثّق ضده أنه كان واحدًا من أربعة قضاة أشرفوا في أواخر الثمانينيات على إعدام الآلاف من أعضاء جماعات المعارضة الإيرانية، بما في ذلك النساء والأطفال.

الترويج للبروتوكولات

عُيّن رئيسي، في عام 2016، من قِبل المرشد الأعلى لإيران لرئاسة مؤسسة أستان قدس رضوي، إذ أشرف على إنتاج فيلم وثائقي من 50 حلقة يروّج لهذه البروتوكولات المزعومة، وبُث الفيلم الوثائقي على التلفزيون الإيراني ووُزعت نسخ كثيرة منه.

وفي حين أن المؤسسة سبق أن نشرت وروّجت لطبعات ورقية من البروتوكولات، واستمرت في القيام بذلك، عمد رئيسي إلى استغلال وسائل الإعلام الإيرانية لتضخيم انتشار البروتوكولات المعادية للسامية. وبعد نحو عام من تولي سيطرة رئيسي على المؤسسة الإيرانية الشهيرة، أعلنت المؤسسة عن خطط للفيلم الوثائقي حول بروتوكولات حكماء صهيون.

وجرى، في عام 2018، إطلاق فيلم بعنوان "خطة الشيطان"، وقال مخرج الفيلم للصحفيين، إن "اليهود دوّنوا في البروتوكولات خطة محكمة للسيطرة الشيطانية على العالم"، ويشرح الفيلم الحاجة إلى "القضاء عليهم"، وقطع ما سماها "أيدي حزب الشيطان، أي الصهيونية العالمية"، وقال إن الفيلم سيُبث على كل من شبكة تلفزيون المؤسسة ومحطات التلفزيون العامة.

وأعلنت المؤسسة بعد ذلك أن فيلمها الوثائقي المكون من 50 جزءًا سيكون متاحًا على أقراص مدمجة.

 مواجهة حيل الشيطان

ترك رئيسي المؤسسة في عام 2019 عندما اختير لرئاسة القضاء الإيراني، لكن المؤسسة واصلت مشروعها "اللاسامي" الذي كانت رائدة فيه خلال قيادته.

وبعد أن ترك المؤسسة استمر رئيسي في التحريض على نظريات المؤامرة البغيضة وحتى العنف في تصريحاته العامة. وفي العام الماضي، زعم أن أمريكا و"الصهيونية العالمية" تخططان لإخضاع جميع المسلمين، وهتف وسط متشددين تابعين له، قائلاً: "كل الصهاينة يعرفون أن حزب الله سيسقط مثل هذه الصواريخ والقنابل حتى لا يكون أي شخص في إسرائيل بأمان". 

سجل رئيسي

الكاتب استرجع تاريخ رئيسي في الترويج للكراهية، وربط بينه وبين محاولاته إتمام الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة، مشددًا على أن هناك خدعة إيرانية في الأمر، وبالتالي بات من الصعب تحقيق تقدم حقيقي مع مثل هذا النظام الدموي.

وكان تعطيل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخرًا للمواقع الإلكترونية المدعومة من النظام التي تنشر المعلومات المضللة الإيرانية والتعصب خطوة إيجابية، حتى لو كانت تلك المواقع تستأنف نشاطها بالفعل.

ما نحتاجه الآن هو الاعتراف الصريح من قبل هذه الإدارة بأن النظام الإيراني لا يزال هو الدولة الأولى الراعية لمعاداة السامية، وهو ما أدركه فريق الرئيس السابق دونالد ترامب بالفعل. وبناءً على ذلك، ينبغي للإدارة أن تصدر استراتيجية لتقييد ومكافحة مبادرات إيران التي تحرّض على الكراهية والعنف ضد المجتمعات اليهودية في جميع أنحاء العالم.

واختتم الكاتب مقاله قائلاً: إن الدمار الذي أحدثه الديكتاتوريون من هتلر إلى ستالين إلى الخميني، وهم يلوحون بالبروتوكولات، يجب أن تجبرنا جميعًا على التعامل بجدية مع التهديد الذي يمثله النظام الإيراني المصمم على امتلاك أسلحة نووية ورعاية الإرهاب في جميع أنحاء المنطقة.

ويأتي رئيسي إلى هذه الوظيفة باعتباره مرتكب جرائم ضد الإنسانية، ولا ينبغي لأي دولة مسؤولة أن تستضيفه في زيارة دولة أو أي محادثات رسمية.