هل يكون متحور أوميكرون نهاية جائحة كورونا؟

خلصت الدراسة إلى أن معدل دخول المستشفيات في جنوب إفريقيا، ارتفع بسرعة لكنه بدأ الانخفاض في غضون 33 يومًا من الإكتشاف الأول

هل يكون متحور أوميكرون نهاية جائحة كورونا؟

ترجمات - السياق

توقعت دراسة أجراها باحثون في جنوب إفريقيا، البلد الذي انطلق منه متحور أوميكرون إلى العالم، أن تكون السلالة الجديدة مؤشرًا على نهاية المرحلة الوبائية لجائحة كورونا.

وبحسب شبكة بلومبرغ، فإن الدراسة أجريت على مصابين بكورونا في أحد المستشفيات بجنوب إفريقيا، وأظهرت أن موجة العدوى تتحرك بسرعة قياسية، وأنها تسببت في مرض "أكثر اعتدالا" قياسًا بالسلالات السابقة.

ونقلت "بلومبرغ" عن الباحثين الذين أجروا الدراسة، قولهم: "إذا استمر هذا النمط وتكرر على مستوى العالم، فقد نرى تحولًا في معدلات الوفيات"، وهو ما يشير إلى أن "أوميكرون قد يكون نهاية المرحلة الوبائية لوباء كورونا".

 

تفاصيل الدراسة

وعن تفاصيل الدراسة، أكدت "بلومبرغ" أنها أُجريت في مجمع مستشفى ستيف بيكو الأكاديمي، وتناولت 466 مريضًا من الموجة الحالية و3976 من موجات العدوى السابقة.

وأشارت الشبكة الأمريكية، إلى أن جنوب إفريقيا، -وهي الدولة الأولى التي تفشى فيها "أوميكرون" بشكل كبير- تخضع للمراقبة لمعرفة كيف يمكن أن تنتشر العدوى من المتحور على مستوى العالم.

ويقول الباحثون: إن صغر سن سكان البلاد وأولئك الذين دخلوا المستشفى في الموجة الأخيرة، يمكن أن يخفي أيضًا شدة المرض الناجم عن المتحور.

ومع ذلك -حسب بلومبرغ- فإن بيانات الدراسة إضافة جديدة إلى آمال الباحثين بشأن قرب نهاية الجائحة، مشيرة إلى أن القلق بشأن معدلات انتقال المتحور المرتفعة، يمكن تجاوزه بسبب اعتدال المرض وسرعة الشفاء منه، فضلًا عن أن أعداد الوفيات التي تسببها العدوى من هذا المرض (أوميكرون) محدودة.

 

موت أقل ولكن!

وتأكيدًا لأن "أوميكرون" قد يكون بداية نهاية الجائحة، قالت "بلومبرغ" -نقلا عن الدراسة- إن حالات دخول المستشفيات في جنوب إفريقيا بلغت ذروتها في الموجات السابقة، بينما بلغت الوفيات الزائدة الأسبوعية -وهي مقياس لعدد الوفيات مقارنة بالمتوسط التاريخي- ذروتها خلال أوميكرون، بأقل من خُمس سجلها خلال الجائحة.

وأشارت الشبكة الأمريكية، إلى أنه إذا كانت هناك بلدان أخرى لديها تجارب مماثلة، فقد يساعد ذلك في نقل الوباء إلى مرحلة التوطين، حيث يمنح التعرُّض الواسع المزيد من الناس مناعة، ما يؤدي إلى مرحلة (مرض أقل خطورة).

ومع ذلك -حسب الشبكة- يمكن للفيروس أن يتطور أكثر إلى سلالة تسبب مرضًا أكثر شدة وتتفادى بسهولة أكبر الأجسام المضادة الناتجة عن العدوى أو اللقاحات السابقة.

وحسب الدراسة، فإن انتقال الوباء إلى مرحلة التوطين، والتعرُّض الواسع له، سيمنح مزيدًا من الناس مناعة تؤدي إلى مرض أقل خطورة، وقرب الخلاص منه عالميًا، إلا أنها حذرت من أن الفيروس يمكن أن يتطور أكثر إلى سلالة تسبب مرضًا أكثر شدة، لذلك وجب على العالم أجمع التحلي بالصبر والاهتمام بالإجراءات الاعتيادية التقليدية ضد الفيروس.

وأظهرت الدراسة أن 4.5 في المئة فقط من مرضى كورونا، ماتوا أثناء إقامتهم في المستشفى في الموجة الحالية، مقارنة بمتوسط 21 في المئة، في الموجات السابقة، كما أن فترات الإقامة في المستشفى كانت "أقصر بكثير".

 

خلاصة الدراسة

وخلصت الدراسة إلى أن معدل دخول المستشفيات في جنوب إفريقيا، ارتفع بسرعة لكنه بدأ الانخفاض في غضون 33 يومًا من التحليل الأول، إذ أظهرت لقطة للمرضى في المستشفى في 14 و 15 ديسمبر المنصرم، أن ما يقرب من ثلثي المصابين بفيروس كورونا دخلوا لأسباب أخرى.

وقالت الدراسة: "لم تُلاحظ هذه الظاهرة إلى هذا الحد من قبل في مجمع مستشفيات ستيف بيكو الأكاديمي، أو في أي مكان بجنوب إفريقيا، وأضافت أنه يعكس على الأرجح مستويات عالية من المرض، من دون أعراض في المجتمع المصاب بعدوى أوميكرون".

ووجدت الدراسة أن متوسط الإقامة في المستشفى بلغ 4 أيام مقارنة بـ 8.8 في الموجات السابقة، بجانب أن متوسط عمر المقبولين بالمستفيات 39 عامًا، مقارنة بنحو 50 عامًا في الموجات السابقة.

كما أظهرت الدراسة انخفاض معدل القبول بالمستشفيات في وحدات العناية المركزة إلى 1 في المئة من 4.3 في المئة، من المرضى، بينما بلغ القبول بالمستشفيات ذروته عند 108 حالات مقارنة بـ 213 خلال موجة دلتا.

ونقلت "بلومبرغ" عن الباحثين الذين أجروا الدراسة قولهم: إن النتائج قورنت بعدد من المستشفيات الأخرى بأكثر من مدينة جنوب إفريقية، وثبت في النهاية أن معدل الوفيات نتيجة العدوى، كان أقل، فضلًا عن تراجع أعداد الدخول للمستشفيات بشكل عام، كما تراجعت أعداد القبول في وحدات العناية المركزة، مقارنة بالموجات السابقة.