الحلبوسي والخنجر.. صراع على زعامة البيت السياسي السُّني في العراق
خلال الاستعداد للانتخابات، انقسمت القوى السياسية السُّنية، إلى فسطاطين يقود الخنجر أحدهما مدعومًا بأموال القطريين، بينما يقود الآخر محمد الحلبوسي مدعومًا بعلاقاته السياسية، التي نسجها عبر منصبة في رئاسة البرلمان.

السياق
متى بدأ الخلاف بين الرجلين؟.. الخلاف بين رجل قطر وتركيا في العراق خميس الخنجر، ومحمد الحلبوسي رئيس البرلمان، بدأ بعد وصول الأخير إلى البرلمان، بدعم القوى الحليفة لإيران والقوى الكردية، ومباركة أغلبية القوى السياسية السُّنية.
وعند وصول الحلبوسي إلى رئاسة البرلمان عام 2018 بدعم الخنجر، تمرَّد على الاتفاقات التي أبرمها في توزيع المناصب الوزارية وغيرها على حلفائه، ومنذ ذلك الحين، بدأت الحرب السياسية والإعلامية بينهما.
بعلاقاته مع رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، أطاح الحلبوسي أغلبية خصومه، كما يتهمه خصومه داخل البيت السياسي السُّني، بدءًا بجمال الكربولي، الذي أودع السجن على خلفية تهم تتعلَّق بالفساد وإخضاع آخرين عبر التلويح بملفات فساد كبيرة ضدهم، كالسياسي البارز أبو مازن الجبوري.
وخلال الاستعداد للانتخابات، انقسمت القوى السياسية السُّنية، إلى فسطاطين يقود الخنجر أحدهما مدعومًا بأموال القطريين، بينما يقود الآخر محمد الحلبوسي مدعومًا بعلاقاته السياسية، التي نسجها عبر منصبة في رئاسة البرلمان.
يقود خميس الخنجر تحالف "العزم " الذي يضم سياسيين أمثال مثنى السامرائي، وأحمد الجربا، وسليم الجبوري، وخالد العبيدي، ومحمد الكربولي وغيرهم، بينما يعتمد تحالف "تقدُّم" بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، على قاعدة شعبية بناها خلال الفترة الماضية.
ونقلت قضية إعادة النازحين، إلى منطقة جرف الصخر التابعة لمحافظة بابل، التي تقع إلى الجنوب من العاصمة بغداد، الخلاف بينهما إلى مرحلة جديدة، وصلت إلى حد تبادل الشتائم والسباب بشكل علني، عبر رسائل نُشرت في وسائل الإعلام، رفعت التحدي بينهما إلى مستويات قياسية.
وتمكَّن الخنجر -عبر علاقاته بقطر القريبة من إيران- من التأثير في المليشيات الشيعية، التي تسيطر على منطقة جرف الصخر، من فتح الطريق أمام إعادة النازحين إليها.
بينما فشل الحلبوسي في ذلك فشلًا ذريعًا، وهذا الأمر يمنح خصمه دفعًا شعبيًا وانتخابيًا كبيرًا، في السباق إلى البرلمان.
في الختام، يشير هذا الأمر إلى حجم الاستقطاب، والتجاذبات والخلافات، داخل البيت السياسي السُّني في العراق، ومدى التأثير الإيراني فيها، إذ تعمل الزعامات السُّنية على تقوية علاقاتها بإيران، للاستقواء على خصومها داخل المكوِّن، وهذا ما يفعله خميس الخنجر، رجل قطر وتركيا في العراق.