سادس أيام الحرب.. أوكرانيا تواجه كارثة إنسانية والقادم أسوأ
أوكرانيا تواجه كارثة إنسانية في أعقاب الغزو الروسي، حيث يوجد ملايين في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمأوى، جراء صراع دمر عددًا لا يحصى من المنازل والمرافق الصحية، وقيّد بشكل كبير عمل منظمات الإغاثة الدولية

ترجمات - السياق
سلَّطت صحيفة إندبندنت البريطانية، الضوء على الأوضاع الإنسانية بالغة التعقيد، التي يواجهها الشعب الأوكراني، مع دخول الحرب الروسية يومها السادس، مشيرة إلى أن هناك أزمة إنسانية "ويجب على المجتمع الدولي التدخل سريعًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه".
وقالت "إندبندنت" في تقرير: إن أوكرانيا تواجه كارثة إنسانية في أعقاب الغزو الروسي، حيث يوجد ملايين في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمأوى، جراء صراع دمر عددًا لا يحصى من المنازل والمرافق الصحية، وقيّد بشكل كبير عمل منظمات الإغاثة الدولية.
وذكرت أن مئات الآلاف من الأوكرانيين أُجبِروا على الفرار من منازلهم، منذ بدء العمليات العسكرية، الخميس 24 فبراير المنصرم، مشيرة إلى أن ما لا يقل عن نِصف مليون شخص، عبروا الحدود إلى البلدان المجاورة مثل بولندا والمجر، في حين أن الأضرار التي لحقت بالطرق والجسور والبنية التحتية، تركت الناس في جميع أنحاء أوكرانيا بلا كهرباء ولا مياه، بخلاف صعوبة الوصول إلى الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية.
سيناريوهات كارثية
ونقلت "إندبندنت" عن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، تأكيده، أن نحو 18 مليون شخص تأثروا بالنزاع، في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 44 مليون نسمة، بينما حذرت الأمم المتحدة من أن الحرب يمكن أن تؤدي إلى "أزمة لاجئين كارثية" مع وجود ما يصل إلى خمسة ملايين نازح.
وقال أندرياس فون فايسنبرغ، رئيس وحدة الصحة والكوارث والمناخ والأزمات في الاتحاد الدولي: "هناك احتمال لسيناريوهات كارثية في الأيام والأسابيع المقبلة"، مضيفًا: "سيغير ذلك قواعد اللعبة في منطقة أوروبا من حيث المشهد الإنساني".
وعن الأسباب التي تزيد حجم الكارثة، أوضح أن الوضع الأمني المتأزم في أوكرانيا، أجبر وكالات إغاثة كبرى على تعليق خدماتها، أو تأخير إرسال الموظفين والمساعدات إلى البلاد نتيجة للوضع الأمني.
وأشار إلى أن المنظمات غير الحكومية الوطنية والمتطوعين يقومون بعمليات البحث والإنقاذ والإخلاء وتقديم الإمدادات الأساسية، من الطعام والبطانيات والمياه، إلى المستشفيات، حيثما تمكنوا من ذلك.
وقالت أوسنات لوبراني، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة، منسقة الشؤون الإنسانية في أوكرانيا، للصحيفة البريطانية: "يحتاج الناس إلى المراتب والبطانيات والمواد الغذائية ومستلزمات النظافة على الفور".
وأضافت لصحيفة إندبندنت من كييف: "تقييماتنا الأولية محدودة للغاية، بسبب الوضع الأمني المعقد، لكن المنظمات الشريكة لنا التي تعمل في المناطق المتضررة من الأعمال العدائية، تزود العائلات النازحة بهذه المواد الأساسية، وتساعد في إصلاح المنازل والملاجئ المتضررة".
وتابعت: "نحث المجتمع الدولي على العطاء بسخاء، حتى نتمكن من توفير استجابة إنسانية فعالة وواسعة النطاق، في الوقت المناسب للمناطق المتضررة".
موت مخيف
وحسب "إندبندنت" قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر: اشتداد الصراع وانتشاره يهددان بقدر مخيف من الموت والدمار، مشددة على أن الوضع الإنساني المتأزم "يتصاعد كل ساعة".
وتعليقًا على تردي الأوضاع المأساوية على الأرض، نقلت الصحيفة عن وزارة الداخلية الأوكرانية قولها: الهجمات الصاروخية الروسية قتلت العشرات وأصابت المئات في مدينة خاركيف شرقي أوكرانيا، عندما بدأت محادثات وقف إطلاق النار بين كييف وموسكو في بيلاروسيا.
وقالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليت: 102 مدنيًا على الأقل، بينهم سبعة أطفال، قُتلوا في أوكرانيا، وأصيب أكثر من 300 حتى مساء الاثنين 28 فبراير، لكنها حذرت من أن العدد سيكون "أعلى بكثير".
كما نقلت الصحيفة عن مات موريس، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قوله: "اتصل الناس بمركز الاتصال الخاص بنا في أوكرانيا، قائلين إنهم يخشون الذهاب إلى المتاجر أو بعيدًا عن منازلهم، بسبب القصف الذي يمكن أن يحدث في أي لحظة".
وأضاف: "لدينا مجموعات دوائية لعلاج المصابين بحروق وأعيرة نارية جراء الحرب، جاهزة للتسليم إلى مستشفى الطوارئ في كييف، إلا أننا لم نتمكن من ذلك، جراء انعدام الأمن وهو أمر محبط للغاية".
قرارات مؤلمة
ونقلت "إنبدندنت" عن منظمة أطباء بلا حدود قولها، إنها اتخذت "قرارًا مؤلمًا" بوقف أنشطتها، بما في ذلك رعاية فيروس نقص المناعة البشرية في سيفير ودونيتسك، وخدمات مرض السل في جيتومير، وتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية في دونيتسك شرقي أوكرانيا، الذي يسيطر عليه الانفصاليون المدعومون من روسيا.
وأضافت المنظمة في بيان: "سنحتاج إلى أن نرى خلال الفترة المقبلة ما يمكن الوصول إليه بطريقة آمنة وغير متحيزة للمساعدات الإنسانية".
كما نقلت الصحيفة، عن "Mercy Corps" فيلق الرحمة وهي منظمة مساعدات إنسانية غير حكومية دولية، قولها إنها كانت ترسل فريقًا إلى بولندا لدخول أوكرانيا، وتقديم المساعدات النقدية الطارئة ودعم المنظمات المحلية، إلا أن الأمور صعبة جدًا على الحدود.
وقال كريج ريدموند، نائب الرئيس الأول للبرامج في Mercy Corps: " الوضع يتصاعد كل ساعة، نحن قلقون بشكل متزايد من أن الصراع العسكري واسع النطاق، لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الأليمة بالفعل في أوكرانيا، ويختبر قدرة المنظمات الإنسانية على تقديم المساعدات".
في الوقت نفسه، قالت منظمة كير الدولية -المعنية بالقضاء على الفقر- إنها تشعر بالقلق إزاء النساء والأطفال النازحين، بسبب مخاطر العنف الجنسي والاستغلال، خلال هروبهم من مناطق النزاع إلى الحدود البولندية أو المجرية.
وأشارت "إندبندنت" إلى أنه في الوقت الذي يقاتل فيه العديد من الرجال والفتيان الأوكرانيين المدنيين، القوات الروسية، تُجبر النساء على ترك منازلهن وعائلاتهن بمفردهن، مشيرة إلى أن ذلك يجعلهن يعتمدن على الآخرين، في المأوى والطعام والأساسيات الأخرى، "وهي ديناميكية تزيد من خطر الاستغلال الجنسي".