موقف بايدن من التغيُّـر المناخي... محاولة لتوريط الجيش
قادة أركان الجيش الأمريكي، أكَّدوا لبايدن أن التغيُّـر المناخي سيتسبَّب في إشعال الحروب وهجرة الملايين بسبب الفيضانات والأعاصير، وتدمير قطاع الزراعة في دول عدة.

ترجمات - السياق
انتقد الكاتب الأمريكي، جابي كيمنيسكي، في مقال على موقع (The federalist)، توجُّهات الرئيس الأمريكي بايدن، ومزاعمه بأن ارتفاع درجة حرارة الأرض يُـعَـدُّ التهديد الأكبر للأراضي الأمريكية.
واعتبر الكاتب، موقف إدارة الرئيس جو بايدن من قضية " التغيُّـر المناخي"، قضية وهمية، لا يمكن تصنيفها كأكبر تهديد للبلاد، وبذلك لا تستحق توريط الجيش فيها.
ولفت كيمنيسكي، إلى أن بايدن حاول إقناع الجنود الأمريكيين، في كلمته الأسبوع الماضي بقاعدة القوات الجوية الملكية في ميلدنهال بإنجلترا، إذ قال إنه عند انتخاب الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، قالت لنا قيادات الجيش، إن التهديدات الأكبر التي تواجه أمريكا، هي تلك المتصلة بالأرض والسيادة.
وتابع بايدن، في خطابه، إن قادة أركان الجيش الأمريكي، أكَّدوا له أن التغيُّـر المناخي سيتسبَّب في إشعال الحروب وهجرة الملايين، بسبب الفيضانات والأعاصير، وتدمير قطاع الزراعة في دول عدة، منها أمريكا.
واعتبر الكاتب، أن تركيز بايدن على خطورة التغيُّـر المناخي، يتجاهل حزمة من التهديدات المشروعة داخلياً وخارجياً، لكنه يراه تركيزاً يتوافق مع طبيعة هذه الإدارة وتوجُّهاتها.
كمينيسكي ذكر في مقاله، أن دان بفيفر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وذلك في أكتوبر 2020، قال له إن بايدن أكَّد له أن التغيُّـر المناخي القضية الأساسية التي تواجه الإنسانية، متناسياً تهديدات روسيا، والصين الشيوعية، وأزمة الحدود الأمريكية المكسيكية، وحركة "حياة السود مهمة"، وحركة أنتيفا (اليسارية المتطرفة) وحتى الجماعات الإرهابية، بجانب الأزمة الصحية التي تعصف بالبلاد.
واعتبر أنه لا يوجد تهديد لبلاده، سوى القصور في العقليات التي تدير القضايا والأمور السياسية، وأن هناك استمراراً لمحاولات إدارة بايدن إقناع الجيش الأمريكي، بأن قضية التغيُّـر المناخي ذات أولوية.
ويذكر الكاتب، أن نائبة الرئيس كاملا هاريس، في خطابها خلال حفل تخرج بالأكاديمية البحرية في مايو الماضي، أشارت إلى أن هناك 3 تهديدات أساسية تواجه البلاد، وتُـعَـدُّ من مهام القوات المسلحة الأمريكية، هي: كوفيد 19 ومنع حدوث أوبئة أخرى، بجانب القرصنة من أجهزة الاستخبارات الأجنبية، وأخيراً التغيُّـر المناخي.
وفي إفادته أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، قال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة، إن الرئيس بايدن ينظر للأمور بزاوية أوسع، وتابع: "أنا أنظر من زاوية عسكرية صارمة، لا أضع الصين وروسيا على رأس أولويات الجيش".
لكن، جاءت إفادة وزير الدفاع الأمريكي، الجنرا لويد أوستن، متوافقة مع رؤية بايدن، حيث كرَّر عبارة " التغيُّـر المناخي" 15 مرة، وهو ما جاء متوافقاً مع تصريح له في أبريل الماضي، إذ قال إن المناخ "تهديد وجودي".
ويرى الكاتب، أن تصريحات ميلي وأوستن، أكثر حذراً من تصريحات بايدن ونابتته هاريس، في ما يتعلق بالتغيُّـر المناخي، مشيراً إلى أن القيادة السياسية في البيض الأبيض، تتجاهل عبور الآلاف من اللاجئين للحدود الأمريكية بشكل غير مشروع، وبدلاً من أن تؤكِّد مواجهتهم بالقانون، تلقي باللوم على المناخ.
واتهم كيمنيسكي، في مقاله، إدارة بايدن باسترضاء التيار اليساري المتطرف في الحزب الديمقراطي، عبر التركيز على قضايا الطاقة والتغيُّـر المناخي، من خلال رصد ما يقرب من تريليون دولار، للترويج لخطورة التغيُّـر المناخي، وتعيين جون كيري مبعوثاً أمريكياً.