مباراة غولف تثير أزمة في كندا... وتقيل الرجل الثاني في الجيش
أكد رولو أنه لم يصدر أي تعليمات إلى الشرطة العسكرية، في ما يتعلَّق بالتحقيقات التي تجريها، بما في ذلك المتعلِّقة بسوء السلوك الجنسي للجنرال المتقاعد "فانس".

ترجمات - السياق
قال موقع جلوبال نيوز الكندي، إن نائب رئيس الأركان الكندي، الجنرال مايك رولو، تعرَّض لانتقادات شديدة، بسبب لعبة غولف مارسها مع الجنرال المتقاعد جوناثان فانس، الذي يخضع لتحقيقات الشرطة العسكرية التي يرأسها "رولو"، بشبهة سوء السلوك الجنسي، الأمر الذي دفع الرجل الثاني في قيادة القوات الكندية، إلى تقديم استقالته من منصبه، إثر تلك الشبهات.
وتفصيلاً، أصدر الجنرال رولو، بيانًا عن مباراة الأزمة، أقر فيه بأنه لعب الغولف في الثاني من يونيو الجاري، مع الجنرال فانس وقائد سلاح البحرية الأدميرال بينز، إلا أنه أكَّد أنه لم يتطرَّق إلى التحقيقات الجارية بشأن فانس، وأضاف أنه يتحمَّل المسؤولية كاملة عن قراره لعب الغولف مع رئيس الأركان المتقاعد، وما تسبَّب فيه من مزيد من تآكل الثقة بالجيش.
نفي رسمي
أكد "رولو" أنه لم يصدر أي تعليمات إلى الشرطة العسكرية، في ما يتعلَّق بالتحقيقات التي تجريها، بما في ذلك المتعلِّقة بسوء السلوك الجنسي للجنرال المتقاعد "فانس".
واختتم المسؤول الكندي المستقيل بيانه، قائلاً: "إنني على دراية تامة بالأوقات المضطربة التي نمر بها معًا، فمثلكم جميعًا، كنت أعمل بجد للوفاء بالتزاماتنا وللمضي قدماً".
اعتذار القادة
الأدميرال بينز، قائد البحرية الكندية الملكية، الذي كان أيضًا جزءًا من نزهة الجولف المثيرة للجدل، التي أقيمت في ملعب هايلاندز للغولف شرقي أوتاوا، أصدر بدوره بيانًا، اعتذر فيه عن الواقعة، إلا أنه بعد أن واجه انتقادات بشأن تصريحه، وما إذا كان مقصودًا منه اتخاذ موقف علني بشأن التحقيق العسكري الجاري مع فانس، اعتذر باينز مجددًا، مؤكِّدًا أن المباراة لم تكن إظهارًا للدعم لجوناثان فانس، من حيث صلته بالتحقيق الجاري.
تضارب المصالح
من جانبها، قالت شارلوت دوفال لانتوان، الزميلة في المعهد الكندي للشؤون العالمية، إن جوهر القضية هو المبدأ الأساسي، الذي ينص على أن التحقيقات يجب أن تكون خالية من أي تضارب محتمل في المصالح، سواء كان حقيقيًا أو متصورًا.
وأوضحت أنه مع امتلاك رولو سلطة الإشراف على الشرطة العسكرية، فإن قراره بممارسة رياضة الغولف مع فانس، أثار شكوكًا في إمكانية إجراء التحقيق بشكل عادل.
وأشارت إلى أنه بصرف النظر عن النتيجة، فإنها ستلقي بظلال من الشك، مؤكِّدةً أن استقالة رولو تبعث برسالة واضحة إلى قادة كبار آخرين في القوات الكندية، بأنهم سيخضعون لمعايير أعلى.
الحكومة تتدخل
تأتي الاستقالة، بعد أن نظر رئيس الوزراء جاستن ترودو في القضية، قائلاً إن رولو وباينز كان عليهما الرد بنفسيهما.
بدورها، عبَّـرت نائبة رئيس الوزراء كريستيا فريلاند، عن خيبة أملها إزاء الواقعة، معربة عن مخاوفها من مصير العسكريين (من السيدات) الذين يتقدمون بشكاوى عن انتهاكات السلوك الجنسي.
وكان الجنرال فانس، يشغل منصب رئيس الأركان من 2015 حتى تقاعده من منصبه في يناير الماضي، إلا أنه بعد تقاعده، فتحت الشرطة العسكرية تحقيقاً بشبهة ارتكابه سوء سلوك جنسياً مع اثنتين من مرؤوساته، في اتّهامات نفاها بشدة.
سوء السلوك الجنسي
وتعرَّضت ثقة الكنديين بجيشهم للاهتزاز، بسبب سلسلة تحقيقات مع ضباط رفيعي المستوى، بشبهة ضلوعهم في سوء سلوك جنسي، تجاه بعض من مرؤوسيهم.
وكان راديو كندا الدولي، نقل عن وزارة الدفاع، الشهر الماضي، قولها، إن سوء السلوك الجنسي، في صفوف الجيش الكندي، مشكلة مقلقة ليس لها حل سهل، مؤكِّدًا أنها أعدت خطة لإيجاد حلول طويلة الأمد لها.
حملة الشرف
جاء إعلان الخُطة بعد 5 سنوات على "حملة الشرف" التي أطلقتها القوات الكندية، لوضع حد لسوء السلوك الجنسي في صفوفها، وإعداد برنامج ثابت للمؤسسة العسكرية.
كما وضعت القوات الكندية خطّة جديدة أطلق عليها "الطريق نحو الكرامة" بدلاً من الخُطة التي أطلقها الجيش الكندي في أبريل2015، التي شكلت أساساً للبرنامج الحالي.
خطة بديلة
وقالت القاضية السابقة في محكمة كندا العليا لويز أربور، إنه بعد سنوات من الجهود الفاشلة والإخفاقات، فإن الأوان قد آن لإحراز تقدّم حقيقي في معركة الجيش الكندي، ضد سوء السلوك الجنسي.
وطلبت الحكومة الفدرالية أواخر أبريل الماضي، من أربور البالغة من العمر 74 عاماً، أن تقود مراجعة مستقلة للسياسات والإجراءات والبرامج المتوفِّرة حالياً، داخل مؤسسة القوات المسلحة الكندية ووزارة الدفاع الوطني، للوقاية من الجرائم الجنسية وسوء السلوك الجنسي، ولمعاقبة مرتكبي هذه الأفعال.