تسرُّب نووي صيني... والعالم يحبس الأنفاس مجددًا

فنّدت محطة تايشان الصينية للطاقة النووية، الاتهامات بوجود مستويات خطيرة من التسرُّب الإشعاعي في المنشأة، ووصفتها بالكاذبة، مدعيةً أن المفاعلين يعملان بشكل طبيعي، وصرح الجانب الفرنسي، بأنه دعا إلى اجتماع مع نظيرتها الصينية لحل "مشكلة الأداء" في المحطة.

تسرُّب نووي صيني... والعالم يحبس الأنفاس مجددًا

ترجمات - السياق

قالت "التايمز" البريطانية في تقرير: إن الولايات المتحدة تحقِّق في مزاعم تفيد بأن الصين تتعامل مع تسريب نووي، قد يشكِّـل تهديدًا إشعاعيًا في محطة للطاقة النووية، في مرحلة يحاول العالم فيها الاستفاقة من تأثيرات فيروس كورونا، ودخوله مرحلة التعامل مع الفطر الأسود، والفيروس الهندي المتحور، والآن مع تسرُّب نووي، قد يكون الأسوأ على البشرية، منذ انفجار تشرنوبل عام 1986.

وأضافت الصحيفة، أن الجهات المعنية في الصين، آثرت رفع المستوى المسموح به من الإشعاع، بدلاً من إغلاق الجيل الجديد من المفاعلات المضغوطة الأوروبية (EPR) في تايشان بإقليم جوانجدونج الجنوبي، عندما تم الكشف عن التسرُّب، كما قيل إن مجموعة الطاقة الحكومية الفرنسية EDF أبلغت واشنطن بخطورة الوضع، وأنها تستعد للتدخل في الأزمة.

من جانبها، فنّدت محطة تايشان الصينية للطاقة النووية، الاتهامات بوجود مستويات خطيرة من التسرُّب الإشعاعي في المنشأة، ووصفتها بالكاذبة، مدعيةً أن المفاعلين يعملان بشكل طبيعي، وصرح الجانب الفرنسي، بأنه دعا إلى اجتماع مع نظيرتها الصينية لحل "مشكلة الأداء" في المحطة.

تحذير فرنسي

من ناحية أخرى، قالت "واشنطن بوست" في تقرير: "تخضع محطة تايشان، المشروع المشترك بين مجموعة الطاقة النووية العامة الصينية المملوكة للدولة وشركة الكهرباء الفرنسية (EDF)، للفحص بعد أن ذكرت شبكة سي إن إن، أن المسؤولين الأمريكيين أمضوا الأسبوع الماضي، في تقييم تحذيرات صدرت عن الشريك الفرنسي، مفادها أن المسؤولين الصينيين رفعوا الحدود المسموح بها للإشعاع خارج المصنع، لتجنُّب الاضطرار إلى إغلاق المنشأة.

من جهتها قالت CGN، مشغل المحطة، في بيان على موقعها في الإنترنت، قبل نشر تقرير سي إن إن: "في الآونة الأخيرة، كانت هناك وكالات ومؤسسات إعلامية، تولي اهتماماً وتستفسر عن الوضع في محطة تايشان للطاقة النووية".

وأضاف البيان، أن أول مفاعليها النوويين EPR (مفاعل الطاقة التطوري) كان يعمل بشكل طبيعي، بينما انتهى الثاني من الإصلاح المخطَّط له، وهو الأول للمنشأة منذ بدء العمل، وكان متصلاً بشبكة الطاقة في 10 يونيو الجاري، بينما أكَّدت المحطة أنها حقَّقت جميع الأهداف في "السلامة والأمن والجودة ووقت المشروع".

وأضافت أن "جميع مؤشرات تشغيل الوحدتين، تفي بمتطلبات أنظمة السلامة النووية والمتطلبات الفنية لمحطات الطاقة". وقالت CGN إنها لم تكتشف كميات غير عادية من الإشعاع، داخل أو المصنع خارجه، مضيفة أن "المؤشرات البيئية في الوقت الحالي، تقع ضمن نطاقها الطبيعي لمصنع تايشان والبيئة المحيطة به".

 

رفع حدود الإشعاع

وفقًا لتقرير CNN، أرسل Framatome (فراماتوم)، مورد الأنظمة النووية المملوكة لشركة Électricité de France ، خطابًا إلى وزارة الطاقة الأمريكية، للحصول على تنازل لمشاركة المساعدة الفنية الأمريكية مع مصنع Taishan، مدعياً رفع حدود الإشعاع، فوق معايير السلامة الفرنسية، نقلاً عن أفراد لم تتم تسميتهم داخل إدارة بايدن، وقال التقرير إن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن المصنع وصل إلى "مستوى أزمة".

وقال فراماتوم، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية إنه يدعم حل مشكلة الأداء في مصنع تايشان. وقالت الشركة "وفقًا للبيانات المتاحة، إن المصنع يعمل ضمن معايير السلامة".

كما قالت إي.دي.إف الفرنسية لـ"رويترز" إنها دعت إلى اجتماع مع شركائها في سي جي إن، وإنها أبلغت بتراكم غازات خاملة أثَّرت في الدائرة الأولية للمفاعل رقم 1 بالمحطة. وأضافت أن تراكم الغازات الخاملة، مثل الأرجون أو الهليوم أو النيون، كان "ظاهرة معروفة تمت دراستها ومعالجتها، ضمن إجراءات تشغيل المفاعل".

كان مصنع تايشان، الذي يقع على بعد 84 ميلاً غربي هونغ كونغ في مقاطعة غوانغدونغ الجنوبية المكتظة بالسكان، يعاني تأخيراً لسنوات بعد إطلاق خطط البناء. وقالت المحطة في بيان، إن مفاعلها الأول بدأ تشغيله في ديسمبر 2018، بينما دخل الثاني حيَّـز التشغيل في سبتمبر 2019.

 

تسريب الغاز الانشطاري

ذكرت شبكة سي إن إن، أن فراماتوم حذَّر المسؤولين الأمريكيين، أوائل يونيو الجاري، من أن المصنع كان يتسرَّب فيه الغاز الانشطاري. ووفقًا لمذكرة اطلعت عليها شبكة CNN ، فإن مشغل المحطة يهدف إلى الامتثال للحدود التنظيمية "لضمان الحفاظ على حدود الجرعات خارج الموقع" من أجل "عدم التسبُّب في ضرر لا داعي له للسكان المحيطين".

وبدلاً من ذلك، عدَّلت الإدارة الوطنية للأمن النووي في الصين الحد إلى أكثر من ضعف الإصدار الأولي، ما زاد "المخاطر خارج الموقع على الجمهور والعاملين فيه".

في الصين، حظيت مزاعم التسريب باهتمام ضئيل، مع عدم وجود وسائل إعلام حكومية تتحدَّث عن المشكلة، وتقريباً لا يوجد نقاش على منصات التواصل الاجتماعي.

ولكن على موقع ويبو، قال وانغ ييجانج، عضو معهد الاقتصاد الصناعي التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إن الاتهامات كانت من فِعل "الإمبريالية الأمريكية، التي تضخِّم معارضة الطاقة النووية، وتجبر الصين على تطوير طاقة الرياح والطاقة الشمسية فقط".