الخروج من الباب السريع.. بعد 44 يومًا فقط لماذا لحقت ليز تراس جونسون؟

حول المرشحين المحتملين لخلافة تراس يقول المحلل السياق بيتر أوبورن للسياق، إن ثمة العديد من الأسماء من بينهم وزير المالية الجديد جيرمي هانت الذي يدير البلاد حاليًا ويملك بالتأكيد الفرصة الأكبر.

الخروج من الباب السريع.. بعد 44 يومًا فقط لماذا لحقت ليز تراس جونسون؟
ليز تراس

السياق

"في وقت يشهد عدم استقرار كبير على صعيد الاقتصاد وعلى المستوى الدولي أُدركُ أنني نظرًا لهذا الوضع.. لا أستطيع أن أفي بمتطلبات التفويض الذي انتخبني حزب المحافظين لأجل تنفيذه".. هكذا جاء مسوِّغ استقالة رئيسة الحكومة البريطانية ليز تراس على لسانها والتي أضافت أنها اتفقت مع رئيس لجنة 1922 غراهام برايدي أن تجرى انتخابات زعيم جديد الأسبوع المقبل، مما يعني وفق قواعد الحزب أنه سيصبح رئيس الحكومة الجديد.

ومن جهته، دعا زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر إلى إجراء انتخابات عامة مبكرة فورًا، في أول تعليق له بعد خطاب تراس.

وجاءت هذه الخطوة بعد سيل من الانتقادات تعرضت لها تراس بعدما اضطرت للتراجع عن برنامجها الاقتصادي، لكن مسألة استقالتها قبل أيام عارضتها وقالت: "أنا محاربة ولست الشخص الذي ينسحب".

افتقاد للشعبية

وإلى أسباب الاستقالة يقول بيتر أوبورن الكاتب والمحلل السياسي في ميدل إيست آي للسياق: لقد خسرت تراس دعم حزب المحافظين الذي تعتقد أنها تتزعمه. كما أنَّها أيضًا تفتقد الشعبية على نحو عميق بين أوساط الشعب البريطاني

وأضاف أوبورن في مقابلة مع "السياق"، أنه عندما تمَّ خلع بوريس جونسون من منصبه كرئيس للوزراء بعد ثلاثة أعوام، كان هناك سباق زعامة داخل حزب المحافظين. وترشحت ليز تراس استنادًا بشكل كامل على خطة جديدة للنمو الاقتصادي. وأعلنت خطتها للنمو الاقتصادي. وكانت النتيجة أن سلكت الأسواق المالية مسارًا مجنونًا، وبدأت أسعار الفائدة في الصعود وبدأ الجنيه الإسترليني في الانهيار. وللأسف، أجبرت ليز تراس على تراجع مهين واضطرت إلى إقالة كواسي كوارتنج وتعيين وزير مالية جديد والذي قام بإلغاء سياساتها كافة تقريبًا مما يمثل إهانة عميقة بالنسبة لها.

"تعريض أمن المواطن للخطر"

ويؤكد الكاتب البريطاني أن ما فعلته ليز تراس من خلال خطتها للنمو هو تعريض أمن ملايين المواطنين البريطانيين للخطر. وكنتيجة لذلك، فقدت شعبيتها بدرجة كبيرة جدًا.

وحول المرشحين المحتملين لخلافة تراس يقول المحلل بيتر أوبورن ثمة العديد من الأسماء من بينهم وزير المالية الجديد جيرمي هانت الذي يدير البلاد حاليًا ويملك بالتأكيد الفرصة الأكبر، ويضيف أنّه لا يحظى بشعبية كبيرة داخل حزب المحافظين لأنه ربما يكون "عاقلًا" أكثر من اللازم لعضوية الحزب.

وأشار الكاتب في ميدل إيست آي إلى أن ريشي سوناك قد يكون محتملًا وهو الذي حل ثانيًا في انتخابات زعامة الحزب بعد ليز تراس. وهو نفسه الذي حذر من العواقب المالية الناجمة عن مسار تصرفات تراس وهو ما يجعل موقفه قويًا. ثم بعد ذلك يأتي اسم وزير الدفاع بين والاس المنشغل كثيرًا بالوضع في أوكرانيا.

وتتولى تراس رئاسة الحكومة منذ 6 سبتمبر الماضي، وكانت آخر رئيسة وزراء في عهد الملكة الراحلة إليزابيث الثانية التي توفيت في 8 من الشهر ذاته.

ووفق قواعد حزب المحافظين، يتوجب على" لجنة 1922 " أن تجتمع لتغيير القاعدة التي تمنع تغيير زعيمه قبل مرور عام على انتخابه.

"الحزب في خطر"

وفي سياق آخر يرى الكاتب والمحلل البريطاني أن حزب المحافظين "يتلاشى" ويواجه لحظات خطيرة قائلًا: في اللحظة الحالية، يؤسفني القول إن حزب المحافظين تحول إلى مستشفى للمجانين، وتسيطر عليه الفوضى، مضيفًا أن شعبية الحزب تتحطم بين الناخبين العاديين حتى بلغت نحو ٢٠%. مؤكدًا على أنه إذا تكررت استطلاعات الرأي الحالية في الانتخابات العامة، فإن الحزب سوف يكون محظوظًا إذا فاز بـ ١٠٢ مقعد في برلمان يتألف من ٦٠٠ مقعد. وهكذا، فإن الحزب يواجه محوًا محتملًا.