من هو رون دي سانتيس مرشح الجمهوريين المحتمل للرئاسة؟

يُنظر إلى رون دى سانتيس، على نطاق واسع على أنه وريث الرئيس السابق دونالد ترامب المؤكد، وأكبر منافس له في الوقت ذاته

من هو رون دي سانتيس مرشح الجمهوريين المحتمل للرئاسة؟

ترجمات - السياق

اعتبرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أن رون دي سانتيس حاكم فلوريدا- مرشح الجمهوريين المحتمل لـ2024- يُعدّ نسخة من دونالد ترامب (غير أنه عاقل)، مشيرة إلى أنه إذا أعيد انتخابه، فسوف يمثل تحديًا لقبضة الرئيس السابق على الحزب الجمهوري.

وبيَّنت أنه يُنظر إلى رون دى سانتيس، على نطاق واسع على أنه وريث الرئيس السابق دونالد ترامب المؤكد، وأكبر منافس له في الوقت ذاته.

وأشارت إلى أن هذه النظرة -وراثة دي سانتيس لترامب- ربما كانت ستتغير، بعد وقوع أسوأ عاصفة منذ ما يقرب من قرن على الساحل الجنوبي الغربي لفلوريدا، مما أدى إلى تشويه المجتمعات الساحلية والجزر الحاجزة.

وأعلن دي سانتيس، أن الإعصار "إيان" تسبب في "فيضانات تحدث مرة كل 500 عام"، فدمر مدنًا ساحلية وأغرق منازل وأعمالًا تجارية، وأدى إلى انقطاع سكان جزر عن العالم.

وأمام هذه الكارثة، -حسب الصحيفة- أمضى المصطافون والسياح -الذين جاءوا إلى فلوريدا للاستمتاع بأشعة الشمس ونسيم المحيط- أيامهم بدون كهرباء ومياه نظيفة، بينما رأى مراقبون أن سكان هذه المنطقة قد يعيشون بلا مأوى لعدة سنوات لحين إعادة البناء.

وبينما الأمور كذلك، شوهد رون دي سانتيس، وهو يتخلى عن أناقته، وارتداء سترة بصحبة زوجته الفاتنة، كيسي، مذيعة الأخبار التلفزيونية السابقة، للمساعدة في عمليات الإنقاذ، من أمام مركز إغاثة بمدينة فورت مايرز.

دى سانتيس يخوض الآن غمار حملة لإعادة انتخابه حاكمًا لولاية فلوريدا لفترة ثانية، في وقت تزداد فيه التكهنات حول احتمالات دخوله الانتخابات الرئاسية القادمة، إما منافسًا للمرشح الجمهوري القوي دونالد ترامب، أو حتى نائبًا لترامب في سعيه للظفر بفترة حكم ثانية تعيده للبيت الأبيض، على أن ينتظر هو حتى انتخابات 2028 الرئاسية كمرشح للحزب بعدما يكون خدم نائبًا للرئيس لأربع سنوات.

لا تزال منافسات الترشح التمهيدي لانتخابات 2024 الرئاسية على بعد نحو عام ونصف العام، ولم يعلن دي سانتيس ترشحه أو سعيه للرئاسة، لكنه لم يستبعد ذلك أيضًا، وفي مقابلة أجريت معه أخيرًا على قناة فوكس نيوز، لم يرفض فكرة الترشح للرئاسة، حتى لو كان ذلك يعنى أنه عليه أولًا التغلب على ترامب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.

وفي مقابلة حديثة مع شبكة نيوز ماكس المحافظة، قال ترامب إنه ينسجم مع دي سانتيس ولم يستبعد أن يكون حاكم فلوريدا زميله في الترشح حال ترشح الرئيس السابق مرة أخرى للبيت الأبيض في عام 2024.يتجنب دي سانتيس الظهور وكأنه يستعد لمواجهة ترامب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لعام 2024 وإثارة غضب الرئيس السابق.

 

أكاديمي نشط

وحسب فايننشال تايمز، يفخر دي سانتس ذي الـ44 عامًا بشهاداته من جامعات ييل وهارفارد، وما يصفه البعض بذاكرة فوتوغرافية، مشيرة إلى أنه بدا أن جهود تعافي الحزب الجمهوري في أيدٍيه بأمان، حيث قام بإخراج الإحصائيات والخطط التنظيمية بقوة وطلاقة لا يمكن إلا للعاملين مع الرئيس جو بايدن أن يحلموا به.

ورغم كارثة الإعصار إلا أن دي سانتيس، نال إعجابًا متزايدًا من قِبل مؤيديه، عندما أعلن القبض على مجموعة من اللصوص الذين استغلوا حالة الإعصار، لنهب الولاية.

واحتجزت السلطات المتهمين عمر ميجيا أورتيز، وفاليري سيليست سالسيدو مينا، بتهمة النهب كما ألقت القبض على براندون أرايا وستيف إدواردو أرايا وعمرهما 20 سنة بتهمة نهب منازل وشركات مدمرة على شاطئ فورت مايرز أثناء حالة الطوارئ.

وأعلنت السلطات الإفراج عن المتهمين بعد إعادة المسروقات ودفع كفالة 35 ألف دولار لكل منهم على أن يواجه جميع المجرمين الأربعة المشتبه بهم جلسة استماع في 31 أكتوبر في محكمة مقاطعة لي.

وتسبّب إطلاق سراح السارقين في حالة غضب بسبب تكرار جرائمهم، وكذلك كشفت التقارير إلقاء القبض على عصابة أخرى مكونة من خمسة أشخاص مقيدين على الأرض بعد إلقاء القبض عليهم لسرقتهم من شاطئ فورت مايرز، وأشارت السلطات إلى أن اللصوص يحاولون الوصول على متن قوارب في محاولة لنهب منازل الناس.

وحذر حاكم ولاية فلوريدا خلال مؤتمر صحفي من استمرار عمليات النهب، قائلًا: "لن نسمح باستغلال هذا الوضع المؤلم من قِبل اللصوص.. لن نسمح للفوضى".

ووجهت تحذيرات دي سانتيس، بابتهاج شديد من قِبل المواطنين، خصوصًا عندما تعهد بأنه، إذا استطاع "فسيجرهم من الياقات ويرسلهم إلى حيث أتوا".

ووفقًا للصحيفة، لم يستفد دي سانتيس من إعصار فلوريدا فحسب، وإنما سبق وانتشرت شعبيته سريعًا أثناء وباء كورونا، حيث جعله تعامله غير التقليدي مع الوباء بطلًا للمحافظين.

وبدأ بزوغ نجم دي سانتيس بعدما عرفت أمريكا إغلاقات واسعة بسبب تفشي وانتشار فيروس كورونا منذ بدايات 2020، إذ بادر دي سانتيس بتخفيف القيود المفروضة على الشركات والمدارس في تحدٍ للمبادئ والتوجيهات الفيدرالية، وأقال كذلك مسؤولين محليين سعوا إلى الحفاظ على الالتزام بفرض ارتداء أقنعة الوجه.

كما سنّ دي سانتيس العديد من مشاريع القوانين المحافظة التي نالت رضاء الحزب الجمهوري والأعضاء المستقلين، منها منع المعلمين والمدرسين من مناقشة الهوية الجنسية مع الأطفال الصغار.

وأمام ذلك، يجادل بعض أعضاء الحزب الديمقراطي بأن دي سانتيس سيكون منافسًا أفضل لأنه، على عكس ترامب، لن يهدد أسس الديمقراطية الدستورية في الولايات المتحدة.

 

عداء محسوب

وبيّنت فايننشال تايمز، أنه منذ ذلك الحين -نجاحه في مواجهة كورونا- سخر دي سانتيس مزيجًا من الفكر والعداء المحسوب -تجاه الغرباء والنخب ووسائل الإعلام- ليصبح رجل الساعة بالنسبة للحركة الشعبوية اليمينية في الولايات المتحدة، حتى إن العديد من الديمقراطيين يقرون بأنه من المرجح أن يفوز بإعادة انتخابه الشهر المقبل حاكمًا لفلوريدا، وهو ما يمكنه لاحقًا من الترشح ممثلًا عن الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة عام 2024.

وإذا حصل ذلك -حسب الصحيفة- فإن الرجل سيكمل مسيرته الغامضة إلى الكونغرس، بأخرى أكثر غموضًا ونعومة إلى البيت الأبيض، مقدمًا نفسه كبديل قوي لترامب -الزعيم السابق للعالم الحر ونجم تلفزيون الواقع- بين الجمهوريين.

الغريب في الأمر، أن دي سانتيس لم يكن قبل عدة شهور قليلة على قائمة الترشيح لمنافسة ترامب، إذ سخر روجر ستون حليف الرئيس السابق منه باعتباره "فتى سمينًا"، معتبرًا حينها أنه "لن يصبح رئيسًا أبدًا"، إلا أنه مؤخرًا بات يتردّد خلف الكواليس أن ترامب يشعر بالخوف من ذكاء دي سانتيس الهائل.

وعددت فايننشال تايمز، بعضًا من الخلافات الجوهرية بين دي سانتيس وترامب، معتبرة أن التنافس بينهما سيكون عبارة عن "مسابقة أضداد قطرية"، حيث يمثل أحدهما -ترامب- "الفوضى"، بينما الآخر -دي سانتيس- محامٍ منضبط يتنقل بين ركام من البيانات والإحصاءات قبل اتخاذ أي قرار، مشيرة إلى أنه أحدهما (ترامب) محاط بحاشية وثروة كبيرة، بينما الآخر منعزل وعصامي.

وأشارت إلى أن من بين الخلافات بين دي سانتيس وترامب، أن الأول يتحدث بمرونة، ولا يبدي قسوته، فضلا عن أنه يقوم بإعداد نكاته بشكل جيد بما فيه الكفاية، بينما ترامب يتمتع بقدرة هائلة على تحديد موقع الضعف البشري، وقادر على لفت انتباه الجمهور بصوته الجهوري.

أيضًا من بين الأمور التي تزيد فرص دي سانتيس، علاقته بزوجته وأبنائه، إذ نال إعجاب العديد من النساء حينما ظهر كثيرًا وهو يدعم زوجته أثناء مرضها بسرطان الثدي.

أما بالنسبة للمتبرعين للحزب، يتمتع دي سانتيس بالكفاءة وينتهج فكرة خفض الضرائب، وهو أيضًا شخص طبيعي بلا منعطفات درامية مفاجئة ويمكن التنبؤ بمواقفه، إجمالا لا يشبه ترامب في هذه الأمور.

وأمام ذلك، أوضح مستشار سياسي في نيويورك، أنهم يرون دعمه للتخفيف من آثار ترامب أمرًا مهمًا، مشددًا على أنهم "حاولوا مع ترامب وكان الأمر جنونيًا للغاية".

وبالنسبة لمن لا يعرفه حتى الآن، وصفت فايننشال تايمز، دي سانتيس، بأنه "رجل من الطبقة الوسطى، حاصل على أوراق اعتماد "رابطة اللبلاب" -وهي رابطة رياضية تجمع ثماني جامعات تعتبر من أشهر وأقدم جامعات الولايات المتحدة الأمريكية- ومُلم جيّد بالدستور فضلًا عن ثقافته غير المحدودة".

وفي الآونة الأخيرة -حسب الصحيفة- أضاف دي سانتيس خطًا قوميًا مسيحيًا مع تعهد عسكري في خطاباته بـ "ارتداء درع الله الكامل" وهو يقاتل الألوية "المستيقظة"، إلا أنه من غير الواضح مدى عمق الشعور بهذا الأمر بالنسبة إلى دي سانتيس -الكاثوليكي- أو إذا ما كان مجرد ثمن القبول في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.

أيضًا، فيما يخص قانون الإجهاض، فقد بدا ترامب أنه لم يكن مهتمًا كثيرًا بحظر الإجهاض ولكن انتهى به الأمر إلى تعيين ثلاثة قضاة في المحكمة العليا أثبتوا دورهم في قلب قضية رو ضد وايد، الذي قضى بأن دستور الولايات المتحدة يحمي حرية المرأة الحامل في اختيار الإجهاض دون قيود حكومية.

لكن بالنسبة للنقاد، فهو انتهازي تخلى عن الاعتدال في أيامه الأولى في منصبه بعد أن رأى الأرباح التي يمكن جنيها من إثارة الحروب الثقافية.

وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أنه خلال الأشهر القليلة الماضية فقط، جرد دي سانتيس "ديزني"، أحد أكبر أرباب العمل في الولاية، من ترتيبات ضريبية منذ عقود لأن رئيسها التنفيذي تجرأ على انتقاد قانون "لا تقل مثلي" الذي وقعه في مارس الماضي.

يذكر أنه يُحظر على معلمي المدارس الابتدائية مناقشة الهوية أو التوجه الجنسي قبل الصف الرابع.

ومع ذلك، يرى المؤيدون الاتساق والمبدأ في دي سانتيس وهو يشحذ تطور الشعبوية التي أطلقها ترامب، ويقولون إن الأمر في جوهره يتعلق بزعيم قوي يحمي الناس العاديين في عالم مضطرب بشكل متزايد.

كما يأمل أنصار دي سانتيس في أن تعرقل نتائج تحقيقات حادثة 6 يناير واقتحام أنصار ترامب الكونغرس محاولة الرئيس السابق السعي لخوض انتخابات 2024.