للمرة الثالثة.. مجلس النواب اللبناني يفشل في انتخاب رئيس للجمهورية

النائب نزيه متى: أهم ما في جلسات مجلس النواب أنها تعرّي الكتل النيابية.

للمرة الثالثة.. مجلس النواب اللبناني يفشل في انتخاب رئيس للجمهورية

السياق

للمرّة الثالثة، فشل مجلس النواب اللبناني في انتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية خلفًا للرئيس الحالي ميشال عون خلال جلسة عقدها اليوم الخميس برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه برّي.

ومن المقرر أن تنتهي ولاية عون البالغ 88 عامًا، في 31 تشرين الأول/أكتوبر المقبل.

وأظهرت عملية فرز أصوات النواب المقترعين في جلسة اختيار رئيس لبنان، حصول الورقة البيضاء على 55 صوتًا و42 لميشال معوض، لبنان الجديد: 17، أوراق ملغاة: 4 وميلاد بو ملهب: 1

وبسبب تلك النتيجة، فإنّ اسمًا من الأسماء التي طُرحت نال 65 صوتًا. وهنا، فإنّه من المفترض أن تعقد دورة ثانية للانتخاب، إلا أن الجلسة فقدت نصابها، أي أنه لم يبق داخل القاعة العامة 86 نائبًا، الأمر الذي دفع ببري لتحديد جلسة انتخاب ثانية يوم الإثنين 24 تشرين الأول 2022.

وينتخب رئيس الجمهورية في لبنان بالاقتراع السري بغالبية الثلثين من مجلس النواب في الجلسة الأولى أي يحتاج لـ 86 صوتًا، ويكتفى بالغالبية المطلقة في دورات الاقتراع التي تلي ذلك أي 65 صوتًا، على أن تدوم رئاسته ست سنوات ولا تجوز إعادة انتخابه إلا بعد ست سنوات لانتهاء ولايته.

وعن جلسات انتخاب الرئيس، قال البرلماني اللبناني نزيه متى في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن "أهم ما في الجلسات التي يدعو إليها رئيس المجلس أنها تعرّي الكتل النيابية، فبعضهم بمناكفاتهم اللاوطنية يتناتشون الفراغ، يستعطون حلًا منتظرًا".

وتابع: "البعض الآخر، بتضعضعهم، يدفعون إلى الفراغ من دون وجهة نظر، والبعض المثابر يحرص على إعادة تكوين الوطن ورأب التصدع وتجنب الفراغ المنتظر".

 

إسراف المفاوضات

إخفاق البرلمان في اختيار رئيس جديد لم يكن حادثًا غير متوقع أو جديدًا على التاريخ اللبناني الذي وصلت في بعض الأحيان إلى 45 جلسة لتسمية الرئيسٍ، لكن الواقع الحالي والأزمات المتلاحقة التي تضرب لبنان منذ قرابة 3 سنوات، تفرض أن يكون التحرك أكثر سرعة وألا تسرف الكتل السياسية في وقت النقاشات والمفاوضات المطوّلة بشأن رئيس البلاد الجديد وسط مخاوف من تسليم البلاد إلى فراغ رئاسي في وقت لم يتم تسمية فيه الحكومة من الأساس وهو ما يزيد من حدة الأزمة.

وتدور المفاوضات على خليفة عون دون توافق في ظل الحديث عن أسماء تقليدية منها جبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحر، وسمير جعجع، رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللّبنانية، وسليمان فرنجية، رئيس تيار المردة، وأخيرًا ظهر ميشال عوض وسط توافق كفل له الوجود كأبرز المرشحين لكن بـ 36 صوتًا فقط.

وينظر للمرشحين الثلاثة الآخرين على أنهم من أركان النظام وجزء من النخبة السياسية التي خرجت عليها ثورة 17 تشرين الأول عام 2019، واتهمها البنك الدولي بالتسبب في الانهيار الاقتصادي للبلاد خلال السنوات الماضية، وفقًا لتقارير إعلامية.

وتشهد الليرة اللبنانية أعنف انخفاضٍ في تاريخها بواقع فقدان أكثر من 90 % من قيمتها أمام الدولار، وهي الأزمة التي وصفها البنك الدولي بالأعنف منذ 1850.