ماذا تعني موافقة أمريكا على طلب إيلون ماسك إعفاء إيران من عقوبات مفروضة عليها؟
يطالب عدد من الأشخاص على تويتر الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، بتوفير محطات خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية

السياق
بعد دخول الملياردير "إيلون ماسك" على خط أزمة الاحتجاجات التي أشعلت إيران، ومطالبته بالحصول على استثناءات من العقوبات المفروضة على طهران، أتى الرد الأمريكي حاملًا في طياته موافقة مبدئية على طلب "ماسك".
قبل يوم كشف الرئيس التنفيذي لشركة "سبيس إكس" في تغريدة له على تويتر، أن الشركة ستطلب إعفاء من العقوبات المفروضة على طهران، لتوفير خدمة "ستارلينك" للنطاق العريض عبر الأقمار الصناعية في البلاد.
في وقت أفادت فيه مجموعة مراقبة الإنترنت "نتبلوكس"، بحدوث انقطاع "شبه كامل" في خدمات الاتصال والإنترنت بإحدى المناطق الكردية التي اشتعلت فيها الاحتجاجات بعد مقتل الشابة "مهسا أميني"، ابنة الـ22 عامًا، داخل أحد مراكز الاحتجاز الشرطية وتعرّضها للتعذيب، وفق نشطاء.
وكانت الفتاة محتجزة عند ما تُعرف باسم "شرطة الأخلاق" أو "الشرطة الدينية"، ما أجّج تظاهرات حاشدة واسعة النطاق، احتجاجًا على ما وُصف بالجريمة المروعة ضد حقوق الإنسان.
وبعد الضجة التي أثارها "إيلون ماسك"، أوضح مستشار الأمن القومي "جيك سوليفان"، أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع للخزانة هو المعنيُّ بهذا الملف، وتعود له صلاحية تحديد خطوات "ستارلينك" المقبِلة، فيما أكد مسؤول لم يكشف عن هويته في وزارة الخزانة الأمريكية أن هذا الأمر مُرحَّب به.
وبحسب "أسوشيتد برس" قال المتحدث باسم الخزانة، إن الوزارة لم تتلقَّ بعدُ طلبًا رسميًّا في هذا الشأن، لكنّ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية يرحّب بطلبات التراخيص التي تسمح بدعم أنشطة تعزز حرية الإنترنت في إيران، وأوضح أن لدى المكتب المذكور ترخيصًا طويل الأمد يسمح بتصدير بعض الأجهزة والبرامج المتعلقة بالاتصالات عبر الإنترنت إلى طهران.
ويطالب عدد من الأشخاص على "تويتر" الملياردير الأمريكي "ماسك"، بتوفير محطات خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، في الوقت الذي تهدف فيه "سبيس إكس" إلى توسيع شبكة "ستارلينك" بسرعة قصوى حول العالم.
"مهسا أميني"، الفتاة العشرينية الكردية توفيت الأسبوع الماضي، بعدما دخلت في غيبوبة عقب ساعات من اعتقالها، وسط اتهامات للأمن بضربها بعنف، ما أدى إلى فقدانها الوعي، وأظهرت صور أشعة وجود كسور بالغة في رأس المجنيّ عليها.
هذه الحادثة أثارت موجة عارمة من الاحتجاجات، مطالبين بضرورة محاسبة المسؤول عن مقتل "مهسا"، وحملت التظاهرات لافتات تطالب بإسقاط "ولاية الفقية" وتغيير النظام، وفتحت جروحًا لم تلبث أن التأمت حول الوضع المتردّي لحقوق الإنسان في طهران، وحالات القتل والعنف التي تمارس في الداخل، وكذلك ضد المعارضين في الخارج.
ويشار إلى أن الأحداث في إيران ما زالت مشتعلةً، خاصة في مدينة "سنندج" عاصمة محافظة كردستان شمال غرب إيران، حيث تنحدر الضحية.
الجدير بالذكر أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعية في إيران أمر صعب، إذ تخضع تلك الوسائل لقيود شديدة منذ سنوات، والمعتاد لدى الحكومة في طهران هو قطع الإنترنت في أوقات الاحتجاجات في محاولة لعدم تمدد التظاهرات، وكذلك التستر على الإجراءات القمعية التي ينفّذونها.
ووصل إنترنت "SpaceX" الفضائي التابع للملياردير الأمريكي إلى القارة القطبية الجنوبية، حيث تختبر مؤسسة العلوم الوطنية "NSF" إحدى محطات الإنترنت الخاصة بشركة "Starlink"، وفي تلك القارة الجنوبية المتجمدة يعيش ما يقرب من ألف شخص في محطة "ماكموردو"، إذ يعملون هناك خلال فصل الصيف، ويستخدمون الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، لكن في ظروف الطقس القاسية يصبح ضعيفًا ولا يمكن الاعتماد عليه، ويرى خبراء أن مع "Starlink"التابعة لـ"ماسك" ستكون خدمة الإنترنت أفضل مما كانت عليه في السابق.
وقال ماسك مؤخرًا إن "SpaceX" تطلق أقمارًا صناعية من "Starlink" كل 5 أيام تقريبًا، وتخطط لإطلاق 100 مهمة مدارية في عام 2023، وقد نشرت "SpaceX" في وقت سابق 51 قمرًا اصطناعيًّا في الفضاء بشكل ناجح.