توضيح زلات بايدن.. هكذا يقتصر دور المتحدثة باسم البيت الأبيض

كاتب أمريكي يطالب بإلغاء غرفة الإحاطة الإعلامية بالبيت الأبيض

توضيح زلات بايدن.. هكذا يقتصر دور المتحدثة باسم البيت الأبيض
كارين جان بيير

ترجمات - السياق

"فضيحة".. هكذا وصف الروائي الأمريكي روجر إل سيمون، الدور الذي تقوم به "غرفة الإحاطة الإعلامية في البيت الأبيض"، معتبرًا أن دور كارين جان بيير المتحدثة باسم البيت الأبيض بات يقتصر على توضيح "زلات" الرئيس الأمريكي جو بايدن فقط.

وقال في تحليل نشرته صحيفة إيبوك تايمز اليمينية الأمريكية: "لقد عادت غرفة الإحاطة الصحفية لجيمس برادي، أو غرفة الإحاطة بالبيت الأبيض، كما يطلق عليها أحيانًا، إلى الأخبار بأحدث (فضيحة)"، في إشارة إلى إغلاق هذه الغرفة لفترة ليست بالقصيرة منذ بدء تفشي وباء كورونا قبل نحو عامين.

وتعد غرفة جيمس برادي، وهو الاسم الذي أطلق على قاعة الإحاطة الصحفية، من أهم أجنحة البيت الأبيض، وتحدد علاقة الرئيس الأمريكي مع وسائل الإعلام.

 

جاكي والورسكي

أولى هذه الفضائح -حسب إل سيمون- كان حديث بايدن عن النائبة بالكونغرس الأميركي جاكي والورسكي، التي لقيت حتفها في حادث سير في أغسطس الماضي، إذ سأل خلال مؤتمر صحفي عُقد في 28 سبتمبر الماضي، عما إذا كانت والورسكي، حاضرة أم لا، رغم أنه سبق بالفعل أن أرسل تعازيه لأسرتها وقت وفاتها.

وأمام ذلك، ومع الضجيج الذي أحدثه المراسلون، للضغط على جان بيير لتوضيح ملاحظات بايدن في المؤتمر الصحفي في ذلك اليوم، إلا أنها فشلت في تهدئة العديد من الصحفيين، ولم تعط التبرير المقنع حول زلة بايدن.

ففي مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض حول الجوع والتغذية والصحة، في 28 سبتمبر الماضي، حاول بايدن المناداة على النائبة الجمهورية جاكي والورسكي، رغم أنها توفيت في حادث سيارة أوائل أغسطس الماضي.

ونادى الرئيس الأمريكي صراحةً على النائبة المتوفاة، قائلا: "جاكي.. هل أنت هنا؟.. أين جاكي؟"، ثم أضاف: "أعتقد أنها لن تكون هنا للمساعدة في جعل هذا حقيقة".

لاحقًا، سعت جان بيير المتحدثة باسم البيت الأبيض لتبرير هذه اللحظة الغريبة التي بدا عليها الرئيس الأمريكي، وحاولت إظهارها بأن النائبة الراحلة والورسكي "في قمة اهتمامات بايدن".

وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير: "سيتم التوقيع على مشروع قانون تكريمًا لها.. لذلك، بالطبع، كانت في ذهنه.. كانت في قمة اهتمامات الرئيس".

واعتادت جان بيير، الهروب من الإجابة على بعض الأسئلة الحرجة، أو الرد بشكل غير موثق، ومن ذلك ردها على سؤال حول حالة الاقتصاد الأمريكي، فقالت: "نحن الآن أقوى اقتصاديًا مما كنا عليه في أي وقت مضى"، وهو ما أثار استياء الكثير من الأمريكيين.

ولتبرير زلات بايدن، قالت جان بيير: "حينما يكون شخص ما في قمة تركيزه وتفكيره في قضية ما، ثم يسأله أحدهم فجأة، فإنه يخرج عن تركيزه هذا، ومن ثمّ قد يحدث بعض اللغط"، مضيفة: "بالتأكيد الكثير منا مروا بهذه اللحظات في حياتهم".

 

لحظة مدهشة

ووصف الروائي الأمريكي روجر إل سيمون، زلة بايدن بمناداته على والورسكي -رغم وفاتها وتعزيته فيها- بأنها "لحظة مدهشة" لفريق صحفي في البيت الأبيض كان يفتخر بنفسه على النقيض من سابقيه، الذين شاركوا في كثير من الأحيان في معارك ضارية مع المراسلين الحريصين على الحصول على توضيحات بشأن تصريحات الرئيس السابق دونالد ترامب المثيرة للجدل.

وأشار الكاتب، إلى أنه بدلاً من "المعارك الضارية"، فإن ما شهدناه مؤخرًا يثير الذعر، ويفتح الباب نحو سؤال أكثر أهمية، وهو "ما الذي يفعله هؤلاء الصحفيون بالضبط في تلك الغرفة كل يوم؟.. وهل هذه ديمقراطية فاعلة أم ديمقراطية زائفة؟".

وبيّن أن هذه الغرفة دأبت على تسريب الأخبار المهمة إلى صحف بعينها مثل واشنطن بوست أو نيويورك تايمز، بدلًا من طرح الحقائق على جميع وسائل الإعلام بشكل عادل، متسائلا: "ما هو إذن الغرض من غرفة الإحاطة الإعلامية في البيت الأبيض؟".

ويجيب الكاتب، بأن الأمر يتعلق بالشركات الإعلانية، مشيرًا إلى أنه كلما كان المراسل تابعًا لشركة تدير الجوانب الإعلانية في البيت الأبيض، حصل على إجابة واضحة، وإن كان غير ذلك، فإنه يعامل وكأنه يعيش في سيبيريا (مجازًا)، ومن ثمّ لن يحصل على أي إجابة شفافة حول قضية من القضايا.

وأضاف: "يتعلق الأمر بالعلامة التجارية"، مشيرًا إلى أنه يتم ضبط هذا الأمر من قِبل مجموعة تسمى جمعية مراسلي البيت الأبيض.

 

كارتل

ووصف روجر إل سيمون، القائمون على غرفة الصحفيين بالبيت الأبيض بـ"الكارتل"، الذين يتحركون وفق مجموعة بعينها لصالح صحف بعينها، مشيرًا إلى أنه حينما طلب بمقعد له داخل الغرفة كان الرد (لسنا مستعدين لذلك بعد)، في إشارة إلى أنه عليه أولًا الالتحاق بهذا (اللوبي) أو الكارتل، كي يحصل على مقعد صحفي داخل البيت الأبيض.

واعتبر أن ذات الأسماء القديمة هي التي مازالت تسيطر على هذا (الكارتل) داخل غرفة الصحفيين بالبيت الأبيض، وهم (ستيفن بورتنوي مراسل لشبكة سي بي إس الإخبارية، وتمارا دونيل كيث مراسلة الإذاعة الوطنية العامة، وفرانشيسكا تشامبرز)، بالإضافة إلى (دوغ ميلز، مراسل نيويورك تايمز ؛ وغاستن سينك، مراسل بلومبرغ نيوز ؛ وكيلي أودونيل، مراسل إن بي سي نيوز ؛ وكارين ترافيرز، مراسل أيه بي سي نيوز ؛ وتود ج. جيلمان، مراسل دالاس مورنينغ نيوز).

وقال: "ربما يمثل ذلك جزءًا فحسب، ولكن الجزء الأكبر هو سلطة الإعلام وكيف تتم إدارة اللعبة، حيث تعتمد الأخبار على تسلسل هرمي وتحتفظ ذات الشركات بنفس مقاعدها على المائدة سواء تستحق أم لا".

وأشار الكاتب إلى أن هذه الشركات الإعلامية مازالت تحتفظ بأماكنها على طاولة غرفة الصحفيين بالبيت الأبيض، لافتًا إلى أنهم في أغلب الأحيان، لا يستحقون "حيث لا يوجد اختبار يكشف مدى ولائهم للحقيقة".

وشكك في أنهم أحيانًا ما ينقلون بعض الأخبار بعيدًا عن الحقيقة، مستشهدًا بأن ذلك حدث أثناء تغطية قضية وقوف روسيا وراء فوز ترامب بالرئاسة، وأيضًا أثناء تغطية تصريحات الدكتور أنتوني ستيفن فاوتشي -اختصاصي أمريكي في علم المناعة، ومدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية- أثناء وباء كورونا.

واستطرد: "عن قصد أو عن غير قصد، كثيرًا ما تقول هذه المؤسسات عكس الحقيقة لإرضاء السلطات"، مضيفًا: "هذا هو خبزهم وزبدهم (مصدر رزقهم)، والسبب الرئيس وراء احتفاظهم بأماكنهم في الصفوف الأمامية من غرفة الاجتماعات الصحفية بالبيت الأبيض".