إثيوبيا... سياق الحرب وجذور الصراع
السياق تضعكم في سياق تطورات الأزمة في إثيوبيا بين الحكومة المركزية والمتمردين في تيغراي
هذه الحربُ الدائرةُ تعودُ جُذُورُها لعامِ ألفٍ وتِسعمائةٍ وأربعةٍ وسبعينَ، حِينما سقَط هيلي سيلاسي؛ آخِرُ أباطِرةِ إثيوبيا، لِيُسيطِرَ على الحكمِ بَعْدَه طُغْمَةٌ عسكريةُ شيوعيةٌ حَكَمَتِ البلادَ بالحديدِ والنارِ.
فإثيوبيا لِمئاتِ السِّنينَ- وحتى سبعينيَّاتِ القرنِ الماضي فقطْ- كانتْ إِمبراطوريةً بُنِيَتْ على دُولٍ تمَّ غَزْوُها، وضمَّتْ شُعوبًا بعرقيَّاتٍ مختلفةٍ إحْدَاها كانت إِريتريا... الفصلُ الرَّئيسُ في هذا الصِّراعِ.
الحكمُ العسكريُّ بقِيادةِ الكولونيل منجستو الذي أطاحَ بالإمبراطورِ هيلي سيلاسي كانَ وحشيًّا، فعملياتُ القتلِ والتعذيبِ كانَتْ سائدةً، وتَهْمِيشُ الأقلياتِ والعِرْقياتِ أحْدَثَ حراكًا ثوريًّا أشعَل إثيوبيا رأسًا على عَقِبٍ.
ففي تلكَ الآونةِ وأثناءَ حُكْمِ منغستو كانتْ جبهةُ تجراي في طَوْرِ التشكيلِ، ورُغْمَ أنَّها بَدَأَتْ كمجموعةٍ صغيرةٍ لا يَتعدَّى قِوامُهَا العَشَرَةَ أفرادٍ إلَّا أنَّها بِفَضْلِ تَنْظِيمِها الشديدِ وانضباطِ
أفرادِها استَطاعَتْ تَوْحيدَ الحركاتِ المسلحةِ تحتَ رايَتِها، وتَصدَّرتِ الكِفاحَ المُسلَّحَ ضدَّ منجستو حتى أسْقَطَتْهُ عامَ ألفٍ وتسعمائةٍ وواحدٍ وتسعينَ، وسَيْطَرَتْ على العاصمةِ أديس أبابا.