سيف الإسلام القذافي.. لماذا استُعبد من قائمة المرشحين لرئاسة ليبيا؟

ينص البند السابع في المادة 10 على ضرورة ألا يكون المترشح قد صدرت بحقه أحكام قضائية نهائية في جناية أو جريمة، بينما ينص البند الخامس في المادة 17، على ضرورة حصول المترشح على شهادة تفيد بخلوه من أية سوابق جنائية، وذلك ما لم يستوفه سيف الإسلام عند تقديم أوراقه.

سيف الإسلام القذافي.. لماذا استُعبد من قائمة المرشحين لرئاسة ليبيا؟
سيف الإسلام القذافي

السياق

مسلسل المفاجآت الذي لازم سيف الإسلام القذافي لم يتوقف، إذ كان آخر فصوله، استبعاده من قائمة المرشحين للانتخابات الرئاسية الليبية، وأولى حلقاته، قرار إعدامه رميًا بالرصاص عن حكم ليبي عام 2015 -بعد القبض عليه من قبل إحدى الميلشيات المسلحة إبان أحداث الثورة الليبية التي عصفت بحكم والده- ثم إسقاط الحكم، والإفراج عنه، فاختفاؤه قبل سنوات عن الأنظار، وبه ترك الليبيون وجموع المراقبين والمهتمين بالشأن الليبي في حيرة من أمرهم.

وراجت أقاويل كثيرة عن قتله، وأخرى عن اختطافه أو هروبه، وشائعات عدة ونفيها، بدا لكثيرين أنه كان سببًا في اختلاقها، تمهيدًا لعودته التدريجية إلى الساحة السياسية.

عودة بدأت ملامحها بظهوره المفاجئ، في حوار صحفي قبل أشهر مع صحيفة نيويورك تايمز، ألمح خلاله إلى اعتزامه الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 24 ديسمبر المقبل.

 وبالفعل توجه إلى المفوضية العليا للانتخابات، وقدَّم أوراق ترشحه -رغم أنه مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لاتهامه بارتكاب جرائم حرب- ما أربك العديد من المراقبين وقراءاتهم، واستنفر كثيرين من المعارضين له والمنافسين، وكذلك أعاد الأمل لكثيرين رأوا في عودته جلبًا للاستقرار الذي حُرمت منه ليبيا منذ قرابة عقد من الزمن.

مخالفة شروط الترشح

أمل بدده قرار الهيئة الوطنية للانتخابات الليبية باستبعاده، لمخالفته شروط الترشح، إذ أصدر مجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات القرار(79) بشأن استبعاد 25 مترشحاً لا تنطبق عليهم شروط الترشح للانتخابات الرئاسية"

وأضافت المفوضية في معرض قرارها: "بحسب ما جاء في ردود النائب العام ورئيس جهاز المباحث الجنائية ورئيس مصلحة الجوازات والجنسية".

وذكرت في جدول المستبعدين من قوائم المرشحين: سيف الإسلام معمر محمد القذافي، سبب الاستبعاد عدم انطباق المادة (10) البند (7) والمادة (17) البند (5) إضافة إلى باقي القائمة التي شملت 25 مرشحًا مستبعدًا.

لماذا استُبعد؟

ينص البند السابع في المادة 10 على ضرورة ألا يكون المترشح قد صدرت بحقه أحكام قضائية نهائية في جناية أو جريمة"، بينما ينص البند الخامس في المادة 17، على ضرورة حصول المترشح على شهادة تفيد بخلوه من أية سوابق جنائية" وذلك ما لم يستوفه سيف الإسلام عند تقديم أوراقه.

وجاء أيضًا في قائمة المستبعدين، رئيس الوزراء الأسبق علي زيدان، وزير الخارجية الأسبق عبدالهادي الحويج، ورئيس المؤتمر الوطني السابق نوري أبو سهمين، وغيرهما.

واعتمدت المفوضية 73 مرشحًا تم إدراجهم بالقوائم الأولية، منهم رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، وقائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، ورئيس "حكومة الوحدة الوطنية" عبدالحميد الدبيبة.

ما بعد الاستبعاد

وعن إمكانية تقديم الطعون، أكدت المفوضية أن المستبعدين لهم الحق بتقديم طعون أمام الفروع ومكاتب الإدارة الانتخابية، الواقعة في نطاق اختصاص محاكم الاستئناف في مدنهم".

وقالت في موقعها الإلكتروني الرسمي:" ننوه إلى ذوي المصلحة بأن فترة الطعون كما بينت المادة (48) من القانون رقم (1) بشأن انتخاب الرئيس وتحديد صلاحياته، تشير إلى أن الطعن في إجراءات وقرارات المفوضية، يكون خلال المدة القانونية المحددة".

والمدة المحددة وفق القانون، 48 ساعة من تاريخ إصدار القرار أو تنفيذ الإجراء.

ومن المفترض أن تُنشر القائمة النهائية للمترشحين بعد 12 يومًا، بعد انتهاء التدقيق والطعون والنظر فيها.

قرار مخالف للقانون

وفور قرار المفوضية باستبعاد سيف الإسلام، خرج محاميه ليؤكد أن استبعاد موكله مخالف للقانون، وأن المخالفة المتعلقة بالمادة 10 لا تنطبق على سيف الإسلام.

وحسب وسائل إعلام ليبية، فإن سيف الإسلام قدّم تظلمًا للمفوضية العليا للانتخابات، اعتراضًا على استبعاده، عبر محاميه خالد الزايدي.

وقال الزايدي إن القرار "سياسي"، كما ألمح إلى عدم وجود نزاهة لدى مفوضية الانتخابات، مشيرًا إلى أن هناك مرشحين لا تنطبق عليهم الشروط، لم يتم استبعادهم.

 صديق الغرب
سيف الإسلام، 49 عامًا، درس الهندسة ونال الدكتوراة من كلية لندن للاقتصاد، وكان ينظر إليه على أنه وريث حكم ليبيا والوجه المقبول لدى الحكومات الغربية "فقبل 2011 حاول من خلال مؤسسته القذافي الخيرية، الدفع نحو الإصلاح السياسي ومنح المزيد من حرية الإعلام".

كما لعب دورًا مركزيًا في التفاوض على رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية عن ليبيا عام 2004  مقابل إنهاء طرابلس لبرامج الأسلحة النووية والكيميائية الذي شرع فيه القذافي، إضافة إلى ذلك دعا عام 2006 إلى استحداث دستور ثابت لليبيا.

صديق روسيا

تقارير كثيرة أشارت إلى علاقة وثيقة تجمع سيف الإسلام القذافي بروسيا، اللاعب المهم على الساحة السياسية والعسكرية الليبية، وتُرجم ذلك في عدد من التصريحات، منها ما نُسب إلى سيف الإسلام بقوله:" إن حكومة روسيا تتفهم حقيقة الوضع في ليبيا، وتدعم الحل السياسي بمشاركة الأطراف الليبية، وأن موسكو تدعم جهود السلام، التي ترمي إلى إحلال الأمن والاستقرار في ليبيا".

أما الكرملين فقد أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن بلاده على تواصل مع ممثلي سيف الإسلام القذافي.