بعد شهرين من العزلة... الحياة تعود إلى شنغهاي
كانت عاصمة الصين الاقتصادية، أُغلقت على مراحل، من أواخر مارس لمكافحة موجة الوباء الأكبر، التي ضربت البلاد منذ عام 2020.

السياق
عادت الحياة إلى شنغهاي –الأربعاء- مع رفع القيود التي فُرضت لمدة شهرين لمكافحة كورونا، وأغضبت السكان البالغ عددهم 25 مليون نسمة، وخنقت الاقتصاد.
وقالت بلدية المدينة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "ننتظر هذه اللحظة منذ فترة طويلة".
كانت عاصمة الصين الاقتصادية، أُغلقت على مراحل، من أواخر مارس لمكافحة موجة الوباء الأكبر، التي ضربت البلاد منذ عام 2020.
وسمحت السلطات للسكان في المناطق "منخفضة الخطورة" بالتنقل بحرية في المدينة، من الأربعاء.
ورأى مراسل وكالة فرانس برس عمالاً يفككون الحواجز التي أحاطت بالمباني، وخرج بعض الأشخاص للتنزه بحرية واضعين الكمامات.
وعادت الحياة إلى منطقة بوند الشهيرة، على ضفاف نهر هوانغبو الذي يجتاز المدينة، حيث بدا السكان متحمسين لالتقاط الصور.
وتدفق الكثير من السكان إلى محطات المترو والحافلات، وإلى المكاتب وأماكن العمل.
وجلس آخرون في حدائق المدينة، حيث شكل بعضهم مجموعات صغيرة.
وانشغل الموظفون في مراكز التسوق والأسواق، بعرض المنتجات وانتظار الزبائن.
الحذر مستمر
وقالت المسؤولة في بلدية شنغهاي، زونغ مينغ –الثلاثاء- إن نحو 22 مليوناً من سكان المدينة البالغ عددهم 25 مليونًا، شملهم تخفيف القيود الجديد.
ومع ذلك، سُمح لمراكز التسوق والمتاجر والصيدليات وصالونات التجميل بالعمل بنسبة 75% من قدرتها فقط.
ويُعاد فتح الحدائق والمواقع السياحية تدريجاً.
وستبقى قاعات الرياضة ودور السينما مغلقة، وسيُعاد فتح المدارس بحسب وضع كل منها.
ويُسمح بالتنقل بسيارة أجرة أو خاصة في المناطق التي فيها عدد الإصابات منخفض، ما يتيح للسكان زيارة أصدقائهم وأقاربهم، الذين يقطنون في أحياء أخرى من المدينة.
لكن السلطات حذرت من أن العودة إلى الحياة الطبيعية غير ممكنة حالياً.
وشددت على "أهمية عدم خفض مستوى الحذر، لتثبيت ما حققناه في مجال الوقاية من الوباء ومكافحته".
لا تزال الصين -خلافًا لأغلبية الدول- تطبق استراتيجية صفر كورونا، الهادفة للحد من الوفيات، عبر تدابير إغلاق فور ظهور بعض الحالات.
هذه الاستراتيجية وجهت ضربة قاسية للشركات، وأقرت بلدية شنغهاي بأن "تسريع الانتعاش الاقتصادي والاجتماعي أصبح أكثر إلحاحًا".
15 إصابة
وفي حين سُمح لمصانع وشركات عدة باستئناف العمل، سيبقى بعضها مغلقًا.
وقال شين ريبين لوكالة فرانس برس، وهو صاحب مقهى: "بالطبع لدي بعض المخاوف، لكن كل ذلك يتجاوزنا، لا يمكن التخطيط لأي شيء مع انتشار الوباء".
وأضاف: "من يدري ما إذا كان سيعاود الانتشار في يوليو أو أغسطس، أعتقد أن الأمر سيستغرق شهرين أو ثلاثة لاستعادة مستوى نشاطنا".
وأبلغت وزارة الصحة -الأربعاء- عن 15 إصابة جديدة فقط، خلال الـ 24 ساعة الماضية في شنغهاي، مقارنة بأكثر من 25000 نهاية أبريل.
وخفف الكثير من الإجراءات في الأسابيع الأخيرة، بعد انخفاض كبير في عدد الإصابات، لكنه لم يكن يسمح للسكان بالخروج، سوى ساعات قليلة فقط يومياً، بشرط أن يكونوا في حي لم تسجّل فيه إصابات.
وأثار الإغلاق الصارم غضب السكان، في وقت نفدت الخضار والفاكهة الطازجة من أسواق المدينة، وتوفي عدد من السكان جراء عدم تمكنهم من الحصول على رعاية صحية طارئة، نظرًا لمعاناتهم من أمراض غير كورونا.
ويعد إغلاق شنغهاي ثاني أطول إغلاق لمدينة في الصين، منذ بدء انتشار الوباء، ففي عام 2020، استمر إغلاق مدينة ووهان (وسط)، بؤرة انتشار وباء كورونا الأولى في العالم، 76 يومًا.