روسيا تقصف المدن الأوكرانية.. وزيلينكسي يتهمها بارتكاب جرائم حرب

تعرضت مدينة خاركيف، القريبة من الحدود الروسية، لقصف روسي مكثف، مع استهداف مناطق سكنية، ما أدى إلى العديد من الضحايا المدنيين

روسيا تقصف المدن الأوكرانية.. وزيلينكسي يتهمها بارتكاب جرائم حرب

السياق

بعد خمسة أيام من التقدم البطيء بشكل غير متوقع، غيرت روسيا نهجها، حيث دفعت المزيد من القوات والمدرعات إلى أوكرانيا، وصعدت استخدامها للمدفعية والأسلحة تجاه المدن الأوكرانية بما في ذلك خاركيف وتشرنيهيف وخيرسون، بحسب "فايننشال تايمز".

ليس هذا فحسب، بل قصفت القوات الروسية المدن الأوكرانية وحرَّكت عشرات الآلاف من قواتها لتطويق كييف، حيث استخدم فلاديمير بوتين تكتيكات عسكرية أكثر قسوة، في اليوم السادس من بدء غزو أوكرانيا.

وقالت "فايننشال تايمز" إن الهجوم الصاروخي على خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، استهدف مبنى حكوميًا، وأظهرت مقاطع فيديو -في أعقاب الحادث- ساحة الاستقلال مغطاة بالركام وتطاير النوافذ من المباني المجاورة.

كذلك تعرضت مدينة خاركيف، القريبة من الحدود الروسية، لقصف روسي مكثف، مع استهداف مناطق سكنية، ما أدى إلى العديد من الضحايا المدنيين.

 

دولة إرهابية

بدوره، وصف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الهجوم الصاروخي على ساحة خاركيف المركزية، بأنه "رعب صريح وغير مقنع"، وقال: "بعد ذلك، أصبحت روسيا دولة إرهابية".

واتهم روسيا بارتكاب جرائم حرب، بعد أن ضرب صاروخ وسط خاركيف، في واحد من أكثر الهجمات تدميراً على منطقة حضرية مكتظة بالسكان، منذ أن شنت موسكو هجومها العسكري.

وأضاف زيلينسكي أن الضربات استهدفت أيضًا محطة كهرباء رئيسة في العاصمة، واتهم زيلينسكي روسيا بخرق قوانين الحرب بهجمات عشوائية، مضيفًا أن أوكرانيا عانت 56 هجومًا صاروخيًا منذ بدء الغزو، وأن روسيا أطلقت 113 صاروخًا من نوع كروز.

بالتزامن رُفع حظر تجول نهاري على مستوى المدينة يوم الاثنين، ما أدى إلى طوابير طويلة خارج متاجر البقالة التي أعيد فتحها، حيث حذرت الوكالات الدولية من أزمة إنسانية تلوح في الأفق.

 

هجمات صاروخية

 بالمقابل أظهرت صور الأقمار الصناعية أيضًا، قافلة من المدرعات الروسية ومركبات الدعم، التي يصل طولها إلى 40 ميلاً (64 كم) وهي تقترب من شمالي كييف، للوصول إلى العاصمة الأوكرانية التي يبلغ عدد سكانها 3 ملايين.

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية، إن الوضع في كييف لا يزال متوترًا، اذ يستخدم المحتل الروسي تكتيكًا لتدمير البنية التحتية المدنية.

 وأصبح الهجوم الروسي على أوكرانيا، الذي ركز في البداية على ضرب المواقع العسكرية بهجمات صاروخية، أكثر عشوائية بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن العقوبات الغربية الشديدة، التي أعلنت في الأيام الأخيرة، لن تجعل روسيا تغير مسارها، في ما تسميها عملية عسكرية خاصة.

 وأضاف بيسكوف للصحفيين: الولايات المتحدة من عشاق العقوبات، وقد امتد الالتزام بهذه الممارسة إلى أوروبا. ربما يعتقدون أنهم يستطيعون إقناعنا بتغيير موقفنا عن طريق العقوبات، من الواضح أن ذلك مستحيل، لن نغير موقفنا.

 

نزوح الأوكرانيين

قالت هيئة السكك الحديدية الأوكرانية، إنها أرفقت عربات إضافية بقطار كييف ووارسو، لإجلاء النساء والأطفال من العاصمة، وأضافت أنها اتخذت الترتيبات لتزويد الذين تم إجلاؤهم بالطعام والمأوى، بمجرد وصولهم إلى بولندا.

جاء الهجوم على خاركيف، في أعقاب اليوم الأول من المفاوضات على الحدود البيلاروسية الأوكرانية، بين وفود تمثل موسكو وكييف، خرجت باتفاق الجانبين على مواصلة المحادثات.

ونقلت وكالة أنباء بيلتا الحكومية عن ألكسندر لوكاشينكو الزعيم البيلاروسي قوله، إن المفاوضات استمرت خمس ساعات، مضيفًا أنه يرى سببا لبعض التفاؤل.

وضغط زيلينسكي لدعم دبلوماسي دولي أعمق، وناشد الاتحاد الأوروبي فتح طريق لعضوية أوكرانيا.

 وفي جميع أنحاء البلاد، قدرت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن نحو مليون أوكراني قد فروا بالفعل إلى البلدان المجاورة، بما في ذلك مولدوفا ورومانيا وبولندا.