بعد مسيرة امتدت أعوامًا.. الموت يغيب الشيخ صالح اللحيدان
شهد الشيخ اللحيدان عام 1953، وفاة الملك عبدالعزيز آل سعود، مؤسس المملكة، ليكون شاهدًا على تولي الملك سعود حكم البلاد خلفًا لوالده الراحل، ومن ثم الملوك فيصل وخالد وفهد وعبدالله، والملك الحالي سلمان بن عبدالعزيز.

السياق
إثر معاناة مع المرض، توفي اليوم الأربعاء، الشيخ صالح محمد اللحيدان، عضو هيئة كبار العلماء في السعودية، بعد مسيرة علمية امتدت أعوامًا.
وقالت أسرة الشيخ اللحيدان عبر «تويتر»: «إنا لله وإنا إليه راجعون، أحسن الله عزاءنا وعزاء الأمة الإسلامية، في وفاة شيخنا ووالدنا صالح بن محمد اللحيدان، رحمه الله رحمة واسعة».
كان الشيخ اللحيدان تعرَّض لأزمة صحية قبل أسابيع، دخل إثرها المستشفى، إلا أنه بعد تدهور حالته الصحية، ودخوله العناية المركزة في أحد مستشفيات الرياض، فارق الحياة، لينهي ستة عقود قضاها في العمل المتواصل بالقضاء وهيئة كبار العلماء في المملكة.
وبعد إعلان وفاة الشيخ اللحيدان، تصدَّر هاشتاج باسمه مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية، بينما طالب المغردون الرياض بتكريمه وأسرته وتخليد ذكرى الشيخ الراحل، بعد عقود قضاها في خدمة الدين والوطن.
حزن في مواقع التواصل
قال المدير العام السابق للإيسيسكو عبدالعزيز التويجري، عبر «تويتر»: «توفي اليوم سماحة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان، عضو هيئة كبار العلماء في السعودية، رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جنّاته، أحسن الله عزاء أسرته وعظّم أجرهم. إنّا لله وإنّا إليه راجعون».
وقال حساب يدعى سعد الحويلة: «إنا لله وإنا إليه راجعون، أتاني خبر أحزنني (..) وفاة عالم من علماء بقيّة السلف الصالح، عالم صادع بالحق، لا يخاف في الله لومة لائم، العلامة الإمام صالح اللحيدان إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا على فراقك يا شيخنا لمحزونون، اللهم اغفر له وارحمه».
وقال يزيد الراجحي، رئيس مجلس إدارة شركة محمد الراجحي للاستثمار، وشركة يزيد الراجحي وإخوانه، عبر «تويتر»: «إنا لله وإنا اليه راجعون، انتقل الى جوار ربه الشيخ العلامه #صالح_اللحيدان اللهم اغفر له وارحمه وصبر ذويه، إنك على كل شيء قدير... وخالص عزائي لعائلة الفقيد».
بينما قال حساب يدعى نامي: «فقدنا اليوم نجمًا من نجوم الهدى وحاميًا من حماة الدين، العلّامة الشيخ صالح اللحيدان، رحمه الله ورفعه منزلة الصديقين والشّهداء، أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنّ العلم يُقبض بموت العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوسًا جهّالاً فسألوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا».
من هو الشيخ صالح اللحيدان؟
ولد الشيخ صالح اللحيدان، في مدينة البكيرية بمنطقة القصيم عام 1931، وتخرج في كلية الشريعة بالرياض عام 1959، ليشغل العديد من المناصب في المملكة، وله العديد من المؤلفات.
توفي العلامة الشيخ صالح اللحيدان، بعد مسيرة عطاء طويلة، في مجال الدعوة والشريعة والقضاء، ويعد عالم شريعة وداعية وإمامًا وخطيبًا.
شغل اللحيدان حتى عام 2009 منصب رئيس المجلس الأعلى للقضاء، وعمل سكرتيراً وملازماً قضائياً للشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية السابق في الإفتاء بعد تخرجه.
شهد الشيخ اللحيدان عام 1953، وفاة الملك عبدالعزيز آل سعود، مؤسس المملكة، ليكون شاهدًا على تولي الملك سعود حكم البلاد خلفًا لوالده الراحل، ومن ثم الملوك فيصل وخالد وفهد وعبدالله، والملك الحالي سلمان بن عبدالعزيز.
عُين عام 1963 مساعداً لرئيس المحكمة الكبرى في الرياض، ثم رئيساً للمحكمة عام 1964، وحصل على رسالة الماجستير من المعهد العالي للقضاء عام 1969، واستمر رئيساً للمحكمة الكبرى إلى أن عُين عام 1970 قاضي تمييز وعضواً في الهيئة القضائية العليا.
كما عُين الشيخ اللحيدان رئيساً للهيئة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى عام 1403هـ، ورئيساً للمجلس بالهيئة العامة والدائمة عام 1413هـ. وظل الشيخ الراحل عضواً في هيئة كبار العلماء منذ إنشائها عام 1391 هـ وعضواً في رابطة العالم الإسلامي.
وكان للشيخ اللحيدان موقع إلكتروني، يقدِّم فيه دروسًا محاضرات وفتاوى دينية، بينما كانت له فتوى شهيرة عام 2008، دعا فيها إلى إعدام ملاك قنوات فضائية بعد محاكمتهم، ما لم يستجيبوا لمنعهم من بث محتوى عبر قنواتهم، يفسد عقائد الناس.