تواطؤ متعمد.. تقرير يكشف طرق تهريب المخدرات من إفريقيا إلى أوروبا

بين الأرباح المحققة وانهيار منطقة الساحل والتواطؤ المتعدد، وجدت المخدرات في إفريقيا، طرقًا للازدهار أكثر فأكثر، لتصبح القارة السمراء أول طريق لتهريب الكوكايين إلى أوروبا.

تواطؤ متعمد.. تقرير يكشف طرق تهريب المخدرات من إفريقيا إلى أوروبا

السياق

بين الأرباح المحققة وانهيار منطقة الساحل والتواطؤ المتعدد، وجدت المخدرات في إفريقيا، طرقًا للازدهار أكثر فأكثر، لتصبح القارة السمراء أول طريق لتهريب الكوكايين إلى أوروبا.

فالوضع خارج السيطرة، بحسب أمادو فيليب دي أندريس، المدير الإقليمي لمنطقة غرب ووسط إفريقيا في مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة (UNODC)، الذي قال إنه مع الاستفادة من انهيار منطقة الساحل، لم يكن تداول المخدرات بهذه الديناميكية على الإطلاق في القارة الإفريقية، حتى لو كان من المستحيل تحديد مستوى الاتجار ولا الأرباح المحققة.

وحذر المسؤول الأممي من أن إفريقيا تعزز نفسها كأول طريق لتهريب الكوكايين إلى أوروبا، مشيرًا إلى أن التهريب لم يقتصر على المهربين، بل امتد إلى الساسة ورجال الشرطة والعسكريين.

 

تورط مسؤولين

خلال الأسبوع الأول من يناير المنصرم، عثر على أكثر من 200 كيلوجرام من الكوكايين، في سيارة عمدة فاتشي شمالي النيجر، بحسب المسؤول الأممي الذي تحدث إلى صحيفة لاكروا الفرنسية، مؤكدًا -كذلك- ضبط 42 طنًا من الكوكايين بين عامي 2019 و2021.

وبحسب مصدر داخل الأمم المتحدة تحدث للصحيفة الفرنسية، فإن الأرقام المسجلة يستحيل التحقق منها، لكن يتم التقليل من شأنها إلى حد كبير، مشيرًا إلى أن كشف هذه القضايا يأتي لتبرير التزام المجتمع الدولي بمكافحة المخدرات في إفريقيا.

وهذا ما أكده أيضًا عميل غربي في مهمة بمنطقة الساحل، الذي يعد ضبط الكوكايين الأخير في النيجر وتغطيته الإعلامية من قبل المكتب المركزي لقمع الاتجار غير المشروع بالمخدرات (OCRTIS) أمرًا مضللًا للعين، لإخفاء الديناميكية وواقع المرور، مشيرًا إلى أنه من الواضح أن هذه الخطوة لإرضاء الجهات المانحة، وفي مقدمتها الاتحاد الأوروبي.

وقال مايكول زودي، المنسق الوطني لحركة «Tournons la page» في النيجر: «لم ننخدع(..) محاربة تهريب المخدرات في بلادنا مجرد مزحة»، متسائلًا: ماذا سيحدث لرئيس بلدية فاتشي؟ ماذا يخشى أولئك الذين عمل من أجلهم؟

وأكد المسؤول المحلي، أنه طالما كانت منطقة أغاديز مركزًا لجميع حركة المرور، مشيرًا إلى أنه لا يمكن القيام بذلك، إلا بتواطؤ السلطات المحلية والوطنية، كاشفًا عن تكثيف الاتجار، لا سيما الاتجار بالكوكايين والحشيش.

 

ليبيا أحد السبل

أسباب زيادة الاتجار بالمخدرات، كان انهيار ليبيا عام 2011، ما سهل ملاذ طرق المخدرات باتجاه أوروبا، بحسب أحد المراقبين في الاتحاد الأوروبي، الذي قال إن إيطاليا ليست فقط بوابة المهاجرين الذين يغادرون الساحل الليبي، لكن أيضًا لجميع عمليات التهريب الأخرى، تحت سيطرة المافيا الإيطالية، ولا سيما كالابريا، مشيرًا إلى انتشار المنظمات غير الحكومية الإيطالية في منطقة الساحل، من ليبيا إلى شمال مالي، التي يستخدم بعضها كغطاء لأنشطة غير مشروعة.

وبحسب الصحيفة الفرنسية، يتم إنتاج وتصدير الكوكايين من أمريكا اللاتينية عن طريق البحر والجو، ليدخل القارة عبر غينيا بيساو، التي نجت من انقلاب.

ويشير وكيل الأمم المتحدة إلى أنه «لا يوجد شيء أصعب من السيطرة على 88 جزيرة تشكل أرخبيل بيجاغوس، مقابل بيساو مباشرة»، مؤكدًا أن هذه الحركة تستفيد من شبكة المتواطئين، من الجمارك إلى المسؤولين السياسيين والعسكريين، لتلقى رواجًا عبر مالي فشمال النيجر قبل أن تدخل ليبيا.

 

إنتاج الحشيش بالمغرب

إلا أن تهريب الكوكايين إلى أوروبا لم يكن وحده، بل جاء الحشيش جنبًا إلى جنب معه، بحسب الصحيفة الفرنسية، التي قالت إن الأخير يُنتج جنوبي المغرب، ويُرسل إلى أوروبا عبر موريتانيا، قبل الانضمام إلى الطرق نفسها، التي تسلكها حركة المرور الأخرى.

وأكد وكيل الأمم المتحدة، أن قوافل الشاحنات الملأى بالمخدرات تغادر بانتظام شمالي مالي إلى السوق الأوروبية، مشيرًا إلى أن الجماعات «الجهادية» لا تلمس المخدرات، لأنها تعدها «حرامًا»، إلا أنه بصرف النظر عنهم، فإن الجميع متورطون، من الجماعات المسلحة التي وقعت اتفاق الجزائر للسلام عام 2015، إلى ضباط الجمارك والسياسيين الماليين.