تجنيد المهاجرين الأفارقة.. الحوثي يدفع بالآلاف في حرب عبثية
أوضح وزير الإعلام اليمني، أن المليشيات الحوثية لجأت لاستدراج مليشيا اللاجئين والمهاجرين الأفارقة، وتجنيدهم للقتال في صفوفها، لتعويض خسائرها البشرية غير المسبوقة، في مختلف جبهات القتال، وانتهاء خزانها البشري من المقاتلين

السياق
مشاهد متكررة، تبثها المليشيات الحوثية للمهاجرين الأفارقة، الذين استقطبتهم للقتال في صفوفها، في جريمة حرب وانتهاك للقوانين والمواثيق الدولية.
تلك المشاهد التي أصبحت تتكرر بشكل يومي، رفعت خلالها المليشيات الحوثية راية العصيان، في مواجهة أي حلول سلمية للأزمة اليمنية، وسط صمت دولي على تلك المشاهد أو الجرائم المستمرة للانقلابيين في اليمن.
آخر تلك المشاهد، ما بثته قنوات للمليشيات الحوثية مساء الأحد، لتشييع تلك القوات لإيران للمهاجر الإفريقي قاسم أحمد يوسف، واستدراجها أحد أقاربه للقتال في صفوفها.
وغلبت الأناشيد الحماسية على المشاهد التي بثتها وسائل إعلام الحوثي، والتي غلفتها بتصريح لأحد أقارب المهاجرين الأفارقة المغرر بهم، قائلًا إنه سيقاتل في صفوف المليشيات الحوثية.
هجمات انتحارية
من جانبه، قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، عبر «تويتر»، إن مشهد تشييع مليشيا الحوثي التابعة لإيران للمهاجر الإفريقي قاسم أحمد يوسف، واستدراجها أحد أقاربه للقتال في صفوفها، يؤكد استمرارها في تجنيد المهاجرين واللاجئين الأفارقة، والزج بهم في هجمات انتحارية بمختلف جبهات القتال، في جريمة حرب وانتهاك للقوانين والمواثيق الدولية.
وأوضح الوزير اليمني، أن المليشيات الحوثية لجأت لاستدراج مليشيا اللاجئين والمهاجرين الأفارقة، وتجنيدهم للقتال في صفوفها، لتعويض خسائرها البشرية غير المسبوقة، في مختلف جبهات القتال، وانتهاء «خزانها البشري» من المقاتلين، إضافة إلى عزوف أبناء القبائل عن اللحاق بها، بعد انكشاف حقيقة مشروعها وتبعيتها المطلقة لمليشيا الحرس الثوري الإيراني.
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، وفي مقدمتها منظمة الهجرة الدولية، بإدانة عمليات تجنيد مليشيا الحوثي للمهاجرين واللاجئين الأفارقة، واستخدامهم في أعمال قتالية، وملاحقة ومحاكمة قيادات ومسلحي المليشيا المتورطة في تلك العمليات، باعتبارهم «مجرمي حرب».
رحلة الأفارقة
ورصدت المنظمة الأورومية لحقوق الإنسان (منظمة مستقلة) رحلة المهاجرين الأفارقة، التي تبدأ من قارب مهربي البشر، يعبر بمئات المهاجرين يوميًا باب المندب إلى اليمن، في مغامرة خطرة قد تكلفهم حياتهم، مؤكدة أن الوصول إلى ضفة البحر الشرقية، خطوة أولى لهؤلاء المهاجرين نحو حياة جديدة.
إلا أن الحياة لا تجري وفق ما يحلمون به؛ إذ غالبًا ما تقطعت بهم السبل، ووجدوا أنفسهم حبيسي بلاد لا تختلف كثيرًا عن تلك التي خلفوها وراءهم، ليتم استلامهم من قِبل المليشيات الحوثية، التي تدفع بهم في الحرب الدائرة هناك.
وقال أحد المهاجرين الأفارقة، إنهم يتعرضون لحملات تضليلية من مندوبي المليشيات المسلحة، الذين يدفعون بهم إلى أتون حرب لا قِبل لهم بها.
27 ألف مهاجر
وأكدت المنظمة الأورومية لحقوق الإنسان، أن سواحل اليمن استقبلت العام الماضي 27 ألف مهاجر إفريقي رغم جائحة كورونا، مشيرة إلى أن مدينة عدن المحطة التالية للمهاجرين الأفارقة، بعد وصولهم إلى اليمن.
وقالت المحامية والناشطة الحقوقية ورئيسة المنظمة الأورومية لحقوق الإنسان عرفات جبريل، في تصريحات صحفية، إن آلافًا من المهاجرين الأفارقة يقاتلون في صفوف المليشيا الحوثية، مشيرة إلى أن هناك مئات منهم قُـتلوا.
مخاطر كبيرة
بدوره، قال محمد نعمان رئيس مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان، إن هؤلاء الأفارقة، يُستغلون بشكل سيئ من المليشيات الحوثية، مشيرًا إلى أن هناك مخاطر كبيرة في عدن من انتشار الأفارقة.
لم يقتصر تجنيد المليشيات الحوثية على الذكور، بل إن الناشطة الحقوقية عرفات جبريل، أكدت أن المليشيات الحوثية، تهدد الإثيوبيات الأورومو فى المدارس، بحرمانهم من الاختبارات الوزارية.
استدراج النساء
وأكدت الناشطة الحقوقية، عبر حسابها في «تويتر»، أن المليشيات الحوثية أجبرت الإثيوبيات على الالتحاق بالتدريبات على يد «الزينبيات» وهي ذراع الميليشيا النسائية، مقابل دخولهم الاختبارات.
وتتمثل مهام «الزينبيات» التي تلقت تسليحًا وتدريبًا قتالياً واستخباراتياً، عالي المستوى، في دهم المنازل واعتقال واختطاف النساء والفتيات، وتنفيذ عمليات تجسس وقمع الناشطات.
وبحسب تقارير، فإن الميليشيات الحوثية تبدأ تسجيل الأفارقة في دورات تدريبية، في أماكن سرية وغير مكشوفة، للدفع بهم إلى ساحات القتال، مشيرة إلى أنها تتخذ بعض منازل قيادات ميليشياوية، أماكن يتلقى فيها المجندون تلك الدورات.