مقاتلات تركية في قبرص.. هل اقتربت الحرب مع اليونان؟
قبل أيام وجه الرئيس التركي تهديدًا جديدًا إلى قبرص بسبب مباحثات أجرتها مع واشنطن بشأن التطورات في ليبيا.

السياق
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لديها طائرات مسيرة متمركزة في الجزء الشمالي من جزيرة قبرص، مشيرًا إلى أن "جمهورية شمال قبرص" بحاجة إلى الحماية من أي خطر محتمل". قائلًا في تصريحات صحفية: "طائراتنا المسيرة متمركزة حاليًا في جمهورية شمال قبرص وعلينا ضمان أمنها من جميع الجوانب".
"عادية ومسلحة"
وأشار أردوغان إلى أن تركيا قامت بنشر مسيرات عادية وأخرى مسلحة في أراضي "جمهورية شمال قبرص". المعترف بها من جانب تركيا فقط.
مؤكدًا على أن المقاتلات التركية يمكنها الوصول إلى شمال قبرص في فترة وجيزة فور إقلاعها من البر الرئيس لتركيا.
وجاءت تصريحات أردوغان بعد رفع الولايات المتحدة لحظر الأسلحة عن قبرص الشهر الماضي وهو ما أشار إليه بأنه "لن يبقى دون رد".
هذه النبرة الحادة التي يتحدث بها الرئيس التركي تأتي بعد رفع التوترات مرة أخرى بين بلاده واليونان والتي ما لبثت أن هدأت نبرتها خلال الأشهر الماضية، لتعود حاملة معها تكهنات باحتمالية تحول الحرب الكلامية والتهديدات العسكرية إلى حرب فعلية بين الدولتين الحليفتين في الناتو، واللتين يجمعهما عداء مستمر منذ قرون ونزاعات معاصرة، بما في ذلك حدود بحر إيجة والهجرة.
"تهديدًا لقبرص"
وقبل أيام وجه الرئيس التركي تهديدًا جديدًا إلى قبرص بسبب مباحثات أجرتها مع واشنطن بشأن التطورات في ليبيا. قائلًا: إن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس يطلب المساعدة من الولايات المتحدة ضد تركيا، مضيفًا: افعل ما شئت... سنفعل دائمًا ما يلزم، ونحن جاهزون لذلك". وتابع أردوغان: "عند ذكر اسم تركيا يتبادر إلى الأذهان دولة تتميز باقتصادها وقدراتها الدفاعية، ومواقفها الإنسانية والمبدئية في مواجهة الأزمات... رئيس الوزراء اليوناني يطلب مساعدة من الولايات المتحدة ضد مَن؟... ضد تركيا. افعل ما شئت."
"تصريحات عدوانية"
وشجب رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس تصريحات أردوغان ووصفها بالعدوانية قائلا: إنها جاءت من زعيم يبدو أن "لديه علاقة غريبة ببلدي".
وجاء ذلك عقب توقيع مذكرة تفاهم معنية بالنفط والغاز الطبيعي مع حكومة "الوحدة الوطنية" المنتهية ولايتها، برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
"لا تنسوا إزمير"
ما دفع أثينا للتدخل وإعلان بطلانها متماشية معها الولايات المتحدة في نفس الخط مرجعين ذلك إلى أنها وقعت مع حكومة ليبية غير شريعة.
وقبل أسابيع اتهمت أنقرة أثينا بتسليح 12 جزيرة "منزوعة السلاح" في بحر إيجة بالقرب من الأراضي التركية. وهو أمر تنفيه أثينا.
واتهم أردوغان اليونان باحتلال جزر منزوعة السلاح في بحر إيجه و لم يسبق لأردوغان أن اتهم اليونان باحتلال الجزر.
وقال أردوغان: "احتلالكم للجزر لا يقيدنا وعليكم ألا تنسوا إزمير، في إشارة إلى طرد تركيا القوات اليونانية من المدينة عام 1922.
"أمريكا حاضرة"
وحول مذكرة التفاهم التركية مع حكومة الدبيبة المنتهية ولايتها قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: نحن على علم بالتقارير المتعلقة بتوقيع مذكرة تفاهم بين الحكومة التركية "والحكومة الليبية المؤقتة" مضيفا: لم نتطلع على الوثيقة بعد، لكننا ندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن الأعمال التي قد تؤدي إلى زيادة التوتر في شرق البحر المتوسط."
"مصر على خط الأزمة"
في السياق ذاته كانت مصر حاضرة، إذ اتفقت مع اليونان في معارضتها للاتفاق وأي نشاط في المناطق المتنازع عليها في شرق البحر المتوسط.
"ليس لديهم الحق"
وإلى ذلك قال تشاويش أوغلو حول إذا ما كانت الدول الأخرى قد تعترض على مذكرة التفاهم الجديدة: "إننا لا يهمنا ما يفكرون فيه"، مضيفا أن "الدول الأخرى ليس لها الحق في التدخل".
وهو ما ردت عليه مصر بأن حكومة الوحدة المنتهية ولايتها في طرابلس لا تملك صلاحية إبرام أية اتفاقات دولية أو مذكرات تفاهم.
وعام 2020 وفي وقت تصاعدت فيها ذروة التوتر بين القاهرة وأنقرة وقع اتفاق بين اليونان ومصر يحدد منطقتيهما الاقتصاديتين الخالصتين في شرق البحر المتوسط، وهو ما تعارض مع اتفاق جرى بين حكومة ليبية سابقة وتركيا".