الدولة المنقرضة.. توفالو ضحية الاحتباس الحراري تبحث عن بديل افتراضي
تقع -توفالو- على بعد حوالي 600 كيلومتر شمال فيجي، وهي رابع أصغر دولة في العالم، ويبلغ عدد سكانها حوالي 11000 شخص.

السياق
قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن الدولة التي تقع في المحيط الهادئ في المنتصف بين هاواي وأستراليا ستصبح مجرد أثر و"جزرٍ منقرضةٍ"، بعد أن باتت مهددة بالاختفاء عن العالم، وذلك بحلول العام 2100 على أبعد تقدير.
وتقع "توفالو" على بعد حوالي 600 كيلومتر شمال فيجي، وهي رابع أصغر دولة في العالم، ويبلغ عدد سكانها حوالي 11000 شخص.
وتتألف من ست جزر مرجانية وثلاث جزر تغطي مساحة تبلغ حوالي 27 كيلومترًا مربعًا.
وتأسست كدولة مستقلة عام 1974 بعد انفصالها عن التبعية البريطانية.
وسبب هذا المستقبل المرير والعدمي لتلك الجزر يعود إلى أن التغييرات المناخية التي يشهدها كوكبنا ما ستؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه سطح البحر وغمر العديد من الجزر والمناطق اليابسة على المدى المتوسط والبعيد.
"ميتا فيرس"
وحتى لا تُنْسَى، تداول مواطنوها اقتراحات بأن يكون هناك نسخة افتراضية من تلك الجزر تحمل نفس تفاصيل الأحياء والشوارع والشواطئ وتحمل عادات وتراث وتاريخ سكانها.
إلى ذلك قالت المدعية العامة السابقة لتوفالو إيسيلالوفا أبينيلو، خلال فعاليات مؤتمر إدارة شؤون المحيط الهادئ بالجامعة الوطنية الأسترالية، إن التوفالويين بحاجة إلى "شيء يمكنهم التمسك به".
والحل الأقرب الآن هو إنشاء نسخة إلكترونية في "الميتا فيرس"
وأوضحت أبينيلو أنه عندما يحدث ذلك أخيرًا وتختفي توفالو فإن سكانها لن يكون لديهم سوى العالم الافتراضي.. وبالتالي يجب أن نكون دائمًا قادرين على تذكر توفالو كما هي".
ودعت المجتمع الدولي، ولا سيما أستراليا إلى السماح لسكان توفالو بسهولة الوصول إلى أراضيها حتى يتمكنوا من استكشاف منازل محتملة أخرى قبل أن يجبرهم ارتفاع المد على الهجرة.
"الانقراض كأُمّة وشعب"
وفي وقت سابق من العام الحالي دعا سايمون روبرت كوفي، وزير العدل والاتصالات والشؤون الخارجية في توفالو، دول العالم إلى خفض الانبعاثات، طالبًا منهم تحمل مسؤولية أكبر في إطار جهود مكافحة التغير المناخي لحماية الجزر الصغيرة- مثل توفالو- من مخاطر الاختفاء.
وجاءت تصريحات كوفي في حوار أجرته معه وكالة الأنباء الإماراتية وام، قائلًا: إن بلاده تواجه العبء الأكبر لتغير المناخ وعلى الرغم من أنها أقل مساهم في المشكلة.
مضيفًا: نحن من نواجه الانقراض كأمة وكشعب"..
مؤكدًا على أن التغير المناخي سيطال الجميع وأن الدول الكبرى ستتأثر بهذا التحدي عاجلًا أم آجلًا، مشيرا إلى أن بلاده في مقدمة الدول المهددة بالغرق في حال ارتفاع منسوب مياه البحر .
"مشروع المستقبل"
وأعلن الوزير "التوفولي" في حديثه مع وام أن بلاده تسعى لتطوير مشروع "المستقبل الآن" والذي يشمل سلسلة من الأنشطة التي تشرف عليها الوزارة والتي ستحمي الدولة من مخاطر ارتفاع منسوب المياه.
"حقوق توفالو"
مشيرًا إلى أنهم يمضون قدمًا في إنقاذ الجزر، واستعادة الأراضي، وبناء الجدران البحرية، لكنهم في آن يستعدون لما وصفه بالسيناريو الأسوأ، وهو استحالة العيش في بلاده في غضون 50 إلى 100 عام واضطرار سكانها إلى النزوح لدول أخرى.
وتساءل الوزير في حواره مع "وام" عن "مستقبل الدولة" في حال غمرتها المياه قائلًا: هل يمكننا الاستمرار كدولة بدون أرض؟ هل سيكون لدينا الحق في التصويت؟ هل سيكون لنا الحق في امتلاك أصولنا السيادية مثل اسم المجال DotTV والحق في محيطاتنا؟".
وفي ذلك الصدد أكد على أن بلاده تسعى لإيجاد إطار قانوني لحماية حقها في وجود الدولة بشكلها القانوني بغض النظر عن تداعيات التغير المناخي.