انقطاع كارثي يصيب شبكة ستارلينك عن القوات الأوكرانية
أبلغت القوات الأوكرانية على خط المواجهة عن انقطاع أجهزة اتصالات ستارلينك الخاصة بها والتي تصنعها شركة مملوكة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، مما أعاق جهود تحرير الأراضي من القوات الروسية.

ترجمات -السياق
كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، عن أن القوات الأوكرانية، أبلغت الولايات المتحدة عن حدوث اضطرابات في نظام الاتصالات الفضائية "ستارلينك" المملوك للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الأمر الذي أدى لحدوث حالة ذعر بين أفرادها.
وتوفر خدمة ستارلينك الاتصال بالإنترنت عن طريق مجموعة من الأقمار الاصطناعية التي تملكها شركة "سبيس إكس".
ووفقًا لمسؤولين وجنود أوكرانيين، فقد أبلغت القوات الأوكرانية على خط المواجهة عن انقطاع أجهزة اتصالات "ستارلينك" الخاصة بها والتي تصنعها شركة "سبيس إكس" المملوكة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، مما أعاق جهود تحرير الأراضي من القوات الروسية.
وذكرت الصحيفة، أن الآلاف من المحطات الطرفية لخدمة النطاق العريض للأقمار الصناعية ستارلينك التابعة لشركة سبيس إكس المملوكة لـ إيلون ماسك، كانت قد سُلمت إلى أوكرانيا، لمساعدة القوات على تشغيل طائرات بدون طيار، وتلقي تحديثات استخباراتية حيوية والتواصل مع بعضها البعض في المناطق التي لا توجد فيها شبكات آمنة أخرى.
وحصلت أوكرانيا على هذه الخدمة سواء من خلال تبرع ماسك بها، أو من قِبل حكومة الولايات المتحدة أو بتمويل جماعي من قِبل المانحين لمساعدة القوات الأوكرانية في تشغيل طائرات بدون طيار.
كما توفر هذه الأنظمة التي تربط هوائيًا صغيرًا بمحطة بارتفاع 35 سم الإنترنت للمدنيين الأوكرانيين.
فقدان "كارثي"
ونقلت فاينانشيال تايمز، عن مسؤول كبير في الحكومة الأوكرانية -على علم مباشر بالمسألة- قوله: إن الاضطرابات أعاقت جهود تحرير المنطقة من القوات الروسية، مضيفًا أن بعض الانقطاعات أدت إلى فقدان "كارثي" للاتصالات طوال الأسابيع الأخيرة الماضية.
وأوضح المسؤول -الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته- أنه تم الإبلاغ عن العديد من الانقطاعات في الاتصالات بين الجنود وبعضهم البعض، عندما اخترقت القوات خط المواجهة إلى الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، مشيرًا إلى أن بعض هذه الانقطاعات حدثت أثناء معارك ضارية.
وأشار المسؤول الأوكراني إلى أن اضطرابات انقطاع الاتصالات كانت حادة بشكل خاص في الجنوب حول منطقتي خيرسون وزابوروجيا، لكنها حدثت أيضًا على طول خط المواجهة في شرق خاركيف ودونيتسك ولوهانسك.
وبيّنت الصحيفة، أن جميع المناطق الأربع هي محور هجوم مضاد أوكراني مكثف، حيث أعلن الرئيس فلاديمير بوتين الشهر الماضي ضم هذه المناطق إلى روسيا بعد استفتاءات للسكان.
فيما قال مسؤول آخر في كييف إن أعطال الاتصالات منتشرة على نطاق واسع وأثارت نداءات مذعورة من الجنود إلى خطوط المساعدة.
وقال المسؤولان الأوكرانيان إن المشاكل حدثت عندما حرر الجنود أراضي من روسيا وتجاوزوا خط المواجهة.
دور مهم
وبينّت فاينانشيال تايمز أن اضطرابات الاتصالات تؤكد الدور الضخم لأنظمة اتصالات ماسك في ساحة المعركة، حيث تدفع الهجمات المضادة لأوكرانيا في شرق وجنوب البلاد الروس إلى التراجع.
كما أنها -حسب الصحيفة- تأتي بعد أن أثار رجل الأعمال المقيم في الولايات المتحدة، غضب كييف في نهاية الأسبوع الماضي عندما نشر خطة على موقع تويتر، لوقف إطلاق النار من شأنها أن تؤدي إلى التنازل عن الأراضي الأوكرانية لصالح روسيا.
واطلع الكرملين على خطة سلام محتملة طرحها الملياردير إيلون ماسك على "تويتر" تتنازل أوكرانيا بموجبها عن شبه جزيرة القرم وتسمح بإجراء استفتاءات جديدة على الأراضي التي تحتلها روسيا وتوافق على أن تكون بلدًا محايدًا.
وتعليقًا على هذه الخطة التي نددت بها كييف باعتبارها مكافأة مجزية للحرب الروسية، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: "من الإيجابي تمامًا أن يبحث شخص مثل إيلون ماسك عن مخرج سلمي من هذا الوضع".
كانت صحيفة إيكونوميست البريطانية، قد ذكرت أن المسؤولين الأوكرانيين يتعاملون مع مقترح ماسك بمنتهى الجدية، إذ يعتقد هؤلاء أن مقترحه جاء نتيجة تواصله مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأفادت الصحيفة أن الجانب الأوكراني قلق من أن يكون بوتين قد تمكن من إقناع ماسك بحجب خدمة ستارلينك عن الجيش الأوكراني.
وكشف مسؤول للصحيفة أيضًا أن ماسك رفض تأمين تغطية للأجهزة العسكرية الأوكرانية فوق القرم، فيما أشار آخر أن أوكرانيا تواجه مشاكل تقنية مع خدمة ستارلينك منذ 30 سبتمبر.
تدخل روسي
وحول إمكانية وجود دور روسي في مسألة انقطاع نظام الاتصالات الأوكراني، نقلت فايننشال تايمز عن رومان سينيسين، المنسق في مؤسسة سيرهي بريتولا الخيرية، وهي مؤسسة تتبرع بأنظمة ستارلينك للقوات المسلحة الأوكرانية، قوله: إن المشكلة ربما تحدث لأن شركة "سبيس إكس" كانت تحاول منع إساءة استخدامها من قِبل القوات الروسية.
وأوضح، أن انقطاع التيار الكهربائي كان يحدث في مناطق عديدة استعادتها القوات الأوكرانية مؤخرًا، لدرجة أن تحريرها "لم يُعلن بعد".
وقال سينيسين: "من الواضح تمامًا بالنسبة لي أن ممثلي ستارلينك هم من يفعلون ذلك لمنع استخدام قوات الاحتلال الروسية لتقنيتهم، مشددًا على أن الجيش الأوكراني و"سبيس إكس" بحاجة إلى التنسيق بشكل أوثق، حتى لا تتكرر مثل هذه الأمور.
من جانبه، نفى الملياردير إيلون ماسك صاحب شركة "سبيس إكس" ضلوع شركته في تعطل كارثي لاتصالات جنود أوكرانيين على الجبهة، وقال على تويتر ردًا على تقرير فايننشال تايمز: "بالنسبة لما يحدث في ساحة المعركة، فهذا أمر سري".
وقال إنه تم شراء "نسبة صغيرة فقط" من محطات "ستارلينك" والخدمات المقدمة إلى أوكرانيا، مضيفًا: "كلفت هذه العملية 80 مليون دولار وستتجاوز 100 مليون دولار بحلول نهاية العام".
وفيما امتنع أوليكسي ريزنيكوف وزير الدفاع الأوكراني عن التعليق، رفض المتحدث باسم الجنرال فاليري زالوغني، القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، التعليق.
وأكد ثلاثة جنود يعملون على خط المواجهة أن أنظمة ستارلينك الخاصة بهم توقفت عن العمل أثناء المعارك.
وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن محطات عديدة لم تعمل في الأيام الأخيرة في المناطق المحررة حديثًا بالقرب من خاركيف، حيث توغل الأوكرانيون شرقًا نحو منطقة لوهانسك، وفقًا لأحد الجنود، وهو جزء من وحدة القوات الخاصة التي تقاتل في المنطقة.
لكن مصدرين عسكريين أوكرانيين آخرين قالا في وقت سابق من هذا الأسبوع إن أنظمة ستارلينك الخاصة بهما كانت تعمل في الأراضي المحررة حديثًا شرق إيزيوم وفي منطقة خيرسون الجنوبية.
وقال مسؤولان غربيان إنهما كانا على علم بانقطاع التيار، لكنهما رفضا الإدلاء بمزيد من التعليقات، بما في ذلك بشأن موقعهما.
كان ماسك أعطى دفعة إلى كييف في الأيام الأولى من الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا من خلال السماح لأقمار ستارلينك الصناعية بالبث في البلاد، مما ساعد الجيش على التحايل على انقطاع الإنترنت في موسكو.