بعد انتخاب رئيس جديد.. ديزني تستعد لمعركة صراع عروش جديدة

من المقرر أن يخلف باركر، سوزان أرنولد، التي تم التشكيك في قيادتها العام الماضي، بسبب الخسائر الكبيرة التي تسبب فيها الرئيس التنفيذي السابق بوب تشابك، قبل إقالته من منصبه.

بعد انتخاب رئيس جديد.. ديزني تستعد لمعركة صراع عروش جديدة

ترجمات - السياق

"والت ديزني" -أكبر شركات وسائل الإعلام والترفيه في العالم- أعلنت انتخاب رئيس جديد لمجلس إدارتها، في الوقت الذي تستعد فيه لمعركة بالوكالة، مع الملياردير الأمريكي نيلسون بيلتز رئيس مجلس إدارة "مجموعة تريان" ومقرها نيويورك، وفق تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

وأشارت الصحيفة، إلى أن دفع "بيلتز" -المستثمر الناشط للحصول على مقعد في مجلس إدارة ديزني، سيؤدى إلى مواجهة مع "بوب إيغر" بعد أشهر من عودته رئيسًا تنفيذيًا لشركة والت ديزني.

وقالت الشركة إنها انتخبت المدير المستقل مارك جي باركر رئيسًا لمجلس الإدارة، بعد الاجتماع السنوي للمساهمين، مشيرة إلى أن "مجموعة تريان" -وهي أحد المستثمرين بالشركة- رشحت نيلسون بيلتز لمقعد في مجلس الإدارة على عكس قائمة الشركة، وطالبت بتغيير لوائحها الداخلية.

وأوضحت "ديزني" في بيان، أن مجلس الإدارة لا يؤيد مرشح "مجموعة تريان"، ويوصي المساهمين بعدم دعمه، مع ضرورة التصويت لصالح مرشحي الشركة الآخرين.

 

اللوائح الداخلية

ورشح مجلس الإدارة لإعادة انتخابه في الاجتماع السنوي للشركة للمديرين الحاليين: "ماري تي بارا، وسافرا إيه كاتز، وإيمي إل تشانغ، وفرانسيس إيه دي سوزا، وكارولين إيفرسون، ومايكل بي جي فرومان، وروبرت إيه إيغر، وماريا إيلينا لاغوماسينو، وكالفين آر ماكدونالد، ومارك جي باركر وديريكا دبليو رايس".

مجموعة تريان بارتنرز إل بي، وصندوقها الموازي، وهما شركتان فرعيتان مملوكتان لشركة تريان فاند مانجمنت، جنبًا إلى جنب مع الكيانات الأخرى التابعة لـنيلسون بيلتز (التي يُشار إليها مجتمعة باسم مجموعة تريان)، رشحت بيلتز مديرًا في الاجتماع السنوي المعارض للمرشحين، الذين أوصى بهم مجلس الإدارة، وقدم اقتراحًا لتعديل اللوائح الداخلية لشركة ديزني.

يذكر أن باركر -الذي كان الرئيس التنفيذي لشركة نايك سبع سنوات- سيخلف سوزان إي أرنولد، التي لن ترشح لإعادة انتخابها وفقًا للحد الأقصى لمدة 15 عامًا، بموجب سياسة حيازة مجلس إدارة ديزني، ونتيجة لذلك، سيتقلص حجم المجلس إلى 11 عضوًا.

 

مواجهة محتملة

ونقلت "فايننشال تايمز" عن مطلعين ومقربين من بيلتز، قولهم: الملياردير الأمريكي، يخطط للحصول على مقعد في مجلس الإدارة كممثل عن بعض المستثمرين، وهو ما يضعه في مواجهة مع بوب إيغر، الذي عاد منذ أشهر، ليتولى فترة ثانية رئيسًا تنفيذيًا لمجموعة الترفيه المترامية الأطراف.

وكان إيغر قد رأس المجلس التنفيذي لشركة ديزني 15 عامًا انتهت العام الماضي، حيث كان يسعى إلى بديل له، في وقت كانت الشركة تعاني خسائر فادحة مُني فيها السهم بتراجعات كبيرة.

وأفادت "ديزني"، في بيان الأربعاء، بأنها تعارض منح مقعد في مجلس الإدارة لبيلتز، رئيس شركة تريان بارتنرز ومقرها نيويورك، التي تمتلك حصة تبلغ 900 مليون دولار في الشركة.

وفي محاولة واضحة للمضي قدمًا في المعركة التي تلوح في الأفق، عينت "ديزني" المخضرم في شركة نايك، مارك باركر رئيسها التالي.

 

سوء تقدير

من المقرر أن يخلف باركر، سوزان أرنولد، التي تم التشكيك في قيادتها العام الماضي، بسبب الخسائر الكبيرة التي تسبب فيها الرئيس التنفيذي السابق بوب تشابك، قبل إقالته من منصبه.

كانت شركة والت ديزني أقالت رئيسها التنفيذي بوب تشابك، وأعلنت أنها أعادت الرئيس التنفيذي السابق بوب إيغر لتولي زمام الأمور مجددًا في نوفمبر الماضي.

وأوضحت سوزان أرنولد، رئيسة مجلس إدارة ديزني: "نحن نشكر بوب تشابك على خدمته في شركة ديزني خلال مسيرته المهنية الطويلة".

وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن معركة بيلتز بالوكالة ضد "ديزني" ستكون من أكبر المعارك في مجالس الإدارة، منذ أن شق طريقه إلى مقعد مدير في مجموعة المنتجات الاستهلاكية بروكتر وغامبل عام 2018.

وبينت أن المعركة بالوكالة التي استمرت أشهرًا، والتي أنفق فيها الجانبان أكثر من 100 مليون دولار لجذب المساهمين، أسرت وول ستريت "السوق الأمريكي"، وانتصر بيلتز في النهاية بهامش 0.002 في المئة قبل أن يتنحى عام 2021.

بينما أصدرت مجموعة تريان تقريرًا من 35 صفحة بعد وقت قصير من إعلان "ديزني" ينتقد استراتيجية الاندماج والاستحواذ، لا سيما على "تونتي فرست سينتشوري فوكس" عام 2018، قائلاً إنها أظهرت "سوء تقدير".

كما شجبت المجموعة ما سمته، أوجه القصور بالتكلفة في أعمال البث المباشر لشركة ديزني، التي قالت إنها أسفرت عن 11 مليار دولار خسائر للشركة حتى الآن، ووصف عملية تخطيط التعاقب بأنها "معطلة".

 

استعادة السحر

في تقرير بعنوان "استعادة السحر"، وضعت مجموعة تريان رؤيتها لـ "ديزني"، بما في ذلك الدعوات لضمان خليفة لإيغر في غضون عامين، وإعادة توزيع أرباح الشركة بحلول عام 2025.

وحسب "فايننشال تايمز" انتقد مصدر مقرب من ديزني خطة بيلتز لافتقارها إلى استراتيجية محددة، وقال للصحيفة: "من المدهش وجود انتقادات عدة في عرض تريان، لكن ليس هناك حل واحد حرفيًا"، مضيفًا: "بيلتز ليس لديه أي خطة".

بينما قالت "ديزني": "سوزان أرنولد، وهي أول امرأة ترأس المجموعة الترفيهية، لن تترشح لإعادة انتخابها مديرة في الاجتماع السنوي التالي للشركة، بسبب حد مدته 15 عامًا تقضي به قواعد مجلس الإدارة.

وأشارت إلى أن مهمتها رئيسة، التي بدأت عام 2021 بعد تنحي إيغر من منصبه في فترته الأولى، شهدت تحديات بسبب جائحة كورونا، أضرت بأعمال "ديزني" المسرحية والمتنزهات بشكل كبير.

 

المثلية الجنسية

كانت أرنولد قد تعرضت لانتقادات عدة، بعد أن جددت الشركة عقد تشابك الصيف الماضي، إثر مواجهة مؤلمة مع حاكم ولاية فلوريدا بشأن مشروع قانون للتعليم، عده خصومه مناهضًا لمجتمع المثليين، إلا أنه فُصل في نوفمبر 2022.

وتدهورت العلاقات بين حاكم ولاية فلوريدا رون دي سانتيس و"ديزني" في الآونة الأخيرة، بعدما أعلن رئيس الشركة التنفيذي بوب تشابك موقفًا معارضًا لقانون روّج له الحاكم، يحظر تدريس مواد تتعلق بالتوجه الجنسي أو الهوية الجنسية في المدرسة الابتدائية.

يشار إلى أن باركر، الرئيس التنفيذي لشركة نايك، خدم في مجلس إدارة ديزني سبع سنوات.

وفي بيان، قالت أرنولد: "باركر ساعد ديزني في الإبحار بفاعلية خلال وقت متقلب غير مسبوق".

وقد وقع إيغر عقدًا بعامين مع "ديزني" عندما عاد في نوفمبر.

وفي بيان، قال باركر إن أولويته القصوى ستكون "تحديد وإعداد خليفة رئيس تنفيذي ناجح" وإن العملية "قد بدأت بالفعل".

كان سعر سهم "ديزني" انخفض بما يقرب من 40 في المئة العام الماضي، حيث بدأ المستثمرون التشكيك في الإنفاق المرتفع لمجموعة الترفيه على أعمالها المتدفقة.

بينما جذب الأداء الضعيف للأسهم انتباه المستثمر الناشط دانيال لوب، الذي ضغط بنجاح على ديزني لتعيين المخضرمة الإعلامية كارولين إيفرسون في مجلس إدارتها الخريف الماضي.

وفي بيان الأربعاء، قالت "ديزني" إن قيادتها العليا ومجلس إدارتها تواصلوا مع بيلتز "مرات عدة"، وأشارت إلى أنها لا تزال "منفتحة على المشاركة البناءة" معه لكنها لن تصدق على ترشيحه لمجلس الإدارة.

يذكر أن باركر قضى 13 عامًا على رأس شركة نايك، أكبر صانع للملابس الرياضية في العالم من حيث الإيرادات، خلال فترة تميزت بنمو الإيرادات والخلافات أيضًا، بما في ذلك فضيحة المنشطات التي ظهرت عام 2019.

وانضم باركر إلى شركة نايك عام 1979 كأحد أوائل مصممي الأحذية بمقر الشركة في مركز الابتكار الخاص بالشركة في نيو هامبشاير، وتمكن من جلب مفاهيم مبتكرة وهندسية فذة في الأدوار الحيوية التي شغلها خلال مسيرته التي امتدت أكثر من 30 عامًا في الشركة.

وأصبح نائب رئيس قسم التنمية والتطوير عام 1987، كما كان نائب رئيس الشركة لتسويق المنتجات الإستهلاكية عام 1989.

عام 1998 أصبح باركر نائب رئيس الشركة للأحذية العالمية، ومن ثمّ شغل منصب الرئيس المشارك مع تشارلي دينسون لشركة نايك العالمية في مارس 2001.

كما أصبح الرئيس التنفيذي عام 2006 وأشرف على توسع "نايك" عبر الإنترنت والمبيعات المباشرة للمستهلكين، وقد زاد إجمالي الإيرادات في عهده لأكثر من الضعف إلى 39.1 مليار دولار عام 2019، وهو آخر عام في ولايته.

ومن المقرر أن يرأس باركر أيضًا لجنة تخطيط التعاقب التي أنشئت حديثًا في مجلس الإدارة، والتي ستقدم المشورة لمجلس الإدارة لتخطيط تعاقب الرئيس التنفيذي، بما في ذلك مراجعة المرشحين الداخليين والخارجيين.