موت مشاهير يثير شكوكًا في الأرقام الرسمية لوفيات كورونا بالصين

العديد من المواطنين أعلنوا استياءهم على مواقع التواصل الاجتماعي الصينية، من طمس حقيقة أعداد الوفيات

موت مشاهير يثير شكوكًا في الأرقام الرسمية لوفيات كورونا بالصين

ترجمات - السياق

أثارت موجة من الوفيات، بين المشاهير والشخصيات العامة في الصين، مخاوف من أن العدد الفعلي للوفيات من كورونا، قد يكون أعلى بكثير مما تعلنه السلطات.

وذكرت صحيفة غارديان البريطانية، أن عديد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الصينية يشككون في الإحصائيات الرسمية، بعد ارتفاع عدد الشخصيات العامة، الذين يلقون حتفهم جراء الوباء.

وبينت أن هذه الشكوك زادت بعد إعلان وفاة الممثل غونغ جينتانغ، عن عمر ناهز 83 عامًا في يوم رأس السنة الجديدة، لافتة إلى أن جينتانغ اشتهر بدور الأب كانغ، في المسرحية الهزلية عائلة كانغ، أثناء بثها لأول مرة عام 2000.

وقد أعلنت وسائل الإعلام المحلية وفاة جينتانغ -الذي كان اسمًا مألوفًا في الصين- لكن سبب الوفاة غير واضح.

 

استياء عام

وأشارت "غارديان" إلى أن عديد المواطنين أعلنوا استياءهم على مواقع التواصل الاجتماعي الصينية، من طمس حقيقة أعداد الوفيات، خصوصًا عدم إعلان سبب وفاة جينتانغ.

وكتب أحدهم على منصة المدونات الصغيرة الصينية "سينا ويبو": "أنا مستاء وحزين للغاية"، مضيفًا: " كان جينتانغ يعكس ذاكرتنا على مدى جيلين".

وبينت الصحيفة البريطانية، أنه خلال الشهر الماضي أيضًا، صُدم عشاق أوبرا بكين بالوفاة المفاجئة للسوبرانو تشو لانلان، البالغة من العمر 40 عامًا، التي قدَّمت عرضًا خلال أولمبياد بكين 2008.

وقد ذكر نعي نشرته كلية الفنون في أوبرا بكين أن تشو، التي كانت تدرس في المعهد، توفيت بسبب المرض، بينما قالت عائلتها إنها حزنت لوفاتها، لكنها لم توضح سبب الوفاة، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية.

وخففت الصين -الشهر الماضي- القيود التي تفرضها لمنع انتشار كورونا، ما أدى إلى زيادة الإصابات، وسرعان ما امتلأت المستشفيات بالمرضى، وزادت عمليات "إحراق الجثث" بصورة مرعبة.

أواخر ديسمبر الماضي، توقفت لجنة الصحة الوطنية الصينية عن نشر بيانات كورونا اليومية.

بينما انتقدت منظمة الصحة العالمية، تعريف الصين "الضيق للغاية" لوفيات كورونا، محذرة من أن الإحصاءات الرسمية لا تظهر التأثير الحقيقي لتفشي المرض.

وسجلت الصين 22 وفاة فقط بفيروس كورونا منذ ديسمبر، وقلصت -بشكل كبير- معايير تصنيف هذه الوفيات، ما يعني أن إحصاءات بكين الخاصة بالموجة غير المسبوقة، يُنظر إليها على أنها لا تعكس الواقع.

 

شكوك

وبينت "غارديان" أن الوفيات الأخيرة لشخصيات عامة، مثل غونغ وتشو دفعت كثيرين في الصين، إلى التشكيك في بيانات كورونا الرسمية.

وتحت هاشتاغ "ويبو"، تضمن تصريحًا لمسؤول بوزارة الصحة الصينية، في ديسمبر الماضي، يقول فيه: "لم تتسبب موجة كورونا الأولى في عدد هائل من الوفيات"، تساءل عدد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الصينية بغضب عن أسباب "التقليل الهائل من عدد الوفيات"، في إشارة إلى تكذيب تصريحات المسؤولين والسخرية منها.

وحقق الهاشتاغ أكثر من 220 مليون مشاهدة حتى بعد ظهر الجمعة.

بينما علق أحد الأشخاص: "سواء أكانوا أكاديميين أو مشاهير أو أقاربي وأصدقائي، الذين هم على اتصال وثيق بي، أشعر بأن كثيرين ماتوا، لكن الخبراء والمسؤولين يواصلون الادعاء بأن الأمر لم يكن كذلك".

وقال مستخدم آخر: "أتوسل لأولئك المسؤولين، الذين يتجاهلون رؤية الحقائق على الأرض، ويرفضون إعلان عدد الذين ماتوا بسبب كورونا، وأتساءل: ما عدد الذين لقوا حتفهم ممن قدموا مساهمات كبيرة للبلاد وجميعهم من المشاهير؟".

كان وانغ جينغ قوانغ، المخرج السينمائي الشهير الحائز جوائز عدة، الذي اشتهر بفيلم "لا أعود" عام 2013، بين الوفيات الأخيرة، حيث توفي الشهر الماضي عن عمر ناهز 54 عامًا.

كما توفي ني تشين، وهو كاتب سيناريو صيني مشهور يبلغ من العمر 84 عامًا، الشهر الماضي.

واشتهر ني تشين بكتابة الفيلم الكلاسيكي "ارفع الفانوس الأحمر" عام 1991.

كان نجم كرة القدم المعتزل وانغ روغي بين الوفيات الشهر الماضي أيضًا، وقد ذكرت وسائل الإعلام الحكومية الصينية أن وانغ توفي بسبب كورونا عن عمر ناهز 37 عامًا.

بدوره، كتب هايشانغ ييلانغوا، أحد أبرز النشطاء الصينيين على موقع ويبو، الذي لديه 364 ألف متابع، الشهر الماضي: "لقد مات كثيرون من الشخصيات العامة، منهم من ماتوا في سن مبكرة بسبب الفيروس"، مضيفًا: "أعلِن عن هذه الوفيات، لكن لا يزال هناك كثيرون عانوا وماتوا ولم تنشر مأساتهم ومعاناتهم على الإنترنت".