بعد حظره عامين... هل يعيد فيسبوك تفعيل حساب ترامب؟
توقعت الصحيفة أن نتيجة القرار في كل الأحوال ستحدث انقسامات عميقة في الداخل الأمريكي

ترجمات - السياق
قرار حاسم، قد يقلب موازين الانتخابات الأمريكية وسوق مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام، بعودة دونالد ترامب إلى "فيسبوك" و"إنستجرام" بعد عامين من حظر حساباته، الذي وصفته صحيفة فايننشال تايمز بأنه القرار "الأكثر استقطاباً" المتعلق بالاعتدال ومراقبة المحتوى الذي اتخذته شركة ميتا منذ تأسيسها.
وقالت "ميتا" -التي تبلغ قيمتها السوقية 300 مليار دولار- إنها ستقرر ما إذا كانت ستعيد حسابات دونالد ترامب، في 7 يناير الحالي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن ترامب، الذي يسعى -في الوقت الراهن- لتكثيف حملة ترشيحه للبيت الأبيض عام 2024، سيكون "أكبر اختبار للسلطة" يواجهه -حتى الآن- رئيس "ميتا" للشؤون العالمية نيك كليج.
ومن المقرر أن يشرف كليج، الذي كان نائب رئيس الوزراء البريطاني السابق، على القرار، بعد أن تولى دوراً موسعاً في فبراير، وقاد الشركة في ما يتعلق بالشؤون السياسية.
وقال مطلعون على عمليات الشركة للصحيفة البريطانية، إنها شكلت مجموعة عمل لبحث الأمر، تضم موظفين من فرق السياسة العامة والاتصالات، وكذلك من فريق سياسة المحتوى برئاسة مونيكا بيكرت، وفرق السلامة والنزاهة بقيادة جاي روزن.
وفي أكتوبر الماضي، قال كليج في مؤتمر: "مجلس العلاقات الخارجية" وهو مؤسسة أبحاث مقرها نيويورك: "نعتقد أن أي شركة خاصة، بصرف النظر عن وجهات النظر الشخصية بشأن دونالد ترمب، ينبغي أن تتحرك بعد إمعان التفكير عندما تسعى، عملياً، إلى إسكات أصوات سياسية".
الانقسام
وتوقعت الصحيفة أن نتيجة القرار -في كل الأحوال- ستحدث انقسامات عميقة، إذ أكد خبراء تحدثوا إليها، أن الاستمرار في منع ترامب من دخول منصات "ميتا"، سيشعل التوتر مع مؤيديه الذين يتهمونها بالتضييق على الآراء المحافظة، بينما يقول معارضو ترامب إن السماح بعودته أمر خطير ويضر بالديمقراطية.
ونقلت الصحيفة عن كاتي هارباث، الباحثة في "مركز سياسة الحزبين" وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، ومديرة سابقة لشؤون السياسة العامة في "فيسبوك": "الحكم بعودة ترامب من عدمه مفاضلة صعبة، وكل من القرارين ينطوي على بعض التداعيات الخطيرة".
تأتي هذه الخطوة بعد قرار الملياردير الأمريكي، مالك "تويتر" الجديد إيلون ماسك، بإلغاء حظر دائم على ترامب، بعد استطلاع آراء المستخدمين، ويعتمد الرئيس الأمريكي السابق -في الوقت الحالي- على كتابة منشوراته في منصته الجديدة "تروث سوشيال" التي أنشأها ويسيطر عليها.
ووفقاً للصحيفة، تترتب على القرار أيضاً تداعيات على أعمال "ميتا" التي تبلغ قيمتها 118 مليار دولار سنوياً، وربما يبعد المعلنين إذا نظر إلى محتوى باعتباره "خطيراً"، بينما يجلب أيضاً المزيد من الأموال، إذا اختارت حملته الإعلان على المنصة قبل انتخابات 2024.
أحداث الكابيتول
عُلِّق حساب الرئيس السابق ترامب، من شركتي فيسبوك وتويتر، في أعقاب أحداث 6 يناير 2021 في مبنى الكابيتول الأمريكي، حيث قام أنصاره بأعمال شغب وعطلوا المشرِّعين، الذين كانوا يفرزون أصوات الهيئة الانتخابية رسميًا.
تأتي تلك الخطوات، بعد إعلان ترامب عن حملته الثالثة للبيت الأبيض، بينما يخضع حاليًا لتحقيق فيدرالي، بسبب تعامله مع وثائق سرية، ودوره في جهد هائل، لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020.