أصابها عطل وجنحت... تفاصيل نجاح مصر في تعويم سفينة حبوب أوكرانية

تحمل 65 ألف طن ذرة، كانت في طريقها من أوكرانيا إلى الصين، بحسب مركز تنسيق صادرات الحبوب الأوكرانية، عبر البحر الأسود في اسطنبول

أصابها عطل وجنحت... تفاصيل نجاح مصر في تعويم سفينة حبوب أوكرانية

السياق

تصدر هاشتاج "قناة السويس" منصات التواصل الاجتماعي، بعد إعلان خبر جنوح سفينة تدعى "جلوري" أثناء عبورها مع قافلة الجنوب، قرب مدينة القنطرة، إثر عطل أصاب محركها، قبل أن تنجح "زارق قطر" في تعويمها.

 وكشفت مصادر رسمية بهيئة قناة السويس، تعطل سفينة "جلوري" خلال عبورها المجرى الملاحي، صباح الاثنين، قرب منطقة القنطرة شرق بالإسماعيلية.

وذكرت وكالات أنباء أن السفينة، يبلغ طولها 225 مترًا، وأبحرت من تركيا الأربعاء الماضي، وأنها مملوكة لشركة يونانية وترفع علم جزر مارشال.

بينما جرى التعامل معها بقاطرات هيئة قناة السويس، بمشاركة القاطرة بورسعيد، وهي أكبر القاطرات وقاطرات معاونة.

الحبوب الأوكرانية

وقالت "أسوشيتد برس" إن السفينة الجانحة بقناة السويس "غلوري" تحمل 65 ألف طن ذرة، كانت في طريقها من أوكرانيا إلى الصين، بحسب مركز تنسيق صادرات الحبوب الأوكرانية، عبر البحر الأسود في اسطنبول.

ونقلًا عن "بي بي سي" فإن "مركز التنسيق" في اسطنبول -الذي يضم ممثلين من الأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا وروسيا- أوضح أن السفينة أخذت الإذن باستمرار رحلتها من تركيا، بعدما خضعت للفحص في الأيام الأولى من العام الجديد.

من جهته، قال رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع، إن جنوح السفينة لم يؤثر في حركة الملاحة بالقناة.

وأضاف أن السفينة جنحت "بشكل طفيف" وجار العمل على تعويمها، بحسب ما نقلت "رويترز" عن تعليقات أدلى بها إلى قناة العربية.

انتظام حركة المرور

وأوضح ربيع انتظام حركة الملاحة في القناة، مشيرًا إلى أن عمليات دخول 26 سفينة انتظمت من قافلة الجنوب، كما ستعبر قافلة الشمال، بعد استئناف عبور السفينة بمساعدة قاطرات الهيئة.

ومرّت القناة التي افتتحت عام 1869 بمراحل عدة من التوسع والتحديث، لمواكبة تطورات التجارة البحرية.

وأدى إنشاؤها إلى تقليص المسافات بشكل كبير بين آسيا وأوروبا. على سبيل المثال، تقلصت المسافة بين سنغافورة وروتردام 6000 كيلومتر.

وأغلقت القناة، خصوصًا خلال أزمة السويس عام 1956، حين أغرقت عشرات السفن والقطعات البحرية في المجرى.

كما يمر نحو 12% من التجارة العالمية عبر القناة التي يبلغ طولها 193 كيلومترًا وتربط البحر المتوسط بالبحر الأحمر.

إيفر جيفن

في 23 مارس 2021 جنحت سفينة الحاويات "إم في إيفر جيفن" التي تزن حمولتها أكثر من 200 ألف طن والمملوكة لليابان، وتوقفت في عرض المجرى المائي الحيوي، ما عطّل الملاحة في الاتجاهين، وتعطّل مسار التجارة العالمية بنسبة 10% أو أكثر، ما أحدث صدمة عالمية.

وبعد مخاوف من أن تستغرق عملية تعويم السفينة العملاقة الجانحة أسابيع، نجحت مصر في تحرير مؤخرة السفينة وقطرها إلى منطقة البحيرات، بعيدًا عن مسار المجرى الملاحي، عقب ستة أيام من الأزمة.

وقال رئيس الهيئة أسامة ربيع، في مؤتمر صحفي: "في أي مكان آخر في العالم، تستغرق عملية مثل هذه ثلاثة أشهر"، مضيفًا أن "99 في المئة" من العاملين في الموقع كانوا مصريين.

وانحرفت السفينة البالغ طولها 400 متر وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن عن مسارها وسط هبوب رياح رملية قوية ضربت مصر وجزءًا من الشرق الأوسط.

وعلقت السفينة البالغ عرضها 59 مترًا وارتفاعها 60 مترًا، التي ترفع علم بنما لكن تديرها شركة تايوانية، في القناة، ما أدى إلى توقف الملاحة بين البحرين المتوسط والأحمر في الاتجاهين.

وبينما أشير إلى عاصفة رملية مصحوبة برياح شديدة كسبب للحادث، قال رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع إن سوء الأحوال الجوية لم يكن سبب جنوح السفينة، مشيرًا إلى احتمال وجود "خطأ فني أو شخصي".