ما سر صمت الإصلاحيين الإيرانيين المُريب؟
عالم السياق مع حسينة أوشان
قبلَ أيامٍ أثرْنا بزاويةِ "في دقيقتَيْن" إشكاليةَ مَنْ يُعرَفونَ بالإصلاحيينَ الإيرانيين، الذينَ يتفرجونَ على الأحداثِ الخطيرةِ في إيران، مِنْ مَقاعدِ البرلمانِ والصحافةِ وحَلقاتِ النقاشِ الجامعية.
ما أثرناهُ لَمْ تَكْفِهِ فقرةٌ مِنْ فقراتِ "في دقيقتَيْن".
الباحثُ الأمريكيُ مايكل روبين، أوضحَ -في تحليلٍ رصينٍ نشرتهُ صحيفةُ واشنطن إكزامنير الأمريكية- أنَّ مُشكلةَ الإصلاحيينَ في إيران مُتعددةُ الأطراف، ويُسهمُ في تفاقُمِها الغرب، الذي فاقمَ المشكلةَ بتحميلِ الإصلاحيينَ بما لاقُدرةَ لهم على حَملِه.
مايكل روبين، الباحثُ في معهدِ أمريكان إنتربرايز، المُحاضرُ بكليةِ الدراساتِ العُليا البحرية، يَستنتجُ خُطورةَ الوضع، عبرَ أكثرَ مِنْ إشارة، أولاها تزايدُ عددِ الضحايا، الذي دفعَ المدنيينَ العاديينَ إلى القِتالِ ضِدَ قواتِ الأمنِ والباسيج العسكرية، والدليلُ ما نقلتهُ وسائلُ الإعلامِ الإيرانيةُ عن قَتلِ أربعةٍ مِنْ أفرادِ الباسيج، خِلالَ الاضطرابات، أحدُهم ماتَ مطعوناً.
إشارةُ أخرى، هيَ الظهورُ المُتكررُ للمرشدِ الأعلى خامنئي، خِلالَ الأحداث، وهوَ يَحُثُّ الشبابَ على الدفاعِ عما سماها القِيمَ الثوريةَ لثورةِ الخميني.
روبن يرى أنَّ إعدامَ بطلِ المصارعةِ نافيد أفكاري، في سبتمبر ألفينِ وعِشرين بتُهمٍ مُلفقة، تعودُ لاحتجاجاتٍ مناهضةٍ للحكومةِ عامَ ألفين وثمانيةَ عشَر، أظهر مدى خوفِ النظامِ مِنْ أيِ شخصيةٍ لديها كاريزما وحضورٌ بينَ الشباب.
بينما يحدثُ كلُ هذا، يتفرجُ الإصلاحيونَ على ما يَجري، مِنْ دونِ أنْ نسمعَ لهم صوتًا أو احتجاجًا، أو أيَ نوعٍ من التحركِ الذي يُمكنُ أنْ يُقلقَ النظام. ليثبتوا انهم جزء منه حيث يلعبون فقط دور الشرطي الطيب امام الغرب الذي كرر على مسامعنا ان تمكينهم سيغير لنظام من داخله.. ملاحظة لم يحدث شيء من هذا اطلاقا واستمر دلال الغرب لوهم الإصلاحيين
الصحفيونَ المسافرونَ إلى إيران، ضخَّموا أصواتَ الإصلاحيين، الذين سعوا -في الحقيقةِ- إلى تغييرِ أسلوبِ النظامِ وليسَ جوهرَه.
مايكل روبن أشارَ إلى المفاوضاتِ السرية، التي قادَها مُساعدُ هيلاري كلينتون وزيرةِ الخارجيةِ آنذاك جيك سوليفان ومسؤولونَ إيرانيونَ في عمان، وانتهتْ بـ "مكافأةِ الإصلاحيينَ على أملِ أنْ يؤديَ ذلكَ إلى قَلْبِ ميزانِ القوةِ الإيرانيةِ في اتجاهِهِم".
النتيجةُ كانت العكس، بتمكينِ المُتشددين...!
وفي التظاهراتِ الحالية، سطعتْ هذه النتيجةُ جليًا عندَما لمْ يتحركْ أحدٌ مِنَ الإصلاحيين... ولمْ يكنْ هناكَ حتى تنديدٌ مِنَ الموظفينَ في الخارج، البعيدينَ عن قمعِ السلطةِ ومالكي امتيازِ إعلانِ اللجوءِ السياسيِ على الأقَل.
لا شيء... والغربُ -مرةً أخرى- يُخطئُ البوصَلة...!