مخاوف غربية وسيناريوهات واقعية... هل يعود داعش؟

أكد مدير المركز العراقي، غازي فيصل حسين في تصريحات لـ-السياق- أن عودة خطر داعش مازالت قائمة، مشددًا على أن التنظيم ما زال يحتفظ بهيكلية ودعم مادي، خاصة من جماعات الإسلام السياسي.

مخاوف غربية وسيناريوهات واقعية... هل يعود داعش؟

السياق

بعد أعوام من هزيمة أدمت «داعش»، وأنهت ما يعرف بـ«عصره الذهبي»، ومع بدء تعافي البلدين اللذين اتخذ منهما مقرًا لدويلته المزعومة، يطل التنظيم برأسه الإرهابية مجددًا في بلدان عدة، عبر عمليات تنفذها ذئابه المنفردة.

تلك العمليات التي تزايدت وتيرتها في الآونة الأخيرة، أثارت تساؤلات عما إذا كان التنظيم يحاول العودة، عبر بوابة الأزمات الاقتصادية، وما إذا كانت أدوات «داعش» قادرة على استقطاب الشباب المحبط من أوضاعه، واليائس من أية محاولة للتغيير.

بالتزامن مع تلك الثغرة، التي يحاول «داعش» الولوج من خلالها، سلطت مجلة سبيكتاتور البريطانية، في تقرير بعنوان «داعش والقنبلة الموقوتة التي تواجه الغرب»، الضوء على احتمال عودة التنظيم الإرهابي، رغم هزيمته وملاحقة فلوله في العراق وسوريا.

كان الجيش الأمريكي، أعلن قتل نحو 700 من داعش العام المنصرم وحده، بينما ألقى القبض على 400 في العراق وسوريا، إلا أن ذلك لم يثن التنظيم عن شن هجمات، فاقت أكثر من 500 على العراق وسوريا.

 

شوكة التنظيم

إلى ذلك، قال مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل حسين في تصريحات لـ«السياق»، إن تنظيم داعش بدأ يتموضع في قلب القارة الإفريقية بموزمبيق ومالي وليبيا والعراق والشام، بينما زادت شوكته بعد إعلان تنظيم بوكو حرام ولاءه له.

وبينما قال مدير المركز العراقي، إن بغداد ألقت القبض -قبل أيام- على عناصر من تنظيم داعش، مشيرًا إلى أن «الإرهاب لن ينتهي في الوطن العربي -بشكل كامل- وحتى على الصعيد العالمي».

وأكد مدير المركز العراقي، أن عودة خطر داعش مازالت قائمة، مشددًا على أن التنظيم ما زال يحتفظ بهيكلية ودعم مادي، خاصة من جماعات الإسلام السياسي، مشيرًا إلى أن تقارير الاستخبارات الأمريكية، قالت إن أفراد التنظيم المنتشرين في سوريا والعراق، أكثر من عشرين ألفًا.

وأكد غازي أن هذا الوجود، الذي يتمتع بقدرات استخباراتية وشبكات اتصال، يعد من سمات هجمات الذئاب المنفردة، التي لا تخضع لقيادة وقادرة على القيام بأعمال إرهابية، مشيرًا إلى أن دولًا إقليمية بينها إيران لا تريد نهاية لتنظيم داعش، بل تحاول استخدامه كـ«فزاعة» لابتزاز الشعوب، على حد قوله.

وحذر من عودة داعش، بأسماء مختلفة، مستغلًا حاجة الشباب الشديدة إلى المال، وتأثرهم بالمرجعيات الدينية المتشددة، التي تجعلهم قاعدة لانتشار التنظيم المتطرف، خاصة في الدول الإفريقية.

 

انتشار كبير

في السياق نفسه، قال الباحث في شؤون الجماعات الأصولية والإرهابية أحمد سلطان، في تصريحات لـ«السياق»، إن تنظيم داعش لم يختفِ ليعود إلى الواجهة، مؤكدًا أن «داعش» ما زال منتشرًا في 28 دولة تقريبًا، بينها العراق وسوريا وغرب وسط إفريقيا وجنوب شرق ووسط آسيا، إضافة إلى الأفرع الخارجية التي لم ترتق إلى مرتبة الولاية.

وأوضح الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، أن هذا الوجود يثبت أن التنظيم يحاول التعافي والبقاء والتمدد، مشيرًا إلى أنه في ظل القيادة الجديدة لـ«داعش»، فإن الأخير يسعي لكسب التأييد والزخم، بعد الانتكاسات التي تلقاها.

وأشار إلى أن الإسلاميين -بشكل عام- يعيشون أزمة سقوط النموذج، سواء نموذج التغيير الفوقي ويقصد به إطاحة السلطة والإمساك بها مثل تجربة داعش، أو ما يسمى بلتغيير السلمي من القواعد إلي الأعلى مثل تجربة الإخوان.

إلا أنه إذا نجح داعش في تقديم نفسه، بأنه قادر على البقاء بإنشاء ولاية مكانية واحدة، سيجذب إليه الآلاف من الإسلاميين اليائسين، بحسب سلطان، الذي قال إن التيار الإسلامي يعيش أزمة هي الأكبر منذ نشأته في ثلاثينات القرن الماضي.

وعن أساليب التجنيد، قال الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، إن أساليب تجنيد داعش القديمة ما زالت قادرة على الاستقطاب، حتى وإن تراجع تأثيرها.

 

تخوف مبرر

ورغم أن الخبير الأردني في شؤون الجماعات الإرهابية، الدكتور مروان شحادة، قال في تصريحات لـ«السياق»، إن داعش بدأ يتنامى في بعض المناطق، فإنه أشار إلى أن التنظيم الإرهابي فقد الكثير من الحواضن الشعبية، بسبب سلوكه العنيف في العالم.

وعن التخوفات الأمريكية من تنامي دور داعش، قال الخبير الأردني، إن «التخوف الأمريكي مقاربة أمنية، حتى لا يحدث جمود في الاستعداد لمواجهة هذا التنظيم أمنيا وعسكرياً، في كثير من البلدان التي يكون فيها حاضرًا».

وشدد على أن تنظيم داعش مازال حاضرًا على مستوى التفكير والأيديولوجيا، خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات التي تبث دعاية هذا التنظيم، ومن خلال بعض مؤسساته الإعلامية، وعلى رأسها صحيفة النبأ الأسبوعية، التي تصدر بانتظام منذ 2010، ناهيك عن مؤسسة أعماق وغيرها من المؤسسات الرسمية المناصرة لهذا التنظيم .

وأوضح أن داعش يعيد إنتاج بعض المواد الإعلامية القديمة، لتعبئة وحشد واستقطاب مقاتلين جدد، عبر إعادة ترجمة ونشر مواد مرئية قديمة ومطبوعات، إلى لغات حية بالمناطق التي يكونون فيها، سواء إفريقية أو فارسية أو أفغانية.