كيف يتم استنساخ نموذج الحرس الثوري في العراق؟.. أبرز محطات في دقيقتين
في دقيقتين مع حسينة أوشان
تذكرت وأنا أقرأُ هذا الخبر، مثلاً عربياً قديمًا أُؤجله حتى ألخص لكم الخبر الذي أوردته مجلة نيوزويك الأمريكية، نقلًا عن صحيفة معارييف الإسرائيلية، يقول إن إيران زودت الحوثيين باليورانيوم المخصب، وتسلمته ميليشياتهم تحديداً في البيضاء، وهناك وصلت أو سقطت أجزاء منه إلى إرهابــيي القاعدة... يعني من إيران إلى الحوثيين فالقاعدة.. هذه الثلاثية هي التي ذكرتني بمثل عربي قديم يقول: "من مالك إلى هالك فقباض الأرواح".
"نيوزويك" أفادت بأنها تواصلت مع الخارجية الأمريكية للتوضيح، لكن أحداً لم يجب، لتتصل بعد ذلك بالسلطات الإيرانية، من دون جواب.
هنا أحب أن أذكر بما قاله مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي السابق، في هذا الشأن، حين شدد على أن ثلاثين عاماً من تعاون إيران مع القاعدة، جعلتهما يرتقيان بعلاقتهما إلى مستوى جديد في السنوات الأخيرة...
أما نحن فنقول إن إيران تصعد أدواتها، وربما إشاعاتها، كلما تأزمت مباحثاتها النووية مع الإدارة الأمريكية، التي تشهد انهيارًا في الفترة الأخيرة.
2
كيف يتم استنساخ نموذج الحرس الثوري في العراق؟
قبل أن أدخل في الموضوع، أعود إلى حادثة أو قصة، حصلت في السادس والعشرين من الشهر الخامس في العام الماضي، إذ حاصرت قوات من الحشد الشعبي، مقر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بسبب اعتقاله قياديًا في الحشد، بتهمة الإرهاب.
رئيس الوزراء الحالي "أخذها من قاصرها" ووقع على طلبٍ متأخر، من هيئة الحشد، بتشكيل شركةٍ عامةٍ باسم المهندس، تسمح للحشد بدخول الميدان الاقتصادي، بوضوح وصراحة.
ماذا يعني هذا؟
الطلب المتأخر على مكتب مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء السابق، يعني أكثر من مجرد ترخيص تجاري، فالتراخيص تصدر بمئات الآلاف، لكنه يعني خطوةً على طريق تحويل الحشد إلى مؤسسةٍ كبرى، تشبه في دورها، الحرس الثوري الإيراني، الذي تحول إلى مؤسسةٍ عسكريةٍ اقتصاديةٍ وسياسية، تؤثر في صنع القرار، بل وتصنعه بمفردها في أحيانٍ كثيرة.
بدخول الحشد العملية الاقتصادية، الذي تلكأ أيام الكاظمي، ووقع عليه رئيس الوزراء، الذي وصفه أحد قادة ميليشيات الحشد بالمدير العام، فإن هذه المليشيا "باقية وتتمدد".
3
هل تعتريكم مشاعر الارتباك تجاه إيلون ماسك؟
آخر محطاتنا، عن الحيرة التي يقع فيها متابعو إيلون ماسك، والارتباك الذي توقعهم فيه شخصيته المتعددة، التي ما إن تستوعبه في زاوية، حتى يأتيك من زاوية أخرى، تكاد تكون نقيضة سابقتِها...!
يأتينا ماسك، مفكرًا مرة، وأخرى مخترعًا أو منشقًا أو عدواً لمصالح بلاده، ثم مدافعاً عن الحريات، تحديدًا حرية التعبير، ليكشف ما ستـر عن حجب "تويتر" معلوماتٍ عن هانتر بايدن، بالتزامن مع الانتخابات، وبشبهة تواطؤ، مع الحزب الديمقراطي، الحاكم حاليًا.
والغريب هنا، أنه لا يمكنك أن تدعم هذا المستوى من الرقابة، ثم تظل تدعي أنك داعم للديمقراطية والحرية...!
"بس معليش خلينا نكمل عن ماسك"، الذي كشف من هم في الحكم، وفي الوقت نفسه شركته (تسلا) لديها عقود ضخمة مع الدولة، وشركته (سبيس إكس) ترتبط -هي الأخرى- بعقود كبيرة، ما يوقعنا في حيرة من أمر وقوفه ضد حكومته، في وقتٍ يرتبط فيه معها بعقود كبيرة، فكيف يستقيم الأمر؟
إضافة إلى ذلك، هناك وجهات نظرٍ لإيلون ماسك، بشأن 'اليوتوبيا التكنولوجية" حيث تحدث عن تطوير رقائق دماغية، بواسطة شركته المتخصصة في التكنولوجيا الصحية، التي ستبدأ تجربة الرقائق على البشر، في الأشهر الستة المقبلة.
ماسك قال إنه يخطط للحصول على واحدةٍ من تلك الرقائق لنفسه. شركته هذه تخضع لتحقيقٍ فيدرالي، بعد تقارير عن نفوق أكثر من ألف وخمسمئة حيوان، خلال الأعوام الأربعة الماضية، أثناء التجارب.
في المقابل، هناك كثيرون يقولون إن هذه التكنولوجيا ستستخدم لمساعدة من يعانون الشلل أو العمى.
اسمحوا لي بأن أخبركم، بأن هناك حليفًا غير معتادٍ لإيلون ماسك، في هذا السياق، إنه كلاوس شواب... دعونا نتابع: "هل يمكن أن تتخيل، أنه في غضون عشرةِ أعوام، عندما نجلس هنا، ستكون لدينا رقائق مزروعة، داخل أدمغتنا، وأستطيع أن أشعر بكم، لأنكم جميعًا ستكون لديكم رقائق دماغية مزروعة؟ سوف نقيس موجات أدمغتكم، وأستطيع آنذاك -بشكلٍ فوري- أن أخبركم بردود فعل الناس، وكيف يشعرون، كيف سيكون رد فعل الناس على إجاباتك... هل يمكن تخيل ذلك؟"
وفي الوقت الذي يبدو فيه إيلون ماسك معارضًا متطرفا لبعض مصالح الحزب الديمقراطي، فإن مصالحه -في جوانب أخرى- تبدو محاذيةً لأهداف العولميين.
وهذا لا يضع ماسك ضمن أي تصنيف، لكنه يوضح أن هناك انحيازات على الصعيد المالي، أو الأيديولوجي، ربما تصيبك بالذهول...!