تويتر.. ماذا يريد إيلون ماسك؟
الاستقالات تتوالى والأنباء تتضارَب، وتصريحات إيلون ماسك الغامضة لا تتوقف... ماذا يحدث في تويتر؟
ماذا يُريدُ المالِكُ الجديد؟
الاستقالاتُ تتوالى والأنباءُ تتضارَب، وتصريحاتُ إيلون ماسك الغامضةُ لا تتوقف...
ماذا يحدثُ في الموقِع؟
"تويتر" عملاقُ التواصُلِ الاجتِماعي... "موقعُ التغريداتِ الافتِراضي" على "المِحَكِ الوجودي"
كلُ الشواهِدُ تقولُ إنَ إيلون ماسك المالِكَ الجديد، في طريقهِ لقلبِ سياسةِ "توتير" رأسًا على عَقِب...
أبرزُها -حتى الآن- عودةُ تفعيلِ حِسابِ دونالد ترامب، بعدَ أيامٍ فقط مِنْ إعلانِ ترشُحِهِ لانتخاباتِ رئاسةِ أمريكا ألفين وأربعةٍ وعِشْرين، عَقِبَ استطلاعِ رأيٍ أجراهُ للجمهورِ على حسابهِ في "تويتر".
وجِدالٌ كبيرٌ بشأنِ تحصيلِ الرُسوم، مِنَ الحِساباتِ الموثَقة، وكذلك حسبما نشرتْ "نيويورك تايمز" فإنَ "تويتر" -تحتِ إدارتهِ الجديدة- يعتزمُ عرضَ خاصيةٍ تُمكنُ المُستخدمينَ مِنْ إرسالِ رسائل، للحساباتِ الشهيرةِ على المِنَصَة، لكنْ بمُقابلٍ مادي.
وبناءً على الخاصيةِ المُحتملة، سيدفعُ المستخدمونَ دولاراتٍ قليلة، مُقابِلَ الرسالةِ التي تصلُ إلى المشاهيرِ والسياسيين، أو الأسماءِ الشهيرةِ الأخرى على المِنَصة.
شروطُ عملٍ صعبة، وضعَها المليارديرُ الأمريكي، لمْ تلقَ استجابةً لدى كثيرينَ مِنَ الموظفين، فدفعتْهُم إلى الاستِقالة...
"إما البقاء، معَ زيادةِ ساعاتِ العمل، وإما الاستقالةُ معَ مكافأةِ نهايةِ الخِدْمة لمدةِ ثلاثةِ أشهُر" هكذا كانَ تعليقُ إيلون ماسك...
في يومهِ الأول، فصَلَ كِبارَ المسؤولينَ التنفيذيين، وفي أسابيعَ قليلةٍ بعدَ استحواذهِ على "تويتر"، أقالَ نِصْفَ الموظفينَ بدوامٍ كاملٍ في الشركة، البالغِ عددُهم سبعةَ آلافٍ وخمسِمئة، وعدداً كبيرًا مِنْ المُتعاقدينَ المسؤولينَ عن الإشرافِ على المحتوى، ويُتوقعُ أنْ تتجهَ التصفيةُ إلى قِطاعِ المبيعاتِ والتسويق.
الصفقةُ الأضخمُ في التاريخ، التي بلغتْ قيمتُها أربعةً وأربعينَ مِليارَ دولار، وعانتْ مخاضًا عسيرًا، لإتمامِها وانتقالِها إلى إيلون ماسك، يصبُ صاحبُها -على الأرجحِ- كلَ تركيزهِ على كيفيةِ كسبِ المالِ وتعويضِ الخسائر، في وقتٍ شديدِ الحساسية، فالمنافسةُ بينَ "تويتر" ووسائلِ التواصُلِ الاجتِماعي الأخرى مُحتدِمة، كما أنْ عددًا مِنَ التطبيقاتِ الأخرى تسحبُ البساطَ مِنْ تحتِ العصفورِ الأزرق.
والسؤالُ هنا: مَنْ يخافُ مِن ماذا؟
المخاوفُ ضربتْ في المقامِ الأولِ كبارَ المُعلنين، فالرؤيةُ بالنسبةِ إليهم مازالت ضبابيةً بشأنِ أيِ مُحتوى ستوافقُ عليهِ سياسةُ ماسك الجديدةُ أو ستمنعُه، وكذلكَ بشأنِ طريقةِ إيلون ماسك -بشكلٍ عام- في الإدارة.
مِنْ جِهةٍ أخرى، فإنَ لليسارِ العالمي مخاوفَه، فـ "تويتر" وتحديدًا في السنينِ الأخيرة، كانتْ مِنَصةً مهمة، وأداةً مِنْ أدواتِ نشرِ أجندِته، والدفاعِ عنها والترويجِ لها، وما تحملهُ مِنْ إشكالياتٍ بشأنِ الهُويةِ الجندريةِ وقضايا المِثلية.
وباستحواذِ إيلون ماسك، الذي أعلنَ في انتخاباتِ التجديدِ النصفيِ الأمريكيةِ الأخيرةِ دعمَ الجمهوريينَ المُحافِظين، والتصويتَ لهم على حسابِ الديمقراطيين -الأكثرِ دعمًا لأجنداتِ اليسار- فإنَ "تويتر" على مقرُبةٍ مِنْ أنْ تُعدِّلَ دفةَ نهجِها، وتأتي بها مِنَ اليسارِ إلى المنتصف بحيث يكون أكثر اعتدالا.
بالمُقابلِ هناكَ قلقٌ جَمعي، مِنْ فِكرةِ أنْ يتحكمَ شخصٌ واحِدٌ في شركةِ تكنولوجيا كبرى، ويفرضَ رؤيتَهُ على أفكارِ الناس، وتكونُ لديه سُلطةٌ وتحكمٌ في ما ينشُرون...!
لكنْ مِنْ جانبٍ آخَر، فإنَ توقعاتِ أنْ ينجحَ إيلون ماسك في "تويتر" مُرتفعة، فالمليارديرُ لهُ تاريخٌ مُثيرٌ للاهتِمام، في شركاتهِ الأخرى في مَجالاتٍ نوعيةٍ كالسياراتِ الكهربائية، واستكشافِ الفضاء، واستطاعَ أنْ يبدأ مِنَ الصفرِ حتى استقرَ على القِمة، بنجاحٍ غيرِ مَسْبوق.