نهاية صفر كورونا... الصين تلغي حجر المسافرين

بعد ثلاث سنوات من إغلاق الحدود، سيؤدي ذلك إلى إعادة فتح البلاد فعليا لأولئك الذين لديهم تأشيرات عمل ودراسة، أو يسعون لزيارة الأسرة.

نهاية صفر كورونا... الصين تلغي حجر المسافرين

ترجمات - السياق

بعد ثلاثة سنوات من الإغلاق، قررت الصين إلغاء إجراءات الحجر الصحي المتعلقة بفيروس كورونا، من 8 يناير المقبل، بينها متطلبات المسافرين إلى البلاد، في خطوة أولى لإلغاء نظام صفر كورونا، الذي عزلها عن بقية العالم.

ووفق صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، كشفت لجنة الصحة الوطنية الصينية، النقاب عن هذه الخطوة، كجزء من إعلان أوسع يقلل من إجراءات البلاد للتعامل مع كورونا، يستهدف تخليها -بشكل نهائي- عن الإجراءات الوقائية الأخرى.

وقالت اللجنة إنه سيخفض مستوى خطر فيروس كورونا، ما يعني أن المسافرين لن يضطروا -بعد الآن- إلى الحجر الصحي لدى وصولهم.

وأشارت إلى أنه في المستقبل، على المسافرين فقط إظهار دليل أن اختبارهم سلبي لكورونا، قبل المغادرة إلى الصين، لم يمر عليه أكثر من 48 ساعة، ولن يضطروا إلى الاختبار عند الوصول.

يذكر أنه في الوقت الحالي، على المسافرين قضاء خمسة أيام على الأقل في الحجر الصحي بأحد الفنادق والعزل المنزلي 3 أيام.

 

أعراض أوميكرون

كانت الصين رفعت، مطلع ديسمبر الجاري، معظم إجراءات مكافحة كورونا السارية منذ عام 2020، وخففت إجراءات مكافحة الفيروس مع خفض الحجر الصحي للوافدين من 10 إلى 8 أيام، وإلغاء الإغلاق المفاجئ لمسارات الطيران أمام بعض الرحلات الجوية.

وقالت لجنة الصحة الوطنية الصينية: إن أكثر من 90 في المئة من حالات متغير أوميكرون كانت "خفيفة أو بلا أعراض"، مشيرة إلى أن عددًا قليلًا جدًا من الصينيين، الذين يبلغ عددهم نحو 1.4 مليار، أصيبوا بالفيروس مؤخرًا.

ومنذ حملة التطعيم العالمية وظهور متحور أوميكرون، شكك خبراء الصحة في التزام الصين بسياسة "صفر كورونا"، وأشاروا إلى عدم استدامة الاستراتيجية، التي حاولت استخدام الفحوص، والمراقبة الشاملة، والإغلاقات، والحجر الصحي لوقف انتقال الفيروس شديد الانتشار.

وحسب "فايننشال تايمز" تعد سلالة أوميكرون الشائعة، أقل فتكًا من تلك التي تسبب الالتهاب الرئوي، ومن المخطط نقل المرض إلى الفئة ب ، ما يعني أن كورونا لا يتطلب سوى "العلاج والتدابير اللازمة لاحتواء الانتشار".

ورغم ذلك، فإن الحكومة الصينية، التي ألغت هذا الشهر أيضًا شرط الحجر الصحي في المرافق المركزية، تكافح تفشيًا شديدًا في الشتاء، مع وصول الحالات المقدرة إلى مئات الملايين، ما وضع الخدمات الصحية في البلاد تحت ضغط شديد.

وأعلنت لجنة الصحة أنها لم تعد تعتبر كورونا "التهابًا رئويًا" بل مرضًا "مُعديا" أقل خطورة، وهو تصنيف أوضحت أنه لم يعد يبرر الحجر الصحي.

كذلك، أشارت لجنة الصحة إلى السماح بسفر الصينيين إلى الخارج، من دون جدول زمني، في حين كان يُسمح بسفر الصينيين لأسباب قاهرة فقط.

ويُتوقع أن تلقى الخطوة ترحيبًا من الصينيين في الداخل، وكذلك في الخارج.

وحسب الصحيفة البريطانية، قدرت النماذج أن الفيروس يمكن أن يؤدي إلى ما يقرب من مليون وفاة، رغم أن البيانات العامة في الصين توقفت عن عكس الوضع على الأرض، وانتهت إلى حد كبير قواعد عدم وجود كورونا الأخرى، مثل الاختبار الشامل.

 

تأثير القرار

في أول تأثير للقرار، قادت الأسهم الصينية الارتفاعات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بعد إعلان تخفيف إجراءات كورونا، مع ارتفاع مؤشر سي إس آي 300 للأسهم المدرجة في شنغهاي وشنتشن 1.2 في المئة.

واتبعت الصين سياسة صارمة لمكافحة كورونا، بعد وقت قصير من ظهور الوباء لأول مرة، وأغلقت العديد من أكبر مدنها، وفرضت متطلبات الحجر الصحي على الوافدين الأجانب، كجزء من محاولة للقضاء على الفيروس داخل حدودها.

بداية ديسمبر الجاري، بدأت هذه السياسة تتراجع، حيث كافحت السلطات لاحتواء تفشي المرض في العديد من المدن، بما في ذلك العاصمة بكين.

وجاءت الإجراءات الجديدة، على خلفية تظاهرات شهدتها مدن صينية عدة خلال نوفمبر الماضي، في تحدٍّ نادر لإجراءات الإغلاق التي تتخذها الحكومة المركزية، حيث تبع ذلك تخفيف عمليات الإغلاق بشكل كبير في العديد من المدن.

وترى "فايننشال تايمز" أن الإعلان الجديد بتخفيف إجراءات السفر، يشير إلى نهاية نظام صفر كورونا، الذي غيَّـر علاقة الصين بالعالم الخارجي، ونجح -فترات طويلة- في الحد من انتقال الفيروس الذي اجتاح الاقتصادات المتقدمة.

وفي إشارة إضافية إلى التخفيف، أعلنت لجنة الصحة الوطنية، أنها ألغت شرط تحديد وعزل "المخالطين الثانويين للمصابين".

بينما قالت الحكومة الصينية، في مذكرة بالتلفزيون الرسمي، إنه سيظل مطلوبًا من الوافدين الخضوع لست فحوصات للكشف عن الفيروس، ولن يسمح لهم بالخروج خلال الأيام الثمانية.

وأضافت أنه سيطلب من المسافرين فقط إظهار اختبار الكشف عن كورونا في غضون 48 ساعة قبل الصعود إلى الطائرة المتجهة للصين، وهو خفض من فحصين حاليًا.

وتحدد القواعد الجديدة "رجال الأعمال المهمين" و"المجموعات الرياضية" كأمثلة على مجموعات يسمح لها بعدم لزوم الحجر الصحي، طالما بقيت في "حلقة مغلقة" آمنة من الفيروس طوال إقامتهم.

وتابعت المذكرة أنه ستلغى آلية كانت تفرض إغلاقًا مفاجئًا لمسارات الرحلات، إذا ثبتت إصابة نسبة معينة من الركاب بالفيروس.

كانت الصين تعتمد سياسة "صفر كورونا" التي تتضمن إغلاق أحياء أو مدن، بمجرد ظهور إصابات، وإجراء فحوص واسعة النطاق أو حتى عزل الذين ثبتت إصابتهم والمسافرين القادمين من الخارج.

لكن هذه القيود تترافق في بعض الأحيان، مع ضعف الوصول إلى الغذاء أو الرعاية الطبية، وصعوبة التنقل داخل الصين وخارجها، الأمر الذي يستنفد صبر الصينيين.

وترى الصحيفة البريطانية، أن الإزالة المفاجئة للقيود ستفرض ضغطًا هائلاً على نظام الرعاية الصحية في الصين، لاسيما في بكين، التي كانت من مراكز تفشي المرض، قبل التخلي عن سياسة صفر كورونا.

بينما أبرزت البيانات الاقتصادية الأخيرة تكاليف هذه السياسة، حيث تراجعت مبيعات التجزئة، وهي مقياس لإنفاق المستهلكين، 5.9 في المئة على أساس سنوي في نوفمبر، وهو أسوأ من توقعات المحللين، في حين من المتوقع أن يفوت الاقتصاد هدف النمو السنوي 5.5 في المئة، الذي كان بالفعل أدنى مستوياته منذ عقود.

لكن المحللين حذروا أيضًا من التكاليف الاقتصادية وتكاليف الشركات للفيروس نفسه، بينما يجتاح البلاد، مع وجود شركة آبل بين أولئك المعرضين لمزيد من مشكلات سلسلة التوريد.

ومع تخفيف القيود وانتشار الفيروس في البلاد، يبدو أن الصين ستمر بفترة من المعاناة لمواجهة حالات المرض الخطيرة، والوفيات، بخلاف الضغط المتلاحق على نظام الرعاية الصحية، كما شوهد في أماكن أخرى من العالم وقت الجائحة.

ففي ظل تطبيق "صفر كورونا"، كان يُطلب من المواطنين في الصين إجراء الاختبار كل بضعة أيام في أكشاك بجميع المدن الكبرى، ومسح رمز على هواتفهم لدخول المباني... الآن، اختفت هذه الممارسات إلى حد كبير مع تضاعف الحالات بسرعة، رغم أنه أواخر نوفمبر كان الأفراد في شنغهاي، ينقلون إلى الحجر الصحي المركزي، لأنهم كانوا على اتصال وثيق بالحالات الإيجابية في الحانات.