ملايين الإصابات.. ماذا نعرف عن متحور يوم القيامة الذي يغزو الصين؟
تستعدّ السلطات الصينية لمواجهة طفرة وبائية جديدة تضرب المناطق الريفية الداخلية التي تعاني من نقص الموارد.

السياق
كلما حاول العالم الانفكاك من فيروس كورونا وتبعاته، يظهر لنا متحور جديد يثير الذعر في نفوس المواطنين، ويدفع السلطات الحكومية إلى التدخل.
آخرها كان متحور " يوم القيامة" الذي انتشر في الصين بأعداد كبيرة ووصل صداه إلى مصر، ما جعله حديث كثيرين، وعلى منصات التواصل الاجتماعي، ودفع الحكومة إلى الحديث، على لسان وزير الصحة الدكتور خالد عبدالغفار، الذي قال في مداخلة هاتفية بإحدى البرامج التلفزيونية المحلية، إن المتحور لا يمثل مصدر قلق لأنه متحور فرعي من أوميكرون.
وأشار إلى أن المتحور الجديد بلا آثار مقلقة ووفياته ضئيلة رغم سرعة انتشاره، وأوضح أن أعراضه تبدأ وتنتهي من 5 إلى 7 أيام.
إلى ذلك قال الدكتور أيمن السيد سالم، أستاذ ورئيس قسم الصدر بقصر العيني في جامعة القاهرة السابق، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إن متحور كورونا الجديد "يوم القيامة"، أصبح معروفًا لكثرة أعداد مصابيه وليس لقوة أعراضه.
وبين سالم، أن الأعراض متشابهة مع نسخة الفيروس الأصلية، وتتمثل في ارتفاع درجة الحرارة، والحمى، وضيق التنفس، وصعوبة الحركة، وإحساس بالتعب والإرهاق، وظهور طفح جلدي في بعض الأحيان.
وشدد على ضرورة تعزيز جهاز المناعة والحفاظ عليه، فضلًا عن تلقي لقاحات الفيروس والجرعات التعزيزية، لمن يسمح له وضعه الصحي بذلك، لدورها في تعزيز الجهاز المناعي للجسم، لمواجهة الفيروس ومتحوراته، مشيرًا إلى أهمية الحصول على الجرعة الكاملة، سواء الأولى أم الثانية، وكل من مر على تطعيمه أكثر من 6 أشهر عليه التوجه إلى مراكز تطعيم لقاح كورونا والحصول على الجرعة.
وعما يثار عن ظهور متحور يوم القيامة الجديد، أوضح مصدر في وزارة الصحة في أكثر من تقرير نشرته مواقع إخبارية محلية أن المتحورات الجديدة التي تظهر ليست بالخطورة الشديدة.
وأضاف المصدر أن متحور يوم القيامة، يهاجم الجهاز التنفسي بشكل أقل من غيره، لكن لديه قدرة على الانتشار بشكل كبير.
ملايين الإصابات
في السياق ذاته قال إسلام عنان، أستاذ علم انتشار الأوبئة المصري في مداخلة تلفزيونية إن كل متحور لكورونا يكون أكثر في الانتشار ولكن أقل في الأعراض، وإن مناعتنا أفضل في مواجهة الفيروس إما بسبب اللقاح أو التعافي.
وأكد أن كورونا سيصبح مرضًا موسميًا، ويتحور ويتغير، مشيرًا إلى أننا -في الأرجح- سنحتاج للقاح كل عام.
ووصف عنان -في حديثه- كل ما يشاع بأن متحور يوم القيامة "أكثر شراسة" من النسخ السابقة بالكلام غير العلمي، وأكد أنه لا يوجد تحذير منه أطلقته منظمة الصحة العالمية، ونوه إلى أنه متحور فرعي من "أوميكرون".
في الوقت ذاته حذر من أن سرعة انتشاره، قد تؤدي إلى تحور كبير في الفيروس، ما ينتج عنه متحور مختلف في الخصائص.
ووفق تقارير صحفية أصيب نحو 250 مليون شخص في الشهر الفائت، منهم 37 مليونًا في يوم واحد فقط في الصين.
طفرة وبائية جديدة
وتستعدّ السلطات الصينية لمواجهة طفرة وبائية جديدة تضرب المناطق الريفية الداخلية التي تعاني من نقص الموارد، فيما يستعدّ ملايين الأشخاص للسفر إلى قراهم لقضاء عطلة رأس السنة القمرية الجديدة اعتبارًا من 21 كانون الثاني/يناير.
وأقرّ المسؤول في لجنة الصحة الوطنية جياو ياهوي بأن التعامل مع الزيادة المتوقعة بالإصابات بكوفيد-19 في المناطق الريفية سيكون "تحديًا هائلاً".
وقال جياو لقناة "سي سي تي في" التلفزيونية الاثنين "أكثر ما يقلقنا هو أن أحدًا لم يعد إلى مسقط رأسه لرأس السنة القمرية في السنوات الثلاث الماضية لكنهم باتوا قادرين على ذلك أخيرًا هذا العام".
وأضاف "نتيجة لذلك، قد يكون هناك تدفّق هائل لسكان المدن إلى الريف لزيارة أقاربهم، لذلك نحن قلقون أكثر من الوباء الريفي".
إلى ذلك قال جينس لوندغرين أستاذ الأمراض الفيروسية والمعدية في مقابلة مع "السياق"، إن فيروس كورونا لن يختفي في الصين ولا العالم، لكن إمكانية السيطرة عليه سوف تتزايد، وخلال الأشهر الثلاثة المقبلة، فإن الموجة الحالية سوف تكون لديها تداعيات كبيرة، على الصحة العامة بالصين.
مضيفا: يجب أن أقول إنني قلق جدًا بشأن الصحة العامة في الصين، لأنه من الواضح أن المرور بموجة من هذا النوع، في ظل سكان غير ملقحين، يتسبب في انتقال الفيروس والكثير من الوفيات بين السكان
مشيرا إلى أن ذلك يمثل مصدر قلق كبير، وآمل أن تستطيع بقية العالم مساعدة بكين في هذا الوضع الحرج.