تهديدات باستهداف المنطقة الخضراء في العراق... فما أهميتها؟

حسب مصادر عراقية، فإن قيادة عمليات بغداد، حذرت من أن أطراف -لم تسمها- تستهدف المنطقة الخضراء أو مطار بغداد الدولي، بإطلاق النيران غير المباشرة أو الطائرات المسيرة.

تهديدات باستهداف المنطقة الخضراء في العراق... فما أهميتها؟

السياق

وسط جمود سياسي يسيطر على الساحة العراقية، كان الملف الأمني على موعد مع تهديدات جديدة للمنطقة الخضراء، قد تبعثر أوراق البلد الآسيوي في طريقه للاستقرار.

حسب مصادر عراقية، فإن قيادة عمليات بغداد، حذرت من أن أطراف -لم تسمها- تستهدف المنطقة الخضراء أو مطار بغداد الدولي، بإطلاق النيران غير المباشرة أو الطائرات المسيرة.

وقالت وثيقة مسربة لعمليات بغداد، اطلعت «السياق» على نسخة منها، إن معلومات وردت من أحد مصادرها «تفيد بنية المجاميع الخارجة عن القانون، استهداف المنطقة الخضراء أو مطار بغداد الدولي، بإطلاق النار غير المباشر أو الطائرات المسيرة هذه الليلة أو غدًا".

وطالبت قيادة عمليات بغداء، قياداتها وقيادات لواء المغاوير، بنشر الاستخبارات بالزي المدني، وتسيير الدوريات في الأماكن التي من المحتمل إطلاق النيران منها.

وبينما تتعرض المنطقة الخضراء -وسط العاصمة العراقية بشكل مستمر- إلى هجمات نفذتها ميليشيات متحالفة مع إيران، برزت تساؤلات عن أهمية تلك المنطقة، ولماذا تسعى إيران إلى زعزعة الأمن فيها.

ما المنطقة الخضراء؟

المنطقة الخضراء أو «كرادة مريم»، تقع وسط العاصمة بغداد، معروفة باسم «حي التشريع»، وتبلغ مساحتها نحو 10 كيلومترات مربعة، وتتمتع بموقع استراتيجي، بحيث أصبحت الشريان الحيوي لمركز السلطة في بغداد.

هذه المنطقة كانت في البداية، مقراً سكنيّاً لأعضاء الحكومة العراقية والعديد من الوزارات، وتضم عددًا من قصور الرئيس الراحل صدام حسين وأولاده، أكبرها القصر الجمهوري وقصر السلام، إلا أنها أصبحت أكثر المواقع العسكرية تحصيناً في العراق.

تضم المنطقة الخضراء، مقر الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي، وهي محاطة بجدران خرسانية وأسوار شائكة، وفيها نقاط تفتيش عدة، كما يحيطها نهر دجلة من الجانبين الجنوبي والشرقي.

وتضم المنطقة، إلى جانب السفارة الأمريكية، مقرات ومنظمات دولية، إضافة إلى المفوضية العليا للانتخابات، ووكالات حكومية عراقية وأجنبية لدول أخرى.

 

مقار حساسة

تضم المنطقة الخضراء، مقار الحكومة والبرلمان العراقيين، ومقار وزارة الدفاع العراقية، وجهاز الاستخبارات العراقية، والفرقة الخاصة المكلفة بحماية المناطق الحساسة في العاصمة، وجهاز مكافحة الإرهاب، ومستشارية الأمن الوطني، وقيادة العمليات المشتركة للقوات المسلحة العراقية، ومجلس القضاء الأعلى، وهيئة الاستثمار العامة، والسفارتين الأمريكية والبريطانية والإماراتية والكويتية وعددًا من بعثات الدول الأجنبية بالعراق.

كانت القوات الأمريكية سيطرت على هذه المنطقة عام 2003 خلال غزو العراق، وأعادت تنظيمها وتحصينها، وأقامت فيها سفارتها، ومقراً لقيادة قوات التحالف الدولي، وقواعد قيادية لها.

إلا أنه بعد غزو العراق عام 2003، تعرضت المنطقة الخضراء، إلى سلسلةٍ من التفجيرات والقصف الصاروخي والمدفعي، من الفصائل العراقية.

 

سلسلة استهدافات

ومنذ أن أصبحت مركزاً استراتيجياً، استُهدفت المنطقة الخضراء عشرات المرات، أولاها في أكتوبر 2004، حين تعرضت لتفجيرين أديا إلى تدمير سوق ومقهى فيها، ثم في أبريل 2007، انفجرت قنبلة في مقر البرلمان العراقي، أدّت إلى قتل برلماني، وإصابة 22 بينهم أحد نواب الرئيس.

تعرضت المنطقة –كذلك- عام 2008 لهجمات، تسببت في عدد من الضحايا المدنيين والعسكريين، بينهم جنديان أمريكيان، وفي 2009 انتقلت السيطرة على المنطقة الخضراء إلى قوات الأمن العراقية.

عام 2015، أمر حيدر العبادي رئيس الحكومة العراقية السابق، بفتح المنطقة الخضراء أمام المواطنين، وإلغاء حواجز المنطقة الحكومية، التي تأخذ مساحة واسعة من العاصمة بغداد.

وعام 2019، شهد محيط السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء، احتجاجات للمليشيات المسلحة، التي أضرمت النار في مبنى السفارة، كما أحرقت أبراج الحراسة في مقرها، احتجاجاً على الضربات الأمريكية التي استهدفت فصائل من الحشد الشعبي.

وفي ديسمبر 2020، أطلقت منظومة سي رام، رشقات لاعتراض صواريخ، بعد سقوط عدد منها في محيط السفارة.

وفي يوليو 2021، تعرضت لقصف صاروخي بطائرة مسيرة.

وفي 29 يوليو 2021، استهدف صاروخان السفارة الأمريكية، وألحقا بها أضراراً مادية، بعد أن فشلت منظومة سي رام في التصدّي لهما.

وفي 19 ديسمبر 2021، أعلنت خلية الإعلام الأمني، استهداف المنطقة الخضراء في بغداد بصاروخي كاتيوشا، جرى تفجير الأول في الجو بمنظومة سي رام، أما الآخر فقد سقط قرب ساحة الاحتفالات، ما تسبب بأضرار بعجلتين مدنيتين.

 

تعهد حكومي

وفي خطوة لإنهاء الآثار التي تسبب فيها غزو العراق، التي كان من بينها غلق المنطقة الخضراء، وجَّه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بتغيير تسمية المنطقة، وإرجاعها إلى ما كانت عليه قبل سقوط نظام صدام حسين.

وقال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في تصريحات صحفية، الأسبوع الماضي، إنه من المهم إلغاء تسمية المنطقة الخضراء لتعاود الدوائر البلدية أخذ نطاق عملها، في المناطق التي تشغلها المنطقة.

وأكد الكاظمي أنه من الضروري انتهاء مفهوم المنطقة الخضراء، وعودة الدوائر البلدية قبل عام 2003 لتقوم بعملها، وعودة تسميات الحارثية وكرادة مريم وحي التشريع، إلى الأحياء التي تضمها المنطقة.