نيويورك تايمز: إسرائيل أبلغت واشنطن باغتيال ضابط الحرس الثوري الإيراني

خدائي قُتل بالرصاص خارج منزله في شارع سكني هادئ في طهران الأحد الماضي، عندما اقترب مسلحان على دراجتين ناريتين من سيارته، وأطلقا عليه خمس رصاصات

نيويورك تايمز: إسرائيل أبلغت واشنطن باغتيال ضابط الحرس الثوري الإيراني

ترجمات - السياق

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن إسرائيل أبلغت المسؤولين الأمريكيين، بأنها تقف وراء عملية اغتيال الضابط الإيراني حسن صياد خدائي، بينما يقول مسؤولون إسرائيليون إن الضابط كان قائدًا لسرية مُكلفة بعمليات اختطاف وقتل إسرائيليين وأجانب، في جميع أنحاء العالم.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول استخباري وصفته بأنه مطلع، تأكيده أن إسرائيل اعترفت لواشنطن بالوقوف وراء عملية الاغتيال، بينما تنفي طهران -في المقابل- وجود الوحدة السرية التي تحدثت عنها تل أبيب على أرض الواقع.

والثلاثاء الماضي، شيعت إيران الضابط في الحرس الثوري الإيراني حسن صياد خدائي، الذي قُتل الأحد الماضي في العاصمة الإيرانية، طهران، بخمس رصاصات، في عملية اتهمت طهران -على لسان المتحدث الرسمي باسم الحرس الثوري، رمضان شريف- إسرائيل بتنفيذها.

 

تفاصيل العملية

وذكرت "نيويورك تايمز" أن خدائي (50 عامًا) قُتل بالرصاص خارج منزله في شارع سكني هادئ في طهران الأحد الماضي، عندما اقترب مسلحان على دراجتين ناريتين من سيارته، وأطلقا عليه خمس رصاصات، وفقًا لوسائل إعلام حكومية.

وحسب الصحيفة، ألقت إيران باللوم على إسرائيل في عملية الاغتيال، إذ أشارت السلطات الإيرانية إلى أن هذه العملية تحمل بصمات عمليات القتل الإسرائيلية المستهدفة للإيرانيين، في حرب الظل التي تدور منذ سنوات، في البر والبحر والجو والفضاء الإلكتروني.

وردًا على العملية، نقلت الصحيفة الأمريكية، عن القائد العام للحرس الثوري، اللواء حسين سلامي قوله: "سنجعل العدو يندم على ذلك، ولن يمر أي من أفعال العدو الشريرة من دون رد"، بينما قال عضو مجلس الأمن القومي الإيراني ماجد مرحمدي لوسائل إعلام إيرانية: القتل كان بالتأكيد من عمل إسرائيل، محذرًا مما سماه (انتقامًا عنيفًا).

ويرى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أن ما سماه الثأر لخدائي "أمر حتمي"، بينما حمَّل الحرس الثوري مسؤولية الاغتيال لقوى "الاستكبار العالمي"، وهي العبارة التي تستخدمها الجمهورية الإٍسلامية، للإشارة الى الولايات المتحدة وحلفائها، وفي مقدمهم إسرائيل.

وحسب الصحيفة الأمريكية، امتنعت متحدثة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي عن التعليق على عملية القتل، بينما قال مسؤول استخباراتي مطلع على الاتصالات، اشترط عدم كشف هويته: الإسرائيليون أبلغوا الأمريكيين بأن تل أبيب تقف وراء عملية الاغتيال، مشيرين إلى أنها تأتي لتحذير إيران لوقف عمليات مجموعة سرية داخل فيلق القدس تعرف باسم (الوحدة 840)، إلا أن طهران نفت أي وجود لهذه المجموعة.

 

تصنيف إرهابي

يأتي مقتل خدائي في وقت تُبذل فيه جهود دبلوماسية لكسر الجمود في مباحثات إحياء الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديًا عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب.

وعلقت المباحثات رسميًا في مارس، مع تأكيد المعنيين أن التفاهم شبه منجز، لكن تبقت نقاط تباين بين واشنطن وطهران، أبرزها طلب الأخيرة شطب اسم الحرس الثوري من القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية.

وحسب "نيويورك تايمز" تصنف الولايات المتحدة، الحرس الثوري بأنه جماعة إرهابية، وهو القرار الذي يمثل نقطة شائكة في المفاوضات مع إيران لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، إذ اشترطت إيران إلغاء هذا التصنيف لاستعادة الصفقة، لكن الولايات المتحدة رفضت ذلك، فجُمدت المفاوضات.

وتبين الصحيفة الأمريكية، أن إسرائيل تعارض بشدة الاتفاق النووي، ونقلت عن بعض المحللين الإيرانيين المقربين من الحكومة قولهم: الهجوم كان يهدف إلى عرقلة المحادثات النووية عن مسارها عند نقطة حساسة، وتقويض أي احتمال لأن تتوصل إيران والولايات المتحدة إلى توافق في الآراء، بشأن قضية الحرس الثوري.

 

ضليع في المؤامرات

ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم: العقيد خدائي كان نائب قائد الوحدة 840 وشارك في التخطيط لمؤامرات عبر الحدود ضد أجانب، بمن فيهم إسرائيليون.

وبينوا أن خدائي كان مسؤولاً عن عمليات الوحدة في الشرق الأوسط والدول المجاورة لإيران، وأنه تورط خلال العامين الماضيين في محاولات هجمات إرهابية، ضد إسرائيليين وأوروبيين ومدنيين أمريكيين ومسؤولين حكوميين، في كولومبيا وكينيا وإثيوبيا والإمارات العربية المتحدة وقبرص.

في المقابل، حسب الصحيفة الأمريكية، صورت إيران، العقيد الراحل، على أنه بطل شهيد التحق بالحرس الثوري في سن المراهقة، وتطوع في الحرب العراقية الإيرانية، واستمر في لعب دور بارز في قوة القدس، التي تقاتل (داعش) في العراق والشام.

ولم يعلق المسؤولون الإيرانيون على الاتهامات الإسرائيلية بأن العقيد خدائي متورط في مؤامرات إرهابية عبر الحدود، إلا أن بعض المحللين الإيرانيين قالوا إن الاتهامات تهدف إلى منع الولايات المتحدة من الموافقة على رفع تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، وعرقلة التوصل إلى توقيع الاتفاق النووي.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن غيث قريشي المحلل المقرب من الحكومة الإيرانية، قوله: "تمارس إسرائيل ضدنا حرب تضليل، تهدف هذه الاستفزازات إلى الضغط على جميع الأطراف، لإلغاء الاتفاق النووي أو دفع إيران للرد بطريقة قد تكون ضارة، لكن إيران تتبع نهجًا حسابيًا طويل المدى".

بينما قال مصدران في الحرس الثوري للصحيفة الأمريكية: "لم يكن هناك ما يشير إلى أن العقيد كان معروفًا خارج دوائر الدفاع، ولم يكن لديه البروتوكول الأمني -حراس شخصيون وسيارات مصفحة ومساكن محاطة بالأسوار- وهذا هو الحال بالنسبة لكبار المسؤولين العسكريين في إيران".

ونشرت وسائل إعلام رسمية إيرانية صورًا قالت إنها من مكان الحادث تُظهر العقيد خدائي جالسًا خلف مقود سيارة كيا برايد إيرانية الصُنع، ولا يزال يرتدي حزام الأمان وينزف من جروح ناجمة عن طلقات نارية.

لكن -حسب الصحيفة- كانت هناك مؤشرات أخرى على أنه ربما كان شخصية مهمة في فيلق القدس، إذ قدم شخصان منتسبان للحرس الثوري -طلبا عدم كشف هويتهما- وصفًا مختلفًا تمامًا لدور العقيد، عن الذي قدمه المسؤولون الإسرائيليون، وقالوا إنه كان خبيرًا لوجستيًا لعب دورًا مهمًا في نقل تكنولوجيا الطائرات من دون طيار والصواريخ إلى المقاتلين في سوريا وميليشيا حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران، وزعموا أنه كان أيضًا مستشارًا تكتيكيًا لميليشيات تقاتل في سوريا دربتها إيران وسلحتها.