الأزمة الأوكرانية... روسيا تتحدث عن النووي وكييف تشكك في التوصل إلى اتفاق

الأسلحة النووية التكتيكية، هي تلك التي يمكن استخدامها على مسافات قصيرة نسبيًا، على عكس الأسلحة النووية الاستراتيجية، التي يمكن إطلاقها على مسافات أطول بكثير، وتثير شبح حرب نووية شاملة.

الأزمة الأوكرانية... روسيا تتحدث عن النووي وكييف تشكك في التوصل إلى اتفاق

السياق

وسط تعثر التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة الأوكرانية، التي دخلت شهرها الرابع، كثر الحديث -في الآونة الأخيرة- عن إمكانية لجوء روسيا إلى استخدام الأسلحة النووية، كخيار لإنهاء الحرب التي أدت إلى أكبر موجة لجوء، منذ الحرب العالمية الثانية.

إلا أن ذلك الخيار، الذي يلوح في الأفق مع كل إشراقة جديدة، نفت روسيا سعيها إلى استخدامه لحسم الحرب، التي تكبدت فيها آلاف القتلى والجرحى، إضافة إلى عقوبات غربية واسعة النطاق.

وقال السفير الروسي لدى لندن، أندريه كيلين، في حوار مع صحيفة صنداي مورنينغ ترجمته «السياق»، إن بلاده لا تنوي استخدام أسلحة نووية تكتيكية في عمليتها العسكرية بأوكرانيا.

وأكد الدبلوماسي الروسي، أنه وفقًا للقواعد العسكرية الروسية، لا تستخدم هذه الأسلحة في نزاعات مثل هذه، مؤكدًا أن موسكو لديها أحكام صارمة للغاية لاستخدامها، خاصة عندما يكون وجود الدولة مهددًا.

 

النووي في حالة تأهب

وعندما وضع فلاديمير بوتين قواته النووية، في حالة تأهب قصوى أواخر فبراير الماضي، بعد وقت قصير من الهجوم، كان يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه تحذير.

وألقى بوتين باللوم في تطور الأمور على الغرب وحلف الناتو، لكن وزير دفاع المملكة المتحدة، بن والاس، وصفها بأنها محاولة لصرف انتباه الناس عما يحدث في أوكرانيا، قائلاً إن روسيا تأخرت عن موعد غزوها بعد أيام قليلة فقط، وحاولت تذكير العالم بأن لديها رادعًا.

الأسلحة النووية التكتيكية، هي تلك التي يمكن استخدامها على مسافات قصيرة نسبيًا، على عكس الأسلحة النووية الاستراتيجية، التي يمكن إطلاقها على مسافات أطول بكثير، وتثير شبح حرب نووية شاملة.

لكن المصطلح لا يزال يشمل العديد من أنواع الأسلحة، بما في ذلك القنابل الصغيرة والصواريخ المستخدمة في ساحة المعركة، بينما يُعتقد أن روسيا تمتلك نحو 2000 سلاح نووي تكتيكي.

وتعليقًا على تصريحات وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس، التي قالت إن الحرب لن تنتهي إلا بعد أن يزيل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته، أكد كيلين أن تروس كانت «شديدة العدائية».

وأوضح أن المسؤولة البريطانية «لم تكن عسكرية محترفة ولا تتمتع بالخبرة كوزيرة للخارجية»، مضيفًا أنها إذا كانت ترغب في مواصلة الحرب فسوف تطيل النزاع.

 

قصف المدنيين

وفي تبادل مقتضب في بعض الأحيان، نفى السفير قصف القوات الروسية المدنيين قائلًا إن المزاعم بارتكاب جرائم حرب في بلدة بوتشا «افتراء».

وردا على سؤال: لماذا تشن روسيا هذه الحرب بهذه الطريقة وترتكب جرائم حرب؟، قال كيلين: «رئيس بلدية بوتشا في بيانه الأولي أكد أن القوات الروسية غادرت، كل شيء نظيف وهادئ، المدينة في حالة طبيعية».

وتابع: «لا شيء يحدث، لا جثث في الشارع»، مشيرًا إلى أن هناك محاولات لتلفيق التهم لروسيا قائلًا: « من وجهة نظرنا هذا تلفيق، يستخدم فقط لعرقلة المفاوضات».

كانت روسيا قد أطلقت هذه المزاعم، حيث ادعى وزير الخارجية سيرجي لافروف أن لقطات الجثث في بوتشا «جرى تصويرها» بعد انسحاب الروس.

تناقض ذلك روايات شهود عيان من السكان، الذين قالوا إن القوات الروسية أعدمت أحباءهم بإجراءات موجزة.

وقال رجل عن زوج ابنته المقتول: «لقد كان مجرد رجل مسالم، رجل أسرة، عامل لحام، عانى كسرًا في العمود الفقري وكان معاقًا طوال حياته».

كما يبدو أن صور الأقمار الاصطناعية تتعارض بشكل مباشر مع موقف موسكو، حيث تظهر جثثًا في الشارع، قبل أسبوعين تقريبًا من مغادرة الروس للبلدة.

تعثر المفاوضات

وبينما أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده لاستئناف المفاوضات مع الجانب الأوكراني، قال مستشار الرئيس والمفاوض الأوكراني ميخائيلو بودولياك، إنه لا يمكن الوثوق بأي اتفاق مع موسكو.

وأضاف الدبلوماسي الروسي، أن القوة وحدها هي التي يمكنها وقف العملية العسكرية الروسية، قائلًا في رسالة على "تليغرام": «أي اتفاق مع روسيا لا يساوي شيئًا، هل يمكن التفاوض مع بلد يكذب دائمًا باستخفاف وبأسلوب دعائي؟».

جدل يتجدد في الوقت الذي كشف فيه جنود أوكرانيون، كانوا أسرى لدى الروس، وأفرج عنهم مؤخرًا، ما تعرضوا له من «سوء المعاملة من القوات الروسية»، على حد قولهم.

وقالت وكالة «إنترفاكس» الأوكرانية، إن الجنود الذين أطلق سراحهم من الأسر، تعرضوا للتعذيب ولأعمال بشعة من قِبل الروس.

من جانبها، قالت مفوضة البرلمان الأوكراني لحقوق الإنسان، ليودميلا دينيسوفا، إن الأسرى الأوكرانيين السابقين «أجبروا على ممارسة الجماع الجنسي، وتم استخدام التعذيب بقسوة، خاصة ضد ضباط القوات المسلحة، ومقاتلي آزوف».

 

معاملة الأسرى

وأشارت دينيسوفا إلى أنه «خلال زيارة رصد لمؤسسة للرعاية الصحية، حيث يوجد جنود الجيش الأوكراني الذين جرى إطلاق سراحهم من الأسر، أبلغوا عن وقائع التعذيب وسوء المعاملة من قِبل المحتلين».

وأضافت: «لقد أسر المحتلون معظم أفراد الجيش الأوكراني بالقرب من ماريوبول، ووضعوهم في الأقبية والمباني الملحقة، ثم نقلوا إلى مركز احتجاز في دونيتسك».

«نقل أسرى الجيش الأوكراني إلى مركزي احتجاز في تاغانروغ وفورونيغ، وأغلق الروس أعينهم بأشرطة لاصقة، ووضعوا أكياسًا على رؤوسهم، وربطوا أيديهم بالحبال»، بحسب المسؤولة الأوكرانية.

وعن الأسيرات الأوكرانيات، قالت مفوضة البرلمان: «كن بمركز احتجاز في دونيتسك، وكان هناك من 17-20 منهن في زنازين مصممة لـشخصين إلى 3 أشخاص، وبدلًا من الحمام، كان هناك دلو فقط».