شبوة تقطف ثمار إزاحة الإخوان.. انتصارات متوالية وطرد للحوثيين من عسيلان

السياق

بعد أسبوع من إقالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، محافظ شبوة، القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح، محمد صالح بن عديو، بدأت المحافظة تقطف ثمار القرار، إثر إعلان قوات ألوية العمالقة تحرير مديرية عسيلان، بإسناد من تحالف دعم الشرعية.

وكان الرئيس اليمني، قرر قبل أسبوع، إقالة محافظ شبوة محمد صالح بن عديو، وتعيين عوض محمد عبدالله العولقي بديلا له، في قرار أثلج قلوب اليمنيين الذين طالبوا مرارًا بإقالة القيادي الإخواني.

ولم تمض أيام قليلة، على قرار الرئيس اليمني، بإزاحة القائد في حزب التجمع اليمني للإصلاح وتحييد القوات العسكرية الموالية للحزب، حتى بدأت المدينة التي كانت سقطت ومديريتين أخريين، قبل أشهر، في قبضة مليشيا الحوثي، تشتم هواء الحرية، بإعلان تحريرها من الانقلابيين.

وأعلن قائد ألوية العمالقة العميد عبدالرحمن أبو زرعة المحرمي، مساء السبت، عن نجاح عملية إعصار الجنوب، وتحرير وتطهير مديرية عسيلان بمحافظة شبوة، ودحر مليشيات إيران الحوثية منها.

وقال العميد أبو زرعة المحرمي، في تصريحات نشرها المركز الإعلامي لألوية العمالقة، إن انطلاق عملية إعصار الجنوب تأتي لتطهير وتحرير مديريات محافظة شبوة من سيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية، وفي سياق الإنتصارات الواسعة التي تسطرها أولوية العمالقة الجنوبية في جبهات القتال.

انهيار الحوثيين

وقال المركز الإعلامي لألوية العمالقة، في بيان صادر عنه اليوم الأحد، إن القوات نجحت في تحرير مركز مديرية عسيلان، وجبال استراتيجية، وسط حالة من الانهيار في صفوف المليشيا الحوثية.

وأوضح أن قوات ألوية العمالقة، تمكنت بمساندة طيران تحالف دعم الشرعية، من تطهير مركز مديرية عسيلان وحيد بن عقيل المطل على عسيلان، والهجر وجبل لخيضر، والسليم، مشيرًا إلى أنه مازالت القوات تتقدم باتجاه النقوب لتحرير مديريات شبوة بشكل كامل.

وبحسب البيان، فإن ألوية العمالقة خاضت معارك ضارية ضد المليشيات الحوثية بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة منذ صباح السبت، ومازالت المعارك جارية حتى هذه اللحظات وتواصل التقدم نحو بيحان.

وقال المركز الإعلامي، إن طيران تحالف دعم الشرعية ومدفعية ألوية العمالقة وجهت ضربات مركزة على مواقع وثكنات المليشيات الحوثية، مشيرًا إلى أنها حققت إصابات مباشرة في صفوف المليشيات الحوثية.

خسائر فادحة

وأكد أن المليشيات الحوثية تكبدت خسائر فادحة في العتاد والأرواح، مشيرًا إلى أن العشرات من الانقلابيين لقوا مصرعهم فيما جرح مئات آخرون، بالاضافة إلى تدمير آليات عسكرية من عتاد المليشيات.

وكانت قوات العمالقة، أرسلت أرتالًا عسكرية، إلى محافظة شبوة لتحرير مديرياتها الثلاث من الحوثيين، بعد يومين من قرار الرئيس اليمني، بالإطاحة بالمحافظ السابق بن عديو، والذي طالب اليمنيون مرارًا بإقالته بعد أن تواطأ مع المليشيات الحوثية، وسلم مديريات المحافظة في سبتمبر/أيلول الماضي دون قتال.

قرار قوات العمالقة بإرسال الأرتال العسكرية، إلى محافظة شبوة، استندت فيه إلى سياسة تحالف دعم الشرعية الجديدة، بإعادة التموضع والانتشار والتي نفذتها القوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي، منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وفي محاولة من مليشيا الحوثي للتغطية على خسائرها المتوالية، لجأ الانقلابيون إلى قصف سوق شعبي بمديرية عسيلان بمحافظة شبوة، بصاروخ، مما أدى إلى مقتل 4 مدنيين وإصابة 6 آخرين بعضهم إصابته خطيرة.

أضرار جسيمة

وفي تصريحات لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، قال مصدر محلي، إن الصاروخ الحوثي سقط على قرية آرة من بلاد آل اسحاق مخلفا عشرة ضحايا بين قتيل وجريح، مشيرًا إلى أنه تسبب -كذلك-  في أضرار جسيمة لحقت بالأعيان المدنية، وأدت إلى اشتعال النيران في إحدى محطات الوقود.

من جانبه، أشاد محافظ شبوة عوض العولقي، بعناصر الجيش اليمني وألوية العمالقة والمقاومة الشعبية وتضحياتهم في سبيل دحر مليشيا الحوثي الانقلابية.

وشدد المحافظ خلال زيارته لجرحى الجيش اليمني وألوية العمالقة والمقاومة الشعبية في مستشفى عتق، على ضرورة تقديم أفضل الخدمات الطبية والعلاجية لهم، مؤكدًا أن «هذه المعركة تمثل تواصلا لتاريخ النضال الوطني الموحد لابناء اليمن».

التحرك العاجل

وفيما أثنى على توافد المواطنين على المستشفى من أجل التبرع بالدم للجرحى، دعا المجتمع الدولي للتحرك العاجل لإيقاف تمادي ميليشيا الحوثي وارتكابها للمزيد من الجرائم بحق المدنيين.

بدوره، بارك وزير الإعلام والثقافة اليمني معمر الإرياني، الانتصارات والتقدمات الواسعة التي يحققها ألوية العمالقة والجيش اليمني والمقاومة وتحريرهم كامل مديرية عسيلان بمحافظة شبوة، بدعم وإسناد من تحالف دعم الشرعية وسط هزائم وانكسارات لمليشيا الحوثي الارهابية التابعة لايران.

وقال الإرياني، في سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، الأحد، إن هذه الانتصارات الكبيرة والاصطفاف الشعبي حول معركة استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب، والالتفاف حول الشرعية الدستورية بقيادة الرئيس هادي، تؤكد حالة العزلة والضعف التي تعانيها مليشيا الحوثي الإرهابية جراء الاستنزاف المتواصل لمخزونها البشري وعتادها في مختلف الجبهات.

وثمن الإرياني، هذه الانتصارات والتضحيات التي يقدمها عناصر ألوية العمالقة والجيش اليمني، في ميادين القتال دفاعا عن الأرض والهوية والكرامة، مؤكدًا أن مديريات محافظة شبوة، وكل شبر من تراب الوطن على موعد مع النصر والتحرير بتكاتف كل أبنائه، وأن مليشيا الحوثي ومشروعها الظلامي المستورد من إيران إلى زوال.

ابعاد الفاسدين

 

إلى ذلك يقول العميد متقاعد العميد حسن الشهري، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن محافظة شبوة الاستراتيجية ستكون الطريقة التي ستوحد مكونات الشرعية اليمنية، وتوحد الجهود باتجاه الإرهاب الحوثي، وأضاف " ثم ننظر في المستقبل لأي إرهاب آخر أ وطرف آخر من الإصلاح، أو مما يسمى الإخوان المسلمين، أو من القاعدة وداعش في اليمن".

وأكد الشهري في مقابلة مع "السياق" إن المملكة العربية السعودية حريصة على اليمن، مشيراً إلى أنها "البعد الحيوي بالنسبة لها كما السعودية بعد لليمن".

وقال إن الملكة العربية السعودية ضغطت باتجاه خروج الفاسدين من المحافظات المهمة أبرزها شبوة، مشيراً إلى أنها محافظة مهمة، وهي رمانة الميزان في المحافظات الجنوبية في اليمن.