الناقلة صافر وأزمة المسافرين وطرق تعز... تطورات الأزمة اليمنية

تطورات تبشر بانفراجة في الأزمة اليمنية... ماذا حدث؟

الناقلة صافر وأزمة المسافرين وطرق تعز... تطورات الأزمة اليمنية

السياق

ختام مباحثات الأردن بشأن اليمن، وانطلاق أخرى أمريكية مصرية، لحل أزمة المسافرين بين القاهرة وصنعاء، إضافة إلى عودة الحديث عن الناقلة صافر، تطورات جديدة على طريق الأزمة اليمنية التي لم تضع رحالها.

فالبلد الذي يعاني -منذ قرابة سبع سنوات- الانقلاب الحوثي، يحاول الخروج من عنق الزجاجة نحو مستقبل أكثر رحابة، إلا أن المليشيات الحوثية تضع العراقيل تلو الأخرى، أمام ذلك الهدف، في مسعى لإرساء المشروع الإيراني في المنطقة.

آخر تلك العقبات، كان تلكؤ المليشيات الحوثية في الاستجابة لمطالب فتح طرق تعز وفقًا للمهلة التي مُنحت لها من قِبل وفد الحكومة الشرعية، في المفاوضات التي ختمت أعمالها في العاصمة الأردنية عمّان، لمناقشة تلك القضية الحيوية، التي كانت أحد محاور اتفاق الهدنة، الذي أبرم بين الطرفين في الأول من أبريل الماضي.

وبحسب نتائج الجولة الأولية من المناقشات التي كانت مغلقة، فإن هناك اقتراحًا لإعادة فتح الطرق بشكل تدريجي، يضمن آلية للتنفيذ وضمانات لسلامة المسافرين المدنيين.

ودعا المبعوث الأممي إلى اليمن هانز غروندبرغ الطرفين، لاستكمال مداولاتهما الداخلية بشكل عاجل، وتحقيق نتائج إيجابية يلمسها الشعب اليمني، مؤكدًا أهمية رفع القيود عن حرية حركة الناس والبضائع.

وبينما أكد أن الاستجابة لتلك المطالب، ستسهم في تخفيف معاناة اليمنيين وإنعاش اقتصادهم، وتعزيز الثقة بالعملية السياسية أيضاً، دعا المبعوث الأممي لليمن إلى تمديد الهدنة الحالية، التي تنتهي الأسبوع المقبل، لما لها من «آثار إيجابية» في حياة السكان.

كانت هدنة اليمن، دخلت حيز التنفيذ في الثاني من أبريل الماضي، بوساطة من الأمم المتحدة، وتشمل السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي المفتوح فقط لرحلات المساعدات منذ 2016، ما عدَّه مراقبون بارقة أمل نادرة في الصراع.

وحققت الهدنة انخفاضاً ملموساً في حدة القتال وعدد الضحايا المدنيين، بحسب بيان للأمم المتحدة، دعا خلاله هانز الأطراف إلى ممارسة أعلى درجات ضبط النفس.

وبموجب الهدنة، أقلعت رحلات جوية تجارية للمرة الأولى منذ ست سنوات، من مطار صنعاء الخاضع لسيطرة الحوثيين، بينما أعلنت الحكومة اليمنية موافقة مصر على تسيير رحلات مباشرة بين صنعاء والقاهرة، في إطار الهدنة.

 

استئناف الطيران من صنعاء لمصر

وفي السياق نفسه، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية -في بيان- أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ناقش مع نظيره المصري سامح شكري، الرحلات الجوية بين صنعاء والقاهرة، معربًا عن أمله بأن تقلع أولى الرحلات خلال الأيام المقبلة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، إن بلينكن شكر الحكومة المصرية على هذه الرحلات، مؤكدًا أن واشنطن تأمل أن تكون الرحلة الأولى خلال الأيام المقبلة، للسماح لليمنيين بطلب الرعاية الطبية، والانضمام إلى أحبائهم من جميع أنحاء مجتمع الشتات اليمني المتنوع في مصر.

ولم تقتصر المباحثات الأمريكية المصرية على الرحلات بين صنعاء والقاهرة، بل تطرقت إلى تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون في القضايا الإقليمية والتأثير الشديد لحرب روسيا على أوكرانيا في الأمن الغذائي العالمي.

تأتي تلك التطورات التي عدَّها مراقبون إيجابية، مع أخرى لم تكن على الوتيرة نفسها بشأن الناقلة صافر، التي باتت في وضع كارثي، حيث ظهرت تشققات في خزاناتها.

 

نداء أممي عاجل

ذلك الوضع الكارثي للناقلة، دفع منسق الأمم المتحدة والشؤون الإنسانية في اليمن، ديفيد غريسلي، إلى نداء عاجل، طالب فيه بضرورة توفير 40 مليون دولار في يونيو المقبل، لبدء عملية الطوارئ لتنفيذ الخطة المنسقة من الأمم المتحدة، لحل أزمة الخزان صافر قبل فوات الأوان.

وبينما توجه غريسلي عبر «تويتر»، بالشكر لمكتب شؤون الشرق الأدنى في الخارجية الأمريكية، لتشجيعه المانحين على تقديم 144 مليون دولار لتنفيذ خطة الأمم المتحدة الخاصة بالخزان صافر، أكد توافر 40 مليونًا منها في الوقت الحالي.

يأتي ذلك، بعد ساعات من بيان مشترك، أصدرته الولايات المتحدة وهولندا، بشأن الخزان صافر، طالبتا فيه بضرورة دعم جهود الأمم المتحدة لمواجهة وتجنُّب التهديدات الاقتصادية والبيئية والإنسانية، التي تشكلها ناقلة النفط صافر في منطقة البحر الأحمر.

 

مساعدات سخية

وأكد البيان المشترك أهمية جمع 144 مليون دولار لتمويل خطة الأمم المتحدة التشغيلية، التي تتضمن 80 مليون دولار لعملية طارئة، لتفريغ النفط من صافر إلى سفينة مؤقتة، مشيرة إلى جمع ما يقرب من نِصف الأموال المطلوبة لعملية الطوارئ هذه، في اجتماع التعهدات الذي استضافته الأمم المتحدة وهولندا الشهر الماضي، إلا أن هناك حاجة ماسة للمزيد من التبرعات.

ودعا البيان، المانحين من القطاعين العام والخاص، إلى تقديم مساهمات سخية للمساعدة في منع التسرب أو الانسكاب أو الانفجار، محذرًا من أنه بحلول أكتوبر المقبل، فإن الرياح العاتية والتيارات المتقلبة، ستجعل عملية الإنقاذ التي تقودها الأمم المتحدة أكثر خطورة، وسترفع خطر تحطم السفينة.

وبحسب البيان، فإنه في حال حدوث تسرب، من المتوقع أن تكلِّف عملية التنظيف وحدها 20 مليار دولار، محذرًا من أن ناقلة النفط تواجه خطراً وشيكاً بالانشطار، ما قد يترك آثارا مدمرة في سبل العيش والسياحة والتجارة، بأحد ممرات الشحن الأكثر حيوية في العالم.