عقب استقالة ليز تراس.. هل يعود بوريس جونسون؟
أعلن بوريس جونسون، الرئيس السابق للحكومة البريطانية عن نيته الترشح لزعامة حزب المحافظين مرة ثانية.

السياق
استقالة رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس التي لم تمكث أكثر من شهر ونصف الشهر في منصبها لم تكن مفاجأة؛ وذلك بعد تزايد الضغوط عليها من داخل حزبها، كما تعرضت لسخط شعبي نتيجة سياستها الاقتصادية التي لم تلبث أن نفذتها حتى تعرضت لسيل من الانتقادات واضطرت للتراجع عنها لاحقًا.
وحول المرشحين المحتملين لخلافة تراس يقول المحلل السياسي البريطاني بيتر أوبورن لـ"السياق" إنه ثمة العديد من الأسماء من بينهم وزير المالية الجديد جيرمي هانت وأشار الكاتب في "ميدل إيست آي" إلى أن ريشي سوناك قد يكون محتملًا وهو الذي حل ثانيًا في انتخابات زعامة الحزب بعد ليز تراس. وهو نفسه الذي حذّر من العواقب المالية الناجمة عن مسار تصرفات تراس، وهو ما يجعل موقفه قويًا. ثم بعد ذلك يأتي اسم وزير الدفاع بين والاس المنشغل كثيرًا بالوضع في أوكرانيا.
ومن ناحيته أعلن بوريس جونسون، الرئيس السابق للحكومة البريطانية عن نيته الترشح لزعامة حزب المحافظين مرة ثانية، إذ يرى-حسب قوله- أن في هذه الخطوة "مصلحة وطنية" وفق صحيفة التايمز البريطانية.
وأعلنت ليز تراس استقالتها قبل ساعات في بيان قالت فيه: "في وقت يشهد عدم استقرار كبير على صعيد الاقتصاد وعلى المستوى الدولي أدرك أنني نظرًا لهذا الوضع.. لا أستطيع أن أفي بمتطلبات التفويض الذي انتخبني حزب المحافظين لأجل تنفيذه". مضيفة أنها اتفقت مع رئيس "لجنة 1922 " غراهام برايدي أن تجرى انتخابات زعيم جديد الأسبوع المقبل، مما يعني وفق قواعد الحزب أنه سيصبح رئيس الحكومة الجديد.
ومن جهته، دعا زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر إلى إجراء انتخابات عامة مبكرة فورًا، في أول تعليق له بعد خطاب تراس.
افتقاد للشعبية
ويرجع بيتر أوبورن الكاتب والمحلل السياسي في "ميدل إيست آي" أسباب الاستقالة إلى افتقاد ليز تراس الشعبية على نحو عميق بين أوساط الشعب البريطاني.
وأضاف أوبورن في تصريحات للسياق: عندما تم خلع بوريس جونسون من منصبه كرئيس للوزراء بعد ثلاثة أعوام، كان هناك سباق زعامة داخل حزب المحافظين. وترشحت ليز تراس استنادًا بشكل كامل على خطة جديدة للنمو الاقتصادي.
وكانت النتيجة أن سلكت الأسواق المالية مسارًا مجنونًا، وبدأت أسعار الفائدة في الصعود وبدأ الجنيه الإسترليني في الانهيار. وللأسف، أجبرت ليز تراس على تراجع مهين واضطرت إلى إقالة كواسي كوارتنج وتعيين وزير مالية جديد والذي قام بإلغاء سياساتها كافة تقريبًا مما يمثل إهانة عميقة بالنسبة لها.
"تعريض أمن المواطن للخطر"
ويؤكد الكاتب البريطاني أن ما فعلته ليز تراس من خلال خطتها للنمو هو تعريض أمن ملايين المواطنين البريطانيين للخطر. وكنتيجة لذلك، فقدت شعبيتها بدرجة كبيرة جدًا.
وتتولى تراس رئاسة الحكومة منذ 6 سبتمبر الماضي، وكانت آخر رئيسة وزراء في عهد الملكة الراحلة إليزابيث الثانية التي توفيت في 8 من الشهر ذاته.
ووفق قواعد حزب المحافظين، يتوجب على" لجنة 1922 " أن تجتمع لتغيير القاعدة التي تمنع تغيير زعيمه قبل مرور عام على انتخابه.
"الحزب في خطر"
وفي سياق آخر يرى الكاتب والمحلل البريطاني أن حزب المحافظين "يتلاشى" ويواجه لحظات خطيرة قائلًا: في اللحظة الحالية، يؤسفني القول إن حزب المحافظين تحول إلى مستشفى للمجانين، وتسيطر عليه الفوضى، مضيفًا أن شعبية الحزب تتحطم بين الناخبين العاديين حتى بلغت نحو ٢٠%. مؤكدًا على أنه إذا تكررت استطلاعات الرأي الحالية في الانتخابات العامة، فإن الحزب سوف يكون محظوظًا إذا فاز بـ ١٠٢ مقعد في برلمان يتألف من ٦٠٠ مقعد. وهكذا، فإن الحزب يواجه محوًا محتملًا.